شمس البوادي

محمد حمدي القوصي
العروس البدوية يا ليلة الحنة.. أنـستينـا
لا تزال العروس البدوية متمسكة بالعادات والتقاليد التى توارثتها عن أسلافها فى ليلة الحناء أو ليلة عُرسها، ومن هذه العادات استخدام الحناء فى النقش على اليدين والقدمين مما يشعرها بالتفاؤل، بالإضافة إلى استخدام الكُحل فى رسم العيون مما يزيدها جمالاً، ولا يخلو الأمر من ترديد بعض الأمثال أو الأغانى للتعبير عن الفرحة بتلك الليالى السعيدة.
لم تطغ العادات العصرية على العادات القديمة التى تعطى بدورها رونقاً خاصاً للعروس البدوية ليلة «الحناء»، تلك الليلة التراثية الخاصة التى يختلف الاحتفال بها والتجهيز لها من منطقة لأخرى فى سيناء.
فى البداية، قالت أم سليم - من قرية النصر بشمال سيناء: «النقش على الذقن والجبين واليدين من العادات التى اشتهر بها أهل البدو منذ القدم، وتتزين العروس بتلك النقوش باستخدام الحناء فى حضور عائلتها وصديقاتها فيما يسمى بـ«ليلة الحنا».
وأوضحت أن الحناء هى خلطة عشبية تضعها الفتيات البدويات على أيديهن وأرجلهن قبل زفافهن بيوم أو اثنين على الأقل من أجل الزينة، مشيرة إلى أن هناك أشكالاً متعددة للحناء مستوحاة من الطبيعة، ويعود اختيارها إلى ذوق العروس التى تعرف ما يناسبها.
وعن الخطوات الواجب اتباعها عند استخدام الحناء، أفادت أم سليم أن الحصول على النقشة المطلوبة يستوجب العديد من الأمور المهمة، منها ضرورة تجهيز خليط الحناء فى إناء مصنوع من الخشب أو الزجاج أو البلاستيك، وأن يكون الخليط متماسكاً حتى يكون ثباته على الجلد قوياً، وبعدها يتم وضع بعض قطرات من الزيت على نقوش الحناء لأنه يساعد فى بقائها مدة أطول.
وأشارت إلى ضرورة استعمال فوطة مبللة بقليل من زيت الزيتون بعد تقشير الطبقة الخارجية بلطف وعدم استخدام الماء الذى يوقف تثبيت اللون، وأخيراً ضرورة الحفاظ على جفاف المنطقة التى وضعت عليها الحناء لمدة 12 ساعة لضمان ثبات اللون جيداً.
وانتقلت بالحديث إلى نقطة أخرى، قائلة: إن العروس تدعو صديقاتها إلى بيت أهلها فى «ليلة الحنا» للاحتفال معها بهذه المناسبة الغالية على كل عروس، فبعد أن تزين «المحنية» العروس بنقوش الحنة على اليدين والقدمين، تقوم «المحنية» بعدها بتزيين صديقاتها لمشاركة العروس فرحتها من ناحية، وأملاً فى أن يرزق الله كل واحدة منهن بزوج صالح مثل صديقتها «العروس» من ناحية أخرى، وغالباً ما تكون هذه العملية بمثابة «فأل خير» للفتيات البدويات.
ونوهت السيدة السيناوية إلى أن ليلة «الحناء» يمتزج فيها عبق رائحة الحناء مع رائحة العطور المنبعثة من ماء «القرنفل والمَحلَب» بعد نقعهما معاً، مما يبعث حالة من الفرحة والسعادة فى أرجاء المكان.•