الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تفاصيل حوار نادر للأبنودى ودنقل وفاروق شوشة

تفاصيل حوار نادر للأبنودى ودنقل وفاروق شوشة
تفاصيل حوار نادر للأبنودى ودنقل وفاروق شوشة


معظم القنوات التليفزيونية حكومية وخاصة، محلية وعامة أسرعت وأعادت آخر حوارات مسجلة مع الأبنودى قبل أسابيع من وفاته، كذلك فإن اليوتيوب أرشيف العالم المرئى، لم يترك المنافسة وعلى الفور تداول محبو الخال عبدالرحمن حوارا يستحق بالفعل صفة «الندرة» يجمع بين الأبنودى ورفيق مشواره من الصعيد إلى القاهرة أمل دنقل فيما يحاورهما شاعر الإذاعة والتليفزيون الكبير فاروق شوشة فى حلقة من برنامجه الشهير فى ذلك الوقت «الأمسية الثقافية»، حوار نتمنى أن  نراه كثيرا على كل شاشات ماسبيرو فى الفترة المقبلة.

وبالتأكيد مكتبة المبنى العريق تمتلئ بحوارات أخرى للأبنودى فى مراحل زمنية مختلفة، وبالأخص مكتبة الإذاعة التى سجل لها الأبنودى مئات ومئات الحلقات سواء عن سيرته هو أو عن السيرة الهلالية.
بعد أيام من وفاة الشاعر الكبير أمل دنقل فى مايو من عام 1983، أعاد الشاعر والإعلامى القدير فاروق شوشة عرض حوار خاص سجله مع دنقل بحضور عبدالرحمن الأبنودى قبل عام تقريبا من وفاته، وأكد شوشة أن دنقل تحامل على المرض وقرر تسجيل الحوار الذى تحول لاحقا إلى وثيقة تليفزيونية نادرة سجلت الكثير من ملامح تجربة دنقل الشعرية وعلاقته القوية والممتدة بعبدالرحمن الأبنودى، منذ جاءا من جنوب مصر إلى قاهرة المعز، الحوار كان ضمن حلقات برنامج «الأمسية الثقافية» واستمر 50 دقيقة ويتواجد على اليوتيوب  كاملاً وأيضا فى شكل أجزاء، كما يمكن العثور عليه على منشورات صفحة «ذكريات من زمن فات» عبر فيس بوك.
• الديوان الأول
فى هذا الحوار قال الأبنودى إن ديوانه الأول كان عام 1964 بعنوان الأرض والعيال، وكان له كل عام ديوان، منهما الزحمة، العماليات، الفصول، أنا والناس، صمت الجرس، المشروع والممنوع، وكان هذا علامة مبكرة على طبيعة الانتاج الغزير للأبنودى طوال حياته، حتى إنه لم يتوقف عن كتابة الشعر وهو فى أيامه الأخيرة، فآخر قصيدة ظهرت للأبنودى كانت بعنوان «هنكمل» قبل 35 يوما تقريبا على وفاته وكانت بمناسبة نجاح المؤتمر الاقتصادى وسجلها بصوته على فراش المرض.
قال الأبنودى كذلك إنه التقى بأمل دنقل أيام الدراسة، وكانا والداهما صديقين، والمعروف أن الصديق الثالث للأبنودى ودنقل من الصعيد أيضا هو القاص الراحل يحيى الطاهر عبدالله.
• الأشعار الممزقة
فى حوار «الأمسية الثقافية» النادر، ذكر الخال أن من أوائل الأشعار التى قرأها كان لوالده، وبدأ حياته محاولاً كتابة الشعر بالفصحى لكنه أحس أنه فى غربة نظراً لأن الفصحى لا تلائم كل البسطاء، مشيراً إلى أن اللغة العامية الصعيدية (الفصحى الحياتية على حد تعبيره) التى استخدمها فى أشعاره هى لغة حياة، يستخدمها العرب على مدار التاريخ، وكشف الأبنودى لشوشة أن والده مزق أول مجموعة أشعار كتبها لأنها كانت بالعامية، فكان والده يرى أنه بكتابة العامية يهدم اللغة العربية، لكن وضح بعد ذلك أن الأبنودى لم يتأثر بهذا الرأى والدليل أنه حتى يوم وفاته ظل مصنفا باعتباره من أفضل شعراء العامية فى تاريخ مصر. وكشف الأبنودى عن المهن التى عمل بها فى الطفولة وكيف أثرت فى تكوينه الثقافى والشعرى والنفسى، حيث عمل فى رعى الأغنام وجنى القطن، وعن أشعار أمل دنقل، قال إنه عندما يقرأ لأمل فكأنه يقرأ لنفسه وهو ما يؤكد الالتصاق النفسى والفكرى الذى جمع الأبنودى ودنقل.
• تعريف الشعر
وعرف الخال الشعر بأنه مزيج من الموسيقى والأصوات وحدود الصورة والأصوات، ولكل قصيدة لغتها الخاصة، وعن رأيه فى القصيدة الزجلية قال إنه بالرغم من أنه فن له أهميته ولعب دورا مهما وإيجابيا فى فترة من فترات مصر السياسية، وكان الصلة بين الثقافة وبين العامة وكانت الناس تسمع أزجال بيرم التونسى ومن خلال الأزجال حاول بيرم أن يعبر عن تجربته السياسية والفكرية، لكن الزجل فن وقع فى نفس الخطأ الذى وقعت فيه القصيدة التقليدية المنظومة، فى قوالب مسبقة بمعنى أن تأتى الفكرة وتكمن المهارة فى كيفية صياغة هذه الفكرة فى قوالب، ولهذا حدد الخال الفارق بينه وبين شعراء الزجل فى  أنه يخوض التجربة أولا ثم تخلق التجربة شكل الشعر الذى يكتبه.
كذلك يرى الأبنودى فى هذا الحوار النادر أن الشعر المدفون داخل الشعب المصرى أعظم من أى شعر نحتفى به، ومن العار أن نستلهم ونستوحى الآداب الأجنبية فى أعمالنا ونحن نمتلك ثروة مدهشة، ولهذا السبب بدأ يتجه إلى جمع وكتابة الملاحم من التراث القديم مثل السيرة الهلالية، واكتشاف هذا الشعر العظيم وتقديمه لجيله والأجيال القادمة.
• جمع التراث
وفى هذا التوقيت أى عام 1982 كان قد نجح خلال حوالى 14 سنة فى  جمع 650 ساعة من أهم أشعار التراث القديم والفولكلور، وفرغها وشرحها، وأضاف أن جيل السيتينيات أقرب بالإحساس لكل ما يدور بالعالم (حينها)، والجيل المقبل سيكون أنضج من جيله، وقال أيضا إن من يكتب الشعر فهو يكتب حياته، ليس فقط زوجته أو شقته، لكن كل مايحدث فى العالم سواء مفرح أو محزن فهو يعبر عن حياة الشاعر ويعد جزءا منه، كما أن تعبير الشاعر عن كل ما يحدث حوله هو ضخ لإحساسه، وأكد أنه لا توجد مسافة بينه وبين شعراء جيله وبين الناس، وأن قصائده تعبر عن نفسه وعن الناس.•