الخميس 6 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ميرفت خيرالله.. عاشقة قراءة الأخبار أقول للبرنامج العام : مش هتنازل عنك أبداً مهما يكون

ميرفت خيرالله.. عاشقة قراءة الأخبار أقول للبرنامج العام : مش هتنازل عنك أبداً مهما يكون
ميرفت خيرالله.. عاشقة قراءة الأخبار أقول للبرنامج العام : مش هتنازل عنك أبداً مهما يكون


عندما انتقلت إلى إذاعة البرنامج العام وجدتنى ألتقى بإذاعية من طراز خاص عنوانها أناقة الفكر والهيئة، إنها الإذاعية ميرفت خيرالله -رئيس شبكة البرنامج العام- التى تحدثت لى بكلماتها الرشيقة وصوتها الراقى - الذى جعل منها قارئة نشرة من الطراز الرفيع - عن سحر البرنامج العام والذى له خصوصية إذاعية تجعله يحمل لقب «العابر للقارات».


• الساحرة الصغيرة
لم تكن الإذاعة هى  اختيارى الأول.. هكذا بدأت حديثها معى بقدر كبير من الصدق والدهشة، عندما أضافت لى  بكلماتها: «فقد كانت الشاشة ساحرتى الأولى أكثر فى الحقيقة من ميكروفون الإذاعة، وقد كان بالفعل هذا هو هدفى المحدد والمخطط له بعد انتهاء دراستى، بالعمل كمذيعة بالتليفزيون المصرى، وهكذا ألحقت دراستى بفترة تدريب بالإذاعة كى تؤهلنى لاحقا بالدخول وبقوة إلى عالمى المفضل وهو التليفزيون».. ولكن ما إن بدأت بالتدريب بتلك الساحرة الصغيرة فى غرفها واستوديوهاتها وسمعت أثيرها الذى كان يتردد بين جنباتها فينعش الذاكرة وينمى الوجدان، ويرتقى بالمشاعر، حتى غيرت مسار حياتى فعشقت هذا العالم الصوتى ولم أستطع العمل فى أى شىء غيره مهما كانت مغرياته أو فرصه الأكثر نجاحا، ومن الإذاعة الأم إلى الابنة الصغرى، حيث إذاعة البرنامج العام التى أجدها صوت مصر الذى ينتقل عبر ترددها إلى أنحاء شتى، وبها قد تعلمت الكثير طيلة ثلاثين عاما تدرجت خلالها عبر أشكال العمل الإذاعى المختلفة إلا أننى كنت ولاأزال عاشقة لقراءة الأخبار. فبها أجد نفسى وأشعر بأننى ملكة أمام الميكروفون، كما أننى أجد أنها أصعب كثيرا من قراءتها بالتليفزيون لأن الإذاعة كل نفس فيها محسوب وصوتك هو عامل الجذب الوحيد بها، فإذا لم تجد القراءة والتعامل مع الحروف والسكنات والوقفات فسوف يظهر عدم تمكنك أو قوتك فى قراءة النشرة، بينما بالتليفزيون فهناك عوامل أخرى مؤثرة تجذب انتباهك فلا يكون حكمك مباشراً على مدى قوة وكفاءة الصوت مثل انتباهك إلى المظهر أو شكل الديكور أو المؤثرات الأخرى التى تدخل فى عملية تقييمك لهذا المذيع أو المذيعة. 
• سحر الإذاعة لا يقاوم
ورغم كل تلك المغريات أو المنوعات الإعلامية الموجودة على الساحة  فأنا أرى أن سحر الإذاعة لا يتوقف ولم ينقطع  أبدا لأنها دائماً ما تحترم عقل ووجدان المستمع وستظل أسرع وأسهل وسيلة إعلام مهما تعددت الفضائيات أو تنوعت معروضاتها، وسيظل للإذاعة سحرها الخاص وأشعر بأن نسبة الاستماع تزيد حتى برامج التوك شو الإذاعية التى تلقى استحساناً كبيرا من المستمعين ويتواصلون معها وهم فى سياراتهم أو فى طريقهم من مكان إلى آخر، وتكون هناك مداخلات مع مسئولين على الهواء.
ورغم أننا لدينا شبكة مراسلين فى معظم المحافظات فإننا جعلنا أيضا من المستمع  مراسلاً لنا، وأحب أن يصل صوت الإذاعة إلى قلوب المصريين جميعا كما دخلت هى إلى قلبى، وأقول لها: «مش هتنازل عنك أبدا مهما يكون».
• النساء قادمات
انتقلنا من الحديث عن البرنامج العام إلى رؤيتها لهيمنة المرأة على الإذاعة المصرية لترد معلقة على حديثى ضاحكة: «أجمل إحساس فى الدنيا لما تسيطر المرأة».. ثم تكمل كلماتها فى فخر: «هذه هى المرأة المصرية التى لا يتحدث عنها سوى كفاءتها ومثابرتها ووفائها فى العمل فهى لا تعرف المستحيل، كما أنها تتحدى نفسها فى إثبات جديتها ودورها فى مكانها حتى وإن جاءت على نفسها واقتطعت من راحتها فى سبيل إثبات ذلك، ولعل خير دليل على هذا هو ما نشهده اليوم من رئاسة الإذاعة لسيدة ومن خلفها أربع سيدات يرأسن شبكات الإذاعة المختلفة، وقد جمع بينهن احترام العمل والالتزام به ومنح أفضل ما لديهن إلى إذاعاتهن من تطوير وخطط وأفكار تنعكس بالإيجاب على سيرتهن المهنية والعملية ليحفرن أسماءهن بحروف من نور فى هذا الدرب الطويل تحت عنوان النجاح.
• الرجل الحقيقى داعم لنجاحى       وليس منافسا له
بالنسبة للرجل فأنا أراه داعما لنجاح المرأة، إذا ما كانت لديه الرجولة الحقيقية، لأن نجاح المرأة جزء من منظومة النجاح التى يعيشها الرجل، فهى ليست منافسا له للقضاء عليه أو إزاحته، ولكنها مساند له فى النجاح والتطور، ولا أستطيع أن أنسى الراحل صبرى سلامة الذى أعتز به كثيرا، فهو من دربنى على قراءة النشرة بالإذاعة، وهو  بحق يعد مدرسة وأستاذاً  للعديد من الإذاعيين، فبالتالى الرجل لابد أن يتعامل مع المرأة كنصف مثقف وواعٍ ومدرك ليس كنصف لا يمتلك القدرة على التفكير أو اتخاذ القرار بدونه.
• خطتى الإذاعية احترام عقل المستمع
أقوم بالتركيز حاليا على استعادة روح البرنامج العام والتأكيد على تفردها وتميزها والتى دائما ما ارتبطت لدى الملايين بصدق الخبر والدقة والالتزام والحيادية وعدم الإثارة أو التحيز والمناقشة والحوار الدائم بين جميع الأطراف وعلى جانب آخر أهتم بالحفاظ على الشخصية الأصيلة للبرنامج العام وهى إعداد أجيال من قارئى النشرات الذين تتميز بهم تلك الإذاعة العريقة، وبالفعل هذا هو منهج البرنامج العام، حيث إننا نفخر بأن لدينا بحمد الله جيلا جديدا من الشباب من قرّاء النشرة على أعلى مستوى.•