الطوابع البريدية تجسد التاريخ!

حجرة متوسطة الحجم، ذات سقف خشبى مرتفع، يكسو جدرانها اللون الأسود، وتعم أرجاءها إضاءة خافتة، تلفها بساطة لا تتناسب مع حجم ما تحويه من كنوز، ومع ذلك فثمن دخول تلك الغرقة ومشاهدة محتوياتها لا يتعدى القروش القليلة، وبالرغم من ذلك فأبوابها مغلقة لقلة الزائرين، أو عدم وجودهم من الأساس لنكون أكثر دقة.

ونحن نحتفل فى هذه الأيام بمرور 150 عاما على تأسيس هيئة البريد المصرى، كان من الضرورى إلقاء الضوء على حجرة الطوابع البريدية بالمتحف المصرى للبريد، والتى تحوى أكثر من 2300 طابع بريدي, بدءا من عام 1866 وقت أن تم طبع أول طابع بريد مصرى، ويوجد بهذه الغرفة أنواع مختلفة من الطوابع، كالبريد العادى، والبريد الحكومى، والبريد الجوى، والطوابع التذكارية، والتى تغطى عددا كبيرا من الأحداث المهمة فى تاريخ مصر.
تعد مصر هى أول دول المنطقة العربية إصدارا للطوابع وكان ذلك فى اليوم الأول من يناير عام 1866 فى عهد الخديوى إسماعيل أثناء السيطرة العثمانية على أغلب الدول العربية، وكانت مؤلفة من 7 طوابع 5 و 10 و 20 بارة و1 و 2 و 5 و 10 قروش، وتحتوى جميعا على علامات مائية عبارة عن هرم تعلوه الشمس، ما عدا طابع القرش الواحد فقد صدر بدون علامة مائية وتم طبع تلك الطوابع فى مدينة جنوة بإيطاليا، وعلى الرغم من ذلك فإن طوابع البريد المصرية احتفظت بالطابع المصرى من حيث التصميم وكتابة كلمة «مصر» فى وسط الطابع تماما.
ثم صدرت المجموعة الثانية من 6 طوابع فى 1 أغسطس 1867 عليها صورة أبوالهول ومن خلفه الأهرام وطبعت فى الإسكندرية، وبين عامى 1872 و1875 صدرت المجموعتان الثالثة والرابعة، وكانت كل منها مؤلفة من 7 طوابع من 5 بارة الى 5 قروش، وكان الفرق بينهما فى نوعية الطباعة والورق.. ويوجد العديد من الطوابع لمشاهير الشخصيات فى مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والفنية، فضلا عن عدد كبير من الأحداث التى صنعت التاريخ المصرى، وتم توثيقها عبر طوابع البريد، مثل تتويج «فاروق» ملكا على مصر، ومؤتمر اتحاد البريد الدولى عام 1934 وإنجازات ثورة يوليو، وحرب أكتوبر المجيدة وغيرها. •