ماراثـون.. فـوق سـور صلاح الدين

عبير صلاح الدين
تنظيم ماراثون جرى، طريقة لنشر الوعى بسور صلاح الدين الشرقى، المكتشف حديثا فى نهاية التسعينيات.. هذه إحدى أفكار مجموعة من سبعة شباب من مفتشى الآثار بمنطقة آثار الأزهر والغورى، ضمن أفكار كثيرة أخرى، يسعون إلى تطبيقها لحماية آثار منطقة شارع المعز لدين الله والقاهرة التاريخية بشكل عام، من وجهة نظرهم.
الشباب السبعة هم: يمنى محمد على، ومحمد عبدالفتاح، ومحمد الجيوشى، وهانى عبدالعزيز، ومروة عبدالعزيز، سحر مصطفى، وشيماء محمد، وتجمعوا ضمن فريق واحد منذ شهور، لتنظيم أنشطة اجتماعية ثقافية، لتوعية سكان المنطقة بآثار المنطقة، بدأوا بلقاءات مع تلاميذ مدرسة جوهر الصقلى الإعدادية للبنين، وتحدثوا معهم عن الأماكن الأثرية التى يمكنهم زيارتها فى المنطقة، واصطحبوهم لزيارة بعض هذه المناطق.
وكما تقول يمنى محمد على: «مهما اهتمت الحكومة بالآثار ورممتها، يبقى دور الناس فى حماية الأثر هو الأهم، لأنه لولا حماية الناس لهذه الآثار فإنها قد تدفن يوما بعد يوم بين أطنان القمامة والتخريب والإهمال، وأول خطوة فى حماية الأثر هى أن يدرك الناس قيمته، ليحموه ويدافعوا عنه».
قبل شهور نظم الفريق ندوات توعية لأهالى منطقة الأزهر، داخل الجامع الأزهر نفسه، حضرها رجال ونساء وأطفال من أهل المنطقة، وتحدث فيها الأثرى محمود عبدالباسط، ومجدى سليمان مدير آثار الأزهر والغورى، عن تاريخ الجامع الأزهر، ومشيخة الأزهر، «الحاضرون كانوا يسألون عن باقى آثار المنطقة وتاريخها وكيف كان يستخدمها الناس زمان» بحسب يمنى.
• التوعية بالرياضة
النشاط الرياضى يمكن أن يكون طريقة لتوعية الناس بأهمية الأثر، ولهذا جاءت فكرة ماراثون سور صلاح الدين الشرقى، الذى تم الكشف عنه عام 1998 خلال عمل مجسات بالمنطقة لانشاء جراج متعدد الطوابق، ويقع أمام مستشفى الحسين، وهو جزء من أسوار القاهرة الفاطمية، ورمم بالتعاون مع مؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية، وبه جزء بناه جوهر الصقلى بالطوب، وآخر بناه صلاح الدين الأيوبى بالأحجار.. وجهت دعوة المشاركة فى الماراثون للجميع يوم 12 أبريل، عبر صفحة على فيس بوك، وجهز فريق السبعة مفتشين، مطويات تحكى قصة السور، واكتشافه وتاريخ بنائه، وغيرها من المعلومات، ليتم توزيعها على المشاركين فى الجرى أو المشى، الذى نظم على مراحل، كل مرحلة 100 متر، من إجمالى 400 متر هى طول ممشى السور الحربى.
بين مراحل السباق، يتوقف المتسابقون لشرب الماء والعصائر، بينما كانت يمنى تحكى على طريقة المرشدين السياحيين: يتخلل سور صلاح الدين الشرقى عدة أبواب منها القراطين، والباب الجديد، وباب البرقية، ويتميز بوجود خندق وقنطرة أمامه، وبالسور عدة أبراج ، بالإضافة إلى حجرات الرماية ذات الأشكال المختلفة.. فريق المفتشين السبعة يحلمون بأن تتحول منطقة شارع الغورية من منطقة عشوائية إلى منطقة أثرية سياحية، يقصدها المصريون وليس فقط الأجانب، وسيعملون من أجل هذا الحلم. •