الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الربيع مات .. مع ماما!!

الربيع مات .. مع ماما!!
الربيع مات .. مع ماما!!


شوفوا بقى.. إن جو الدنيا ربيع والجو بديع وادى الربيع عاد من تانى.. ده ماليش فيه ولا مؤمنة بيه ولا بحسه.. وده لأسباب كتير.. فسيخ وزفارة.. ودوشة وزحمة.. و.. لا لا استنوا.. أنا كنت بحب الربيع أيام ما الدنيا فعلا كانت ربيع.. والنسيم كان له ريحة نشمها.. زمااااان.. أيام ما كانت أمى عايشة.. وأصحى على صوتها تنده عليا وأفتح عينى وأشوفها ماسكة طبق البيض بإيد وفرشة الألوان فى الإيد التانية.. والابتسامة على وشها وهى بتقولى «يلا نلون البيض.. كل سنة وأنت طيبة» فى ابتسامتها كان الربيع..
حتى وقت الغدا وريحة الزفارة مالية البيت من الرنجة والفسيخ.. لكن وقفتها فى المطبخ وهى بتضحك وبترحب بكل اللى بيجيلنا سواء كنا منتظرينه أو جه مفاجأة «وده ماكانش نظام البيت».. لكن ده ربيع ونسيم وعيد.. استثناء يعنى.. كانت ترص الترابيزة ونساعدها ونقطف النعناع عشان الشاى بعد الأكل ونولع بخور.. وتطبطب على ظهرى فى آخر اليوم عشان حاسة إنى تعبت معاها.. لمسة إيدها وقتها كانت الربيع.. وخروجاتنا إحنا الشباب مع بعض والكبار مع بعض فى مكان مفتوح.. كنت وقتها بحس إنه النسيم فعلا له ريحة تتشم وبنفس عميق كمان.. كنا نروح نلعب كوتشينة.. شطرنج.. ننزل «بيسين» نعوم ونتسابق.. وألمح من بعيد نظرتها ليا بتراقبنى.. مش خوف عليا ولا قلق.. لأ.. نظرة فخر.. حب.. نظرة بتقول.. دى بنتى.. حاجة كده تخليك تحس بالثقة والسعادة.. نظرتها كانت هى الربيع.. وآخر الليل نتلم كلنا.. فى قعدة سمر كبار وصغيرين.. بنات وأولاد.. ماكانش لسه فيه عيب وحرام واختلاط وكفر والكلام ده !! كنا نقعد نتكلم الكبار يحكوا عن زمان واحنا نحكى عن الحاضر وناخد منهم وياخدوا منا.. ينصحونا بحكايات من تاريخهم ويعرفون من حكاياتنا اللى فايتهم.. وأسمع أمى تقول: أمانى طلعالى.. يتنطط قلبى من الفرحة.. وأحس إنى أحسن واحدة فى الدنيا.. وقتها كلماتها.. مدحها أو حتى ذمها بدم خفيف.. كان هو الربيع.
لما ربنا اختارها.. «أمى» وراحت.. راح معاها الربيع بكل ما فيه.. وقتها ابتديت أشم النسيم بقرف لأنه زفر.. وأكره الورود لأنها بتموت فى النهاية.. وأكره الشمس لأنها بيجيلها وقت وتغيب.. حتى تلوين البيض.. بيض.. مابقتش أشوفه ولا أعرف حد دلوقت بيلونه.. الربيع بقى ناس بتفترش الجناين عشان تفترس الرنجة والفسيخ وكم لا نهائى من البصل.. وبعدين كل واحد يبقى لوحده.. مع نفسه.. ربيع زمان مات.. الربيع الوحيد اللى أعرفه دلوقت.. الربيع العربى! وده الحقيقة بالنسبة لى الاسم المناسب بعد تجديد مشاعرى للربيع الحالى.. بكل مساوئه.. الدنيا ربيع.. بس الجو مريع وفعلا لازم نقفل على كل المواضيع.. مات الكلام. •