السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

هند لطفى: أقول للشرق الأوسط: أنت عمرى

هند لطفى: أقول للشرق الأوسط: أنت عمرى
هند لطفى: أقول للشرق الأوسط: أنت عمرى


عندما تلتقى الخفة بالدلع فأنت بلا شك فى لقاء مع هند لطفى رئيسة إذاعة الشرق الأوسط، التى ما إن تسترسل فى الحديث معها فتبهرك بثقافتها وصفاء إحساسها الذى تجسد فى حبها للإذاعة، وتحديدا لإذاعتها الشرق الأوسط التى وصفتها فى سعادة «بونبوناية الإذاعة المصرية».
رأيت فيها الشخصية الإذاعية وصفًا لا صفة، ورغم تدرجها الوظيفى الذى يكتب سطور نجاحها فإننى لم أشعر معها بأنها إحدى الباحثات عن المناصب أكثر مما وجدت فيها من روح المستمعة الهاوية التى تجد - كما قالت - أن الحياة بدون الراديو هى الصمم بعينه.

• «صوتك ليه شخصية»
انتهيت من دراستى بكلية الآداب قسم اجتماع، ثم أديت الخدمة العامة، وبعدها تقدمت للعمل بالإذاعة من خلال مسابقة كان قد تم الإعلان عنها. وتقدمت لها مع غيرى من الزملاء وتم قبولنا وتدريبنا ثم توزيعنا على الشبكات المختلفة. واختيارى للإذاعة كان محددا فلم أرسم لى طريقا آخر للعمل دونه، وبعد اختبار تقييم الصوت والاختبارات الأخرى اكتشفت أن ربنا أنعم عليّ بنعمة كبيرة وهى الصوت القوى المؤثر، فمازلت أتذكر يوم الاختبار الصوتى، وكان يقيمنى أساتذتى مثل العمالقة عواطف البدرى وإيهاب الأزهرى وصبرى سلامة، وقد أسعدنى جدا تقييمهم وأعجبنى استحسانهم لى، ولم أنس ما قالوه وقتها لى: «صوتك ليه شخصية».
وكنت قد تمنيت أكثر من ذلك وهو أن تكون الشرق الأوسط من نصيبى، وبالفعل تحققت أمنيتى ولم أنس أبداً تلك اللحظة السعيدة فى حياتى بدخولى إلى تلك الإذاعة، لأننى كنت متابعة جيدة لها وعاشقة لكل ما تقدمه، وبالفعل بدأت العمل وتعاملت مع كثير من الرؤساء الناجحين والمؤثرين فى رئاسة الشرق الأوسط الذين تعلمنا منهم على المستوى المهنى والإنسانى الكثير وندين لهم بالفضل الكبير مثل الإعلامية سناء منصور التى لها تجربة مهمة فى الحياة الإعلامية المصرية. وكنت أعمل فى هذا الوقت مذيعة هواء من عرض الأخبار وأغانٍ، كما عملت على برامج منوعات مثل مشوار عمر، سمع هس، الفنون جنون، وغيرها من البرامج المتنوعة، ثم تدرجت فى الإذاعة من مدير عام الثقافية إلى مدير عام تقييم البرامج، ثم مديرا لإذاعة الكبار ثم عدت لشبكة الشرق الأوسط حتى توليت رئاستها. والشرق الأوسط تمثل لى عمرى ولا أتخيل الحياة بدونها فهى «كوكتيل» مميز يتسم بالخفة والرشاقة فى طرح الأخبار واللقطات السريعة الجيدة التى لابد أن تترك انطباعاً مميزاً لدى المستمع، وأرى فى حياتى مشواراً رائعا وممتعا أسعد بأن أتذكره كمحطات مهمة وراضية بكل مرحلة فيها، وأعترف بأننى لا أصلح لأى مكان إلا مذيعة بالشرق الأوسط فميكروفون الإذاعة بالنسبة لى هو أكسجين الحياة، فهذه القطعة الحديدية تمثل لى العالم وما فيه.
• الشرق الأوسط «شبهى»
قلت لها فى فضول: «أشعر بأن هناك شبها كبيرا بين شخصيتك وبين شخصية إذاعة الشرق الأوسط، فمن يشبه الآخر؟ فأجابتنى وهى فى نوبة من الضحك أكيد «بهتنا على بعض».
ثم استرسلت كلماتها: «المكان أخد منى وأنا أخدت من المكان» والغريب أنك ستجدين كل إذاعة لها من يشبهها دون قصد أو تعمد، ولكنها طبيعة غريبة من الجيد أنك لاحظتها بهذه السرعة.. والإذاعة بشكل عام أسمعها فى أى مكان حتى فى البيت ولا تفارقنى لحظة للاستماع والاستمتاع بها، لأننى رغم رئاستى لشبكة الشرق الأوسطف فإننى حافظت على أن أظل هاوية لها، حتى يظل الانجذاب بيننا، ولا أفقد متعة المستمع.. فالإذاعة أعظم اختراع ولا أتخيل الحياة بدون راديو لأن عدم وجوده هو الصمم بالنسبة لى.
• النجاح ليس رجلاً أو امرأة إنما عمل
وبانتقالنا للحديث عن رئاستها لإذاعة الشرق الأوسط وما واجهته من مصاعب خاصة فى منافسة رجال لها على مقعد الشرق الأوسط، قالت لطفى: المنصب ليس رجلا وامرأة، ولكن النجاح الذى يتم تقديمه.. فالمرأة لا تريد من الرجل إلا أن يكون سندا مهما، وبالتالى فالرجل مهم جداً فى حياة أى امرأة عندما يكون مؤمناً بها سواء زوجته أو ابنته، ومؤمنا بدورها فى الحياة ومدركاً أنه ليس هناك مجتمع سينمو بالرجال فقط أو النساء فقط، ولكنها حياة مشتركة يتحقق النجاح فيها بكليهما.. وإذا تحدثنا عن الشكل العام للرجل فى مجتمعنا فنجده داعماً، ولكن أحياناً ما تكون هناك غيرة عندما يكون نجاح المرأة أكثر من نجاحه فتتولد الغيرة لدى تلك النفوس الضعيفة، ولكن على المستوى الشخصى فى العمل فقد وجدت كل الترحيب من زملائى ودعمهم لى بآرائهم وإن كنت قد تخطيت بعض الصعاب التى وفقاً للطبيعة البشرية لا تخلو من الغيرة أحيانا.
أما عن المصرية فأنا أرى أنها بألف رجل، لأن المرأة التى تقود على سبيل المثال شبكة إذاعية من معدين ومخرجين ومذيعين وفنيين فهى بالفعل امرأة ناجحة تجمع بين الحنكة والذكاء وقدرتها على تقييم المواقف بشكل صحيح ما بين الحسم أو الرفق، بمعنى أنها تكون لديها مجموعة من المترادفات التى تصيغها معا لتقود شبكتها إلى مزيد من النجاح، ولديّ ابنتان علمتهما أن لهما دورا مهما ومؤثرا فى الحياة لا يقل تماما عن دور أى رجل.
• هدفى أن أكون متنفسا للمواطن البسيط
أما عن الهدف الذى أسعى إليه بإذاعة الشرق الأوسط فهو الإعلام والتثقيف والترفيه، بطريقة تتميز بالخفة والجاذبية والسرعة تماشيا مع ذوق المستمع مع الاهتمام بالمضمون والفائدة.
لأن هدف الإذاعة منذ نشأتها هو ألا يخل الإعلان بالاستراتيجية الإعلامية، وإذاعتنا كما هو معروف عنها على مدار 24 ساعة والإرسال لا ينقطع، وهذه ميزة بأننا نظل مع المستمع لحظة بلحظة. فى الوقت الذى تتوافر فيه الوسائل الإعلامية المتعددة الآن من القومية والخاصة وإذاعات الراديو العامة والخاصة وإذاعات النت ومدى قدرة الفرد على صياغة إعلامه الفردى وسط كل هذه التحديات، ونحن رغم كل ذلك نضع المواطن البسيط هدفنا ونوصل رسالتنا له، وذلك من خلال مجموعة العمل بالشرق الأوسط التى تتكاتف معنا لنسعى لتطوير الأداء والأفكار، كما لا ننسى أنه من عباءة الشرق الأوسط خرج الكثير من تلك الإذاعات وأخذت من نكهتها التى تجمع بين الخفة والخبر والأغنية والحدث لتظل الشرق الأوسط رغم كل ذلك «بونبوناية» الإذاعات جميعها.•