مصور المشاهير «عادل مبارز»: هكذا تأثرت بـ«نجوى فؤاد» وهكذا أثرت فى عادل إمام!
ماجى حامد
من خلال عدسة الكاميرا الخاصة به تستطيع أن تطلع على عالم آخر، هذا العالم عنوانه الجمال والحب، إنه المصور الكبير عادل مبارز، الذى قاده عشقه الكبير لعالم التصوير منذ الصغر إلى هدفه بأن يصبح «مصورا» لديه بصمته الخاصة جدا ولديه من التاريخ الحافل بالمحطات واللقاءات مع أبرز مشاهير العالم، سواء فى عالم الفن أو السياسة فى مصر أو فى مختلف بلدان العالم، فنانون وفنانات، رؤساء ووزراء، ملوك وملكات، جلسوا جميعا أمام كاميرا عادل مبارز التى نجحت فى التقاط صور العمر بالنسبة لهم، فما هى إلا صورة كانت البداية بالنسبة له وكانت التاريخ بالنسبة لهم، فمن خلالها عاشوا وما زالوا وسيظلون خالدين فى وجدان الجميع.
• رغم هذا النجاح المشهود لك فى المراحل التعليمية المتقدمة سواء الابتدائية أو الإعدادية .. فإن هذا لن ينفى فشلك فى الالتحاق بأى جهة أكاديمية ذات صلة بتعليم التصوير الفوتوغرافى؟
- بالفعل فقد مكثت فترة طويلة أذاكر من خلالها التصوير الفوتوغرافى حيث الاطلاع على جميع الكتب فى هذا المجال وخبرات الآخرين، ولكننى عقب ذلك فاجأت الجميع بعدم قبولى فى معهد السينما وأيضا رسوبى فى اختبار قدرات كلية فنون تطبيقية، ولعلنى أتذكر لقائى بعميد المعهد فى ذلك الوقت والحوار الذى دار بينى وبينه مؤكدا له رسوب المعهد لعدم التحاقى به، لأننى فى النهاية أعشق التصوير وعليه، فالأمر لن يتوقف عند حد الدراسة، فالدراسة الحرة أهم بكثير من وجهة نظرى.
• محطة هى الأبرز فى حياة عادل مبارز ألا وهى التحاقك بوكالة الشرق الأوسط؟
- كان ذلك فى عهد أحمد فؤاد المصور الكبير الراحل رحمة الله عليه ورئيس قسم التصوير بوكالة أنباء الشرق الأوسط، فعلى أمل التعيين فى الوكالة الذى منحنى إياه فى عام 1974، مكثت على أحر من الجمر فى انتظار تحقيق وعده لى، حتى عام 1977، فقد كنت يوميا أذهب إليه فقط لتذكيره بوعده لى حتى نهاية شهر ديسمبر عام 1979، عندما طلبنى للاختبار فى أول موضوع خاص بالوكالة، فقد كان لقاءً مع طبيب مشهور متخصص فى أمراض العيون، وبالفعل ذهبت برفقة احد مصورى الوكالة المكلف بتصوير الموضوع إلى عيادة هذا الطبيب، مكثت طوال الليل أفكر حتى الصباح فى كيفية تصوير بورتريه، للعلم البورتريه هو السهل الصعب جدا والمتاح الصعب جدا، لأن البورتريه لابد أن يشير إلى شخصية صاحبه، وهذا ما اجتهدت من أجله أثناء تصويرى للبورتريه، فعقب انتهاء زميلى من عمله، طلبت من الطبيب توضيح السبب من إجراء اللقاء، لأدرك أن السبب الرئيسى وراء الحوار هو الإعلان عن أحدث جهاز للكشف على قاع العين بالليزر، وعليه طلبت منه تصويره أثناء العمل عليه، وعليه بدلا من بورتريه واحد أصبح بحوزتى ما يقرب من العشرين صورة، بالمناسبة هذه الصورة هى التى تم نشرها مع الموضوع وليس صور زميلى، فقد كانت منها البداية، حيث مصور بالقطعة نظرا لعدم وجود كادر وظيفى بالمكان لالتحاقى به.
• أتعجب كثيرا عندما أدرك حقيقة موقفك من العمل مع الفنانين فى بداية حياتك المهنية؟
- كانت بداية عملى من خلال التصوير الفوتوغرافى مندوبا للوكالة فى رئاسة الجمهورية، فأنا عاصرت كلا من الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وعليه اتخذت قراراً بحظر تصوير الفنانين، وعلى هذا الأساس كان مسموحا لى بتصوير كل شىء فيما عدا الفنانين، إلى أن فوجئت بزميلى وجيه خيرى الناقد السينمائى والصحفى والسيناريست يطلب منى الذهاب معه لتصوير أحد حواراته نظرا لغياب المصور الذى كان من المفترض أن يذهب برفقته، ونظرا أيضا لمكانة وجيه بالنسبة إليَّ قررت أن أرافقه لمجرد خوض التجربة، الجدير بالذكر أن الحوار وقتها كان مع النجم الكبير نور الشريف، لأفاجأ بشخصية فى غاية الرقى والاحترام، من هذا المنطلق اتضح لى غياب الخبرة فى قرارى الذى اتخذته حيال تصوير الفنانين.
• حدثنى عن كل من عبدالناصر، السادات، مبارك، مرسى فوتوغرافيا؟
- فى البداية يظل جمال عبدالناصر هو الوحيد الذى كان يصلح رئيسا لمصر، أما السادات فقد كان ملكاً متوجاً، صاحب كاريزما عالية، عقب ذلك يأتى محمد حسنى مبارك وهو رجل محب للفوتوغرافيا، فقد حصل على أول كاميرا بولوريد وهى كاميرا ثمينة، فقد كانت أعجوبة وقتها، فهى مازالت لدى أحتفظ بها بالمناسبة نظرا لعدم استطاعتى توصيلها إليه عقب إحضار أهل الشخص الذى قام بإصلاحها من أجل مبارك والذى رحل عن دنيانا، ولكنه فجأة من أجل التمييز توقف عن التصوير، ليموت وينتهى تاريخه الفوتوغرافى، فدائما وأبدا تظل الفوتوغرافيا صانعة للتاريخ، أم كلثوم على سبيل المثال موجودة بيننا حتى هذه اللحظة بصورها، أيضا عبدالحليم كان يخصص مصوراً وهو نفسه من حصلت عليه أم كلثوم بعد ذلك، على عكس عمرو دياب الذى ليس لديه تاريخ فوتوغرافى.
• الآن ننتقل إلى عالم الفن وفى البداية دعنى أتساءل عن شخصيات تأثرت بها وأخرى أثرت فيها؟
- مبدئيا النجمة نجوى فؤاد، فقد تأثرت بها لأكثر من مرة حيث منحتنى نصيحتين فى منتهى التأثير فى مجرى حياتى، أول نصيحة عندما ذهبت لتصويرها، وقد كنت استعيب أن يحمل لى أحد أدواتى وعليه كنت أحمل أدواتى بنفسى وأقوم بترتيبها وأيضا بإعادتها ووضعها فى حقائبى بنفسى دون الاستعانة بمساعد، لأفاجأ بها عقب انتهائى من تصويرها تسألنى «متى سنتعرف، خاصة أن الفرصة الوحيدة التى من الممكن أن يحدث التعارف خلالها دائما ما أكون منشغلا بتوضيب أدواتى، منذ ذلك الوقت وقد أصبحت حريصاً على الاستعانة بمساعد للقيام بهذه المهام حتى تتاح لى الفرصة بالتعرف إلى ضيوفى من الفنانين. النصيحة الأخرى عندما قررت أنا ومحسن أحمد أن نقيم الاستديو الخاص بنا ووفقا لخططنا كان من المفترض أن يصبح أشبه بلوكيشن التصوير، ولكن فى زيارة لها فوجئت بها تتساءل عن المكان المخصص لجلوس الفنانين معى والمكان المخصص لمساعدى الفنانين، لأعيد التفكير بشأن المكان ليصبح كما هو الآن حتى هذه اللحظة.
أيضا النجمة صفية العمرى، فقد كنت فى دار الهلال وكنت وقتها اعتدت حضور العديد من الجلسات الخاصة بالفنانين وتحديدا فى بيوتهم والحقيقة أن النميمة حلوة ولكن فى إحدى المرات كنت فى بيت صفية العمرى وكنا نتحدث وبالصدفة تحدثت عن حادثة شاهدتها، فإذا بها تطلب منى عدم دخول بيتها مرة أخرى لأننى قمت بنقل الكلام، وللأسف هذه المرة كانت أول مرة أتحدث فيها، فأنا عادة قليل الكلام، ولكن لحسن حظى أنها جاءت مع صفية العمرى، التى منحتنى هذه النصيحة، التى جعلت منى شخصاًَ آخر يجلس مستمعا فقط ولا أتحدث عما أراه أبدا، فقد يكون لدى العديد من القصص لأرويها، ولكن ما هى إلا أسرار ليس إلا.
أما فيما يخص الشخصيات التى أثر فيها عملى ففى البداية يأتى الزعيم عادل إمام، فقد كنت فى مؤسسة دار الهلال وكان وقتها كوميديان، ولكننى قررت أن أقوم بتصويره بطريقة جادة فتجهم والتقطت له مجموعة من الصور قبل المشبوه بعدها شاهد الصور المخرج سمير سيف والذى قام باكتشاف الفنان التراجيدى عادل إمام فى دور الحرامى فى المشبوه، فبالمناسبة كان عادل إمام من المفترض أن يقوم بدور الضابط ولكن عكس كل التوقعات تم اختيار عادل إمام للقيام بدور الحبيب ونقطة الانطلاق فى سلسلة أخرى من الأدوار، والحقيقة أنه قال عن هذا أثناء العديد من اللقاءات، فمثلا أثناء مغادرته القاهرة إلى أسيوط لمكافحة الإرهاب وفى القطار سأله أحد الصحفيين عن سر هذا التحول فى أدواره، فأجاب قائلا: عادل مبارز، وفى برنامج دارك مع أشرف عبدالباقى أيضا صرح أن صورى كانت السر.
• تمنيت تصوير سيدة الشاشة فاتن حمامة، فى الوقت نفسه قمت بتصوير فيرجينيا جميلة الجميلات ليلى فوزى فقط مرة واحدة؟
- كنت أحلم بتصوير فاتن حمامة، لأننى كنت مقتنعاً أننى إذا قمت بتصويرها كنت سأقدم لها صوراً مميزة، أما النجمة ليلى فوزى بالفعل فقد قمت بتصويرها مرة فى بيتها وللأسف لم يكن بيننا تاريخ ولكن قبل رحيلها بشهرين فوجئت بها تتحدث إليَّ وتطلب منى تحويل صورها على سى دى، قائلة لى إنها لم تجد شخصاً آخر تضع فيه ثقتها للقيام بهذه المهمة سواى، وبالفعل جاءت إليَّ ومعها ما يقرب من السبعمائة صورة، قمت بتنفيذ ما تريد وبعدها طلبت منى الاحتفاظ بنسخة للظروف الطارئة، بعدها بأسابيع فارقت الحياة، فلكم أن تتخيلوا ما فعلته فيَّ هذه النجمة الكبيرة قبل رحيلها، فقد أثرت فيَّ إلى أقصى درجة فلها كل التقدير والاحترام.
• وماذا عن النجمة شادية التى وعدت فأوفت؟
- النجمة شادية قمت بتصويرها قبل الحفلة الخاصة بها وكان واضحاً أنها متوترة كعادة أى فنان، ولكننى طلبت منها ثلاث دقائق بشرط أن تنسى توترها والتزامها بحفل بعد دقائق، وبالفعل قمت بتصويرها بفريريها الأبيض، وقتها قالت لى إذا أعجبت بالصورة فأنا أعدك أننى لن أسمح لأى مصور آخر بتصويرى حتى آخر العمر، بعد ذلك تم نشر الصور فى المصور وفوجئت بها موجودة فى مكتب رئيس التحرير تشكرنى وتطلب من رئيس التحرير أن يمنحنى مكافأة وتعقد اتفاقاً بأن فى حال تطلب الأمر تصويرها من خلال المؤسسة فعلى المؤسسة أن تتعهد بعدم إرسال مصور سوى عادل مبارز، وهكذا تكون وعدت فأوفت.
• من ثم دعنا نتحدث عن فنانتك المفضلة، النجمة الراحلة معالى زايد؟
- فعلا معالى زايد هى فنانتى المفضلة، فداخل كل سيدة جمال، هى فقط القادرة على إخراجه، معالى زايد لم يتم تصنيفها من جميلات السينما، ولكنها قدمت أعمالاً كلها حب وأنوثة، لأنها واثقة فى نفسها وأثناء التصوير تمتع أى مصور يقف أمامها بما تحمله من مشاعر وأحاسيس وقدرتها على إظهار ذلك بالشكل اللائق، فهى من الفنانات الممتعات بالنسبة ليَّ فوتوغرافيا.
• من معالى زايد إلى النجمة ليلى علوى؟
- ليلى علوى من أوائل الفنانات اللاتى ارتبطنا ببعض نفسيا، فمنذ الصغر وقد قمت بتصويرها وحتى فترة قصيرة مؤخرا كنت الوحيد من يقوم بتصويرها، ولكن الآن أصبح لديها تجارب أخرى مع مصورين زملاء، ولكن ليلى ليست فقط فنانة بالنسبة ليَّ، فهى أخت وصديقة، علاقتى بها ليست فقط على مستوى العمل، بل هناك درجة من الحب تجمعنى بها.
• ماذا إذا قلت شريهان؟
- شريهان منتهى أمل أى مصور فى الدنيا، فنانة راقية واستعراضية «الميول أمام الكاميرا» لا ترهق المصور بحبها والحقيقة أن صورنا معا كانت قوية، ولكن فى الفترة الأخيرة الواضح أن هناك من قام باللعب بينى وبينها فى محاولة لإفساد الصداقة بيننا ولكننى سعيد بصورها الموجودة الآن.
• من التصوير إلى موهبة أخرى وهى موهبة الكتابة؟
- ليست موهبة بقدر ما هى حكاية، فأنا أحاول أن أتعلم السيناريو، لأن للأسف ما كنت أحلم به من خلال سيناريو مسلسل «فى إيد أمينة» لم يتحقق، بالإضافة إلى العديد من الحكايات التى بحوزتى والتى فى حاجة إلى تقديمها على سبيل المثال «مقتل السادات»، ما هو قبل وما هو بعد الحادث، والكثير من التفاصيل المذهلة، فقد كنت شاهدا على الاغتيال وكنت منتبها لنفسى جيدا، فمثلا آخر جملة تلفظ بها السادات ليست «مش معقول» كما يدعى البعض، فهو لم يقل شيئا، فما هى إلا رصاصة ومات نتيجتها على الفور، فهذه الجملة قائلها هو مذيع الحفل فهو الوحيد من تحدث والجميع كان يستمع إليه، فقد كنت أجلس وبينى وبين السادات عشرة أشخاص، فأنا أحاول كتابة تفاصيل من خلال رحلة البحث عن الكاميرا الخاصة بى والتى تمت مصادرتها ومن أحضرها لى هو المشير أبوغزالة، فهو من حدد مكانها.
• ما حلمت به لم يتحقق بمعنى؟
- فى أيد أمينة قصة حقيقية مررت بها فى الأردن حول اختطاف طفل مصرى، فبعد تحريات مطولة قمت بها نجحت فى الحصول على اعتراف مسجل ممن قامت بالعملية وقدمت شهادتى أمام المحكمة وبعدها رفعت ضدى قضية فى محكمة أخرى وبالفعل سجنت بالأردن ولكننى عدت إلى مصر، وعقب فترة زمنية سافرت إلى الأردن وقمت باختطاف الطفل وعدت به إلى مصر، ولكن هذا الحدث للأسف تاه ضمن أحداث المسلسل الكثيرة، لذلك فأنا أقوم حاليا بتحضير نفسى لتقديمها من خلال السينما وبشكل أضخم.
• أخيرا ما يمثله لك برنامج المصوراتى وموهبة أخرى لابد أن نتحدث عنها.. وماذا عن سر توقف البرنامج مؤخرا؟
- برنامج لا مثيل له على وجه الكرة الأرضية ولهذا السبب لدى شعور بالاندهاش من موقف التليفزيون المصرى وقراره بإيقافه، ففى لبنان حاولوا تقليده ولكنه لم يحقق النجاح الذى حققه المصوراتى، فهل يجوز أن يكون هذا هو رد فعل التليفزيون المصرى تجاه ما حققه البرنامج من نجاح، فالأمر لم يتوقف عند حد لبنان بل درجة نجاح. •