الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الزوجة الثانية للمتعة أحيانا والظلم دائما

الزوجة الثانية للمتعة أحيانا والظلم دائما
الزوجة الثانية للمتعة أحيانا والظلم دائما


«تحبى تكونى زوجة تانية؟! هاتقبلى بنص زوج؟! هل توافقين على لقب «زوجة للمتعة»؟!».. أسئلة بسيطة طرحناها على شريحة من الفتيات.. ما بين رفض واستهجان من العديد منهن وبين موافقة شريحة لا بأس بها منهن بفكرة الزواج الثانى بدعوى «عيش اللحظة» أو أن الزمن قد يجبرهن على القبول بالفكرة خوفا من شبح العنوسة.. نعم قد يقبلن «بنصف زوج» أحسن من أن يكن بلا زوج من الأساس..

كانت البداية ضحكة، لفكرة طرحتها إحدى صديقاتى الجميلات بأن نتزوج رجلا واحدا وبهذا ندخل إلى عالم الزوجة فعلا بعد أن مللنا الحديث عنه قولا من الخارج فقط كلما جمعتنا «قعدة بنات». وبعد لحظات من طرح الفكرة تحولت الضحكة العالية إلى ابتسامة صفراء وبدأت نظرات الأنثى الحالمة تتحول إلى نظرات متنمرة مهددة من الاقتراب أو التصوير من رجل المستقبل «الذى لايزال جارى البحث عنه أصلا» حتى قالت إحداهن بصوتها الرنان: «لا.. أنا زى الفريك مبحبش شريك».
فتركت أصدقائى لأبحث فى عقول ومشاعر فتيات آخريات لأعرف منهن ما حقيقة الزوجة الثانية فى حياتهن إذا ما كن سيقبلن بها.. كما أكدت إحداهن لقب زوجة تانية أحسن من لقب عانس.. أو أن يرفضن هذه الفكرة تماما وتأبى كرامتهن ذلك كما قالت إحداهن بثقة «أنا امرأة كاملة فكيف أقبل نصف رجل!!».
• أنانى وغيور
سألت هاجر محمد (29 عاما) وتعمل محاسبة بأحد البنوك فأجابت بدون تفكير: «لا أقبل أن أكون زوجة ثانية رغم أننا كفتيات- غير متزوجات- كثيرا ما نتعرض لمثل هذه العروض على أساس أننا محتاجين راجل و«الجواز سترة» والكلام ده، لذلك فالرجال يحبون أن يلعبوا على مشاعرنا لإيقاعنا فى حبهم ومن ثم الموافقة على هذا العرض الذى يمتهن كثيرا من كرامة المرأة.. وهذا يجعلنى أتساءل بغرابة: كيف لرجل بطبيعته غيور عليّ حتى إن نظر إليّ رجل نظرة عابرة فى الطريق أجده فى نفس الوقت عايزنى له وحده وفى نفس الوقت يجبرنى أن تقاسمنى فيه امرأة أخرى، حتى إن كانت زوجته؟! فلماذا يريد أن يمتلكنى فى الوقت الذى يعمل على تقييد حريتى؟! وهذا قمة الظلم لى والحرية له.. ولذلك فأنا أرى الرجل بطبيعته أنانيا ولن أقبل أن يفرض أنانيته عليّ فى مقابل أن يتزوجنى!!».
• خطافة رجالة
«أقبل ان جوزى يتجوز عليا ولا أكون زوجة تانية»، هكذا قالت بمنتهى الثبات هالة عبدالحميد (35 عاما) واستطردت: «أكيد لن أقبل أن أكون زوجة ثانية لا لشىء سوى أننى سأظل فى عذاب طول عمرى.. فكلمة زوجة ثانية تعنى بالنسبة لى «استحملى واشربى بقى نتيجة اختيارك».. فلماذا أكون مضطرة طوال الوقت أن «آجى على نفسى» بقبولى أن أكون زوجة ثانية على أن أتحمل نظرات الناس التى ستتهمنى أننى «خطافة رجالة»، على أن أتحمل معاملة زوجته الأولى وكذلك أولاده التى عادة ما تكون معاملات قاسية وغير مهذبة.. وفى النهاية لابد من الإجابة على سؤال مهم جدا، من أجل من عليّ أن أتحمل كل ذلك؟! من أجل رجل!!.. «الرجالة كلهم مايستهلوش».. لست من دعاة الفضيلة أو أرفض هذا العرض من الزواج لأننى أخشى الناس أو أى شىء من هذا القبيل.. فقط أخشى معاناتى من زواج إن آجلا أو عاجلا محكوم عليه بالفشل».
• قانون الحياة
«الحقيقة لا أعلم.. لا أستطيع أن أحكم وأنا على البر».. هكذا قالت نرمين توفيق «27 عاما» طبيبة أسنان، وأضافت: ربما قد تضطر الفتاة-بدعوى الخوف من شبح العنوسة- إلى التنازل والقبول بوضع رفضته منذ سنوات طويلة أو رفضته لمبدأ اعتنقته أن الزوجة الثانية سيدة سيئة السمعة فهى فى نظر مجتمعنا الشرقى أشبه «بالعشيقة».. وأنا شخصيا أرفض هذه النظرة المتخلفة رغم أن لى صديقات كثر وافقن على هذا الوضع ويعشن حياة هادئة ومستقرة.. فأعرف صديقة فى مثل سنى قررت أن تتزوج من رجل ضعف عمرها «عرفيّا» وقررت أن تخفى قرار زواجها عن أهلها، فقط أقرب المقربين إليها هم من يعرفون بهذا الخبر.. وها هى تقابله فى شقة استأجرها لها ويمارس معها واجباته الزوجية ويشتبه أنها حامل ولكنها لا تنزعج من هذا الأمر فقط سارت وراء قلبها وهى مقتنعة بكل ما تفعله.. فهذا نموذج موجود منه الكثير.. ولا أحد يعرف ما تخفيه الأيام.. قد أكون فى يوم من الأيام مثل صديقتى أو أن أظل على مبدأى.. الحياة لها قانونها الذى سيفاجئنا قطعا بما يحمله لنا القدر!!
• عيش اللحظة
أما ملك عثمان (30 عاما) تعمل بقسم الموارد البشرية بإحدى الشركات الخاصة فتقول: «ايه المانع أن أكون زوجة تانية؟!».. لا أرى أنه شىء يقلل من قيمة المرأة.. فإذا لم «يحالفها الحظ» أن تكون زوجة عادية.. فهل من العدل أن تعيش بلا زواج؟! أو ترفض عروض «زواج ثان» لمجرد الخوف من القيود الرجعية التى يفرضها المجتمع.. أعتقد أننا من نظلم أنفسنا بمثل هذه الأفكار.. ثانيا هناك العديد من النساء يقبلن بلقب الزوجة الثانية كى «يعشن اللحظة»: «ما هى الدنيا مش هاتبقى مضلمة من كل ناحية.. أهى تعيش لها يومين حلوين حتى لو كانت نهاية هذا الزواج الطلاق» وبعدين الرجل عندما يفكر فى الزواج فهو يقرر أن يتخلى عن عزوبيته من أجل واحدة يحبها، أما عندما يفكر فى الزواج مرة أخرى فهو يلهث وراء إحساسه بأنه لايزال مرغوبا.. لذلك إذا وجد امرأة تشعره بهذا الإحساس يكون مستعدا لأن يعرفها المعنى الحقيقى للسعادة لأنه سيكون فى حاجة ماسة لتجديد شبابه.. وفى هذه الحالة تكون الزوجة الثانية الوسيلة لتحقيق هذه السعادة والمتلقى الوحيد لها.. •