الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أسماء راجح: إذا ضاع اليمن ضاع الوطـن العربى كلـه

أسماء راجح: إذا ضاع اليمن ضاع الوطـن العربى كلـه
أسماء راجح: إذا ضاع اليمن ضاع الوطـن العربى كلـه


من منا لا يحب وطنه؟! من منا لا يتمنى أن يموت شهيدا فداء لترابه؟! خاصة عندما يكون فى شدة.. مؤامرات فى الداخل والخارج تحاول تدمير كل ما هو قيم ونبيل.. عن اليمن أتحدث.. عن «أرض الأحلام» كما أطلقت عليها واسمحوا لى أن ألقبها بـ«عاشقة اليمن» أسماء راجح.. بنت اليمن..

الطبيبة التى تركت مهنتها وذهبت لتعمل مذيعة وإعلامية، لأنها ترى أن الإعلام قصر فى حق بلده ولم يقدم صورة واضحة وصحيحة عن اليمن، بل أسهم فى تشويه الصورة.. لذا قررت فى ليلة وضحاها بكل ما بداخلها من حب وانتماء لوطنها أن تترك حلم أبيها وأمها وتغير حياتها لتصبح إعلامية ومذيعة فى قناة عربية معروفة.. كما أصبحت المتحدث الإعلامى عن الجالية اليمنية بمصر.. والحقيقة هى خير متحدث عن اليمن واليمنيين.. فعندما نتحدث عن اليمن بكل العشق والحب.. تجعلك تشعر بأنك أنت أيضا فى حالة عشق لليمن.. تراه بعينها.. يعتصر قلبك الألم عندما ترى دموعها المتحجرة بعينيها وهى تتحدث عن اليمن وما يحدث به.. تتحدث عن عاصفة الحزم ومشاعرها ومشاعر الجالية اليمنية تجاهها.. ورسائل ترسلها للعالم حتى يرُد اليمن - على حد قولها.
• من أين تحبين أن نبدأ حوارنا؟!
- بتنهيدة ترجمت كل مشاعر الحب والاشتياق والخوف على بلدها اليمن.. بدأت حديثها قائلة: نبدأ من طبيعة اليمن التى لا يعرفها أحد.. ولماذا حدث كل هذا به؟!
 فشل الإعلام اليمنى فى التعريف باليمن وبطبيعته كما يجب.. نحن دولة غنية جدا.. تجارنا ورجال الأعمال اليمنيون لهم أعمال فى  كل بلاد العالم.. عدا اليمن!! نحن بلاد بها جبال وخضرة وسهول، نحن جنة الله على الأرض.. اليمن أجمل البلاد وأهلها أكرم الشعوب.. اليمن هو أساس قيم وأخلاق المجتمع العربى كله.. وإن ضاع اليمن ضاع الجميع.
•  إذن ما سبب ما يحدث فى اليمن منذ 2004 أى منذ ظهور الحوثيين؟!
- هذا الملقب بالزعيم.. أهمل.. فى التعليم، الصحة، طيلة أربعين عاما يسلح فى جماعات إرهابية.. أعلام القاعدة ترفع فى كل مكان باليمن ولم يحرك ساكنا.. بل إنه جعل من الإخوان الممثلين فى حزب الإصلاح والحوثيين فى صعدة يحاربون بعضهم بعضا وهو يشاهد من بعيد.. وطبيعة صعدة هذه بيئة جميلة تصلح أن تكون منطقة سياحية من الطراز الأول.. بها رمل زجاجى يكفى تصديره للعالم كله ويفيض.. أهلها من أطيب الناس، مذهبهم الزيدى وهو أقرب للسنة.. لكن تم إهمالهم بشكل كبير.. واستغل عبدالملك الحوثى ذلك.. واعتبر نفسه «الإمام».. وسيطر عليهم «أهل صعدة» وهم بسطاء يفتقرون للتعليم والمراكز الصحية وكل الرعاية.. فاستسلموا له.. خاصة فى الجوامع وخطبة الجمعة عندما كان الحوثيون يعتلون المنابر ويسبون أهل البيت.. كما أن هذا الملقب بـ«الزعيم» على عبدالله صالح.. ترك الإخوان يسيطرون بأموالهم على الكثير.. فكونوا المثلث: «الإعلام- الاقتصاد- السلاح» دولة داخل دولة.. فعاد وخاف منهم، لذلك سهل التسليح للحوثيين.. وتركهم يضربون بعضهم بعضا.. تركهم للإرهابيين، وترك تنظيم القاعدة على مسمع ومرأى من الجميع يدخلون اليمن ويسيطرون وينتشرون.. ماذا كنتم تنتظرون من مجرم حرب، إنسان أخذ من أموال الشعب ملايين الدولارات وهربها.. خائن لا أكثر.
• ظهر هذا كله بعد الثورة بوضوح؟
- طبعا.. فقد اشترى «الحوثى» ولاء الكثير من رؤساء القبائل عدا الشرفاء منهم، وبالتالى بعد الثورة كأن «على عبدالله صالح» يريد القول بأنه إما هو وإما الفوضى.. وبالفعل انتشرت الفوضى التى هو دعمها منذ سنوات ورباها وكبرها.. ها نحن الآن نرى اليمن يدفع الثمن الغالى.. من دماء أبنائه.. واستقراره.
• الآن يأتى دور سؤال مهم.. أين الجيش اليمنى؟!
- الجيش اليمنى موجود ومن نسيج الشعب، مثله مثل الجيش المصرى، لكن حتى الآن.. لا أجد لهذا السؤال إجابة!! فأفراد الجيش شباب مخلص، بل ومنهم أطفال أيضا.
• قاطعتها مستغربة.. أطفال؟!
- نعم.. هذا ما فعلته قلة التعليم والرعاية.. يدخلون الجيش أطفالا فى الرابعة عشرة من عمرهم.. لذا أين الولاء.. لكن أثق فى الجيش اليمنى وأعلم أنه سيأتى يوم ينتفض فيه لصالح شعبه.
• ما الخطورة التى ترينها فى تهديد استقرار اليمن؟!
- ما لا يلاحظه العالم.. أن اليمن سلة غذاء العالم.. «أرض الأحلام».. فهو بيئة طبيعية بها محميات طبيعية.. بها الدين الوسطى.. اليمن هو النواة، لو قضوا عليها.. لقُضى على الجزيرة العربية كلها.
• اشرحى لى كيفية خروجكم لمصر وما الصعوبات التى تواجهينها؟!
- بنظرة سارحة كأنها تتذكر شيئا تقول: كان مدرسونا المصريون فى اليمن أيام الثمانينيات يزرعون داخلنا دائما أن المصرى واليمنى شخص واحد، علاقاتنا مختلفة ومتداخلة.. حتى إن أمى مصرية وأبى يمنى.. لا توجد بيننا تأشيرات أو إقامات.. نكمل دراساتنا فى مصر دائما.. لا نجد أى صعوبة نفسية فى التواجد فى مصر، كأننا نخرج من محافظة فى بلادنا لمحافظة أخرى.. مصر هى بلدنا وهذا إحساس حقيقى دون أى مجاملة.. لكن كل ما نعانى منه هو اشتياقنا لوطننا.. خوفنا على أهلنا بالداخل.. وعدم قدرتنا الآن على السفر بسبب ظروف الحرب.
• هذا يدفعنى لأسألك.. عن عاصفة الحزم وإحساسكم بعد الضربة الأولى؟
ـــ دموع تحجرت بعينيها.. وتحاول الحديث بصعوبة: الحقيقة لا أعلم ماذا أقول.. فدائما ما كان اليمن مهملا من الجميع.. أعلام القاعدة كانت دائما مرفوعة أينما كنتم؟! الآن عاصفة الحزم على قدر أهميتها للقضاء على الإرهاب فى اليمن، فإن الحديث عن سقوط مدنيين يعتصر قلبى وعقلى.
• تتحدثين بوجع عن عاصفة الحزم رغم أننا نرى أنها لمصلحة اليمن قبل أى دولة أخرى؟
ـــ يبدو أن العالم اختلطت عليه الأمور.. فبقدر ما غمرتنى الفرحة عن إحداثيات الوصول للحوثيين ومعسكرات عبدالله صالح، إلا أن أعداد المدنيين أيضا كثيرة ولا نجد أشلاءهم.. أحيانا أفكر هل ضمنهم أولاد عمى أو أعمامى؟! هذا فقط ما يوجع قلبى.. وأرى أنه ربما كان الحوار ومحاولة الوصول لحل قبل الضرب أفضل.
• النظر للمستقبل ألا ترين أن هذا أفضل فى الوقت الحالى؟
ـــ الماضى والحاضر متصل اتصالا شديدا بالمستقبل.. فالإهمال الذى عانينا منه طوال 40 عاما، والأطفال الذين يسألون الناس فى السعودية بسبب الفقر.. الأنفاق بين اليمن والسعودية لتجارة المخدرات وأطفال الدعارة وغيرها.. كل هذا كان بسبب «الزعيم» الذى اتضح أنه زعيم العصابات.. أخاف فى المستقبل من الطفل اليمنى الذى سينظر لطفل عربى آخر ويشعر أن بينهما ثأرا.
• ربما نجد من يقول تعليقا على حديثك بأنك غير منوطة بالحديث عن اليمن وظروفه حيث إنك تعيشين خارجه ولا تعرفين ما يحدث بالداخل، بماذا تردين؟
ـــ أرد بأنى أكثر وطنية من أى شخص آخر.. خروجى من اليمن كان بسبب اليمن.. حتى أرفع رأسه للأعلى.. وأثبت أن الفتاة اليمنية قادرة على النجاح واجتياز الصعوبات.. فقد أنهوا المرأة اليمنية بالضعف والجهل.. زوجوها وهى قاصر.. واتهموها بأنها إذا خرجت من اليمن فهى «فاجرة»، خرجت لأثبت أن هذا ليس صحيحا.. بل على العكس تماما.. خرجت لأصحح صورة اليمن الذى عجز الإعلام اليمنى عن تسويقها.. حتى إنى عملت بالإعلام وأنا طبيبة بشرية.. حتى أساعد فى تصحيح صورة يمنى الحبيب.. وغيرى كثيرات.. مثل «أمة العليم السوسو» التى رفعت رأس اليمن فى كل مكان ذهبت إليه.. الفتيات اللائى خرجن من اليمن وعملن بالدكتوراه فى مجالات كثيرة ومهمة.
• والدتك مصرية لكنى ألاحظ لهجتك يمنية 100% لماذا؟
ـــ تبتسم.. نعم لم أغير لهجتى يوما.. ليس تقليلا من حبى لمصر أو لأمى، ولكن لأن اليمن يحتاجنى وأشعر أننى بهذه الطريقة أقف بجانبه.•