الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لا للدولة الدينية ولا لعودة إنتاج النظام السابق!

لا للدولة الدينية ولا لعودة إنتاج النظام السابق!
لا للدولة الدينية ولا لعودة إنتاج النظام السابق!


مع اقتراب موعد الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، انقسم المصريون إلى فريق يؤيد «أحمد شفيق» وآخر يؤيد «محمد مرسى» لكن ثمة فريق ثالث قرر إنهاء الطريق من بدايته بإبطال أصواتهم الانتخابية أو بالامتناع عن التصويت، ورغم قناعتهم بأن هذا القرار ربما لا يؤتى ثماره إلا أنهم يريدون تسجيل موقفهم وتبرئة أنفسهم من عقدة ذنب ربما تلاحقهم عند الاختيار الانتخابى ما بين الدولة الدينية وعودة إنتاج النظام السياسى السابق.
تعددت الأسباب وراء زيادة الدعوات للتصويت السلبى وإبطال التصويت فى ورقة الاقتراع، لكن النتيجة ستكون واحدة ضعف المشاركة فى العملية الانتخابية وفوز مرشح رئاسى لا يمثل جميع المصريين وهو ما نخشاه على مستقبل مصر الثورة
«صباح الخير» ألتقت عدداً من الناخبين الذين قرروا إبطال أصواتهم الانتخابية أو الامتناع عن التصويت وعدداً من السياسيين والإعلاميين لنعرف عن قرب وجهة نظرهم.
 فى ابداية قال إسلام حسن - مهندس كمبيوتر: إذا لم أتوجه لصندوق الانتخابات ممتنعا عن التصويت فهذا يعنى أننى موافق على أى من مرشحى الرئاسة سواء «أحمد شفيق» أو «محمد مرسى» لكننى فى حيرة من أمرى فى الاختيار لذلك سأشارك فى الانتخابات بالفعل لكننى سأبطل صوتى الانتخابى، لأننى لا أرى أى منهما يصلح لقيادة مصر فى هذه المرحلة الصعبة.
 
وأضاف: لن أنتخب المرشح الرئاسى محمد مرسى لأننى غير مقتنع بالإخوان فهم يرفعون شعار «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» فاستحوذوا على أغلبية مقاعد البرلمان ويريدون الاستحواذ على مقعد الرئاسة بعد إعلانهم أنهم لن يرشحوا أحداً منهم لخوض المنافسة على هذا المقعد ثم تغير الحال، أما المرشح الرئاسى أحمد شفيق فأرى أنه يريد هذا المنصب لمصلحة شخصية وليس لمصلحة البلد إضافة إلى مساعدة رموز النظام السابق فى الخروج من السجون.
 
∎ وصاية الإخوان والنظام السابق
والتقط أطراف الحديث أحمد شلبى - محاسب - قائلا: لن أذهب إلى صندوق الانتخابات، ربما أكون صائبا وربما أكون مخطئا فى هذا القرار الصعب لكننى على كل حال سأكون مرتاح الضمير بدلا من أن أكون سببا فى اختيار رئيس يأتى تحت وصاية الإخوان أو النظام السابق ثم يقدم التنازلات ليصبح وجها جميلا يدير من خلاله الإخوان أو النظام السابق مصر.
وتابع قائلا: كنت واحداً من الناس التى كانت تنوى انتخاب محمد مرسى لكننى غيرت وجهة نظرى تماما بعدما شاهدت الإخوان يكيلون السباب واللعان لمؤيدى أحمد شفيق بمنطق أن الذى لا يقف فى صف الإخوان فهو عدوهم، وأعتقد أن هذا المنطق الغريب يضرب عرض الحائط بمسألة المنافسة الشريفة واحترام المنافس الآخر.
 حيرته لم تطل طويلا، فنظرة متعمقة لكل مرشح سواء «أحمد شفيق» أو «محمد مرسى» دفعت أحمد صلاح - بكالوريوس تجارة - إلى اتخاذ قراره بإبطال صوته لأنه لا يجد صورة رئيس مصر القادم فى وجه أى من المرشحين للانتخابات الرئاسة.
وفسر موقفه بقوله: لو تمكن الإخوان عبر المرشح «محمد مرسى» من الاستحواذ على مقاليد الحكم فى مصر فلن يتركونها بل سيبدأون فى إنشاء دولتهم الدينية، أما بالنسبة للمرشح «أحمد شفيق» فإن اختياره أمر صعب لأننى ببساطة لن أختار مرشحاً يعلن «بلا مواربة» أن مثله الأعلى المخلوع حسنى مبارك.
أما وائل مجدى - تاجر - فلم يتردد كثيرا فى قراره بعدم المشاركة فى الانتخابات.. مبررا موقفه بقوله: لا أرى أيا من المرشحين يصلح لكى يكون رئيسا لمصر، فمرشح الإخوان محمد مرسى «الاستبن» إذا نجح فى الانتخابات الرئاسية لن يحكم مصر بل سيحكمها المرشد العام للإخوان، كما أنه لا يخفى على أحد مهازل الإخوان التى نراها فى إدارة مجلسى الشعب والشورى بسبب انعدام خبرتهم السياسية، أما بالنسبة للمرشح أحمد شفيق فإن انتخابه يعنى أننا نريد إعادة إنتاج النظام السابق وبالتالى لن تكون هناك جدوى من قيامنا بالثورة.
∎ مصلحتى أولا
يضيعون حقهم بأنفسهم فى تقرير مصير مصر، هكذا وصف الخبير الاستراتيجى - جمال عبدالجواد- حال الممتنعين عن التصويت أو المقررين إبطال أصواتهم الانتخابية فى جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة قائلا: أعتقد أن هذا الفعل السلبى سيعمق الأزمة السياسية التى أتوقعها بعد إعلان نتيجة هذه الانتخابات بسبب دعاوى الطعن فى شرعيتها واستمرار الصراع بين القوى السياسية المختلفة تحت شعار «مصلحتى أولا».
وفسر عبد الجواد زيادة الدعوات للتصويت السلبى وإبطال التصويت فى ورقة الاقتراع بقوله: انقلب الحال لدى الناخبين الآن، فبعد مشاركتهم بإرادتهم الحرة فى الجولة الأولى للانتخابات آملين فى فوز المرشح الذى يعبر عن ثورتهم، فوجئوا بأن الصندوق الانتخابى أتى بمن لا يرغبون مما جعل قرارهم الانتخابى فى جولة الإعادة صعبا ولن يخرج عن الاختيار ما بين الدولة الدينية وعودة إنتاج النظام السياسى السابق.
وأضاف: هناك سبب آخر يتمثل فى شعور فئات كثيرة من الشعب المصرى بعد نتيجة الجولة الأولى للانتخابات بأن الثورة سرقت من بين أيديهم مع الادعاء بدرجة من المصداقية بأنهم صناع الثورة ومن حقهم أن يشعروا بالتغيير وأن يكون لهم رئيس يعبر عن آمالهم وطموحاتهم. 
وتابع قائلا: أعتقد أن دعوات مقاطعة الجولة الثانية للانتخابات زادت بالفعل فى الفترة الأخيرة لكننى ليس لدى إحصاء رسمى بها إلا أنها تعكس على كل حال ذلك الصراع ما بين المسار الثورى والمسار المؤسساتى اللذين يسيران فى اتجاه واحد ويعطل كل منهما الآخر.
∎ راية العصيان
 الخبير الاستراتيجى: هناك العديد من المظاهر التى تضرب مفهوم الانتخابات الرئاسية فى مقتل ولا يجعل منها انتخابات تستحق مشاركة الناخبين فيها، منها قيام حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح بعد الفشل فى الجولة الأولى للانتخابات برفع راية العصيان ورغبتهما فى تكوين مجلس رئاسى، وإعلان المرشح الرئاسى محمد مرسى بأن النتيجة المقبولة لجولة الإعادة أن ينجح وما لم يحدث ذلك فالانتخابات ستكون مزورة، إضافة إلى دعاوى الطعن فى شرعية المرشح الرئاسى «أحمد شفيق» والتخويف من فوزه والحكم بالإعدام والتخوين لمن يفكر فى التصويت لصالحه.
وخلص إلى القول: لا أدعو إلى المقاطعة أو إبطال الصوت الانتخابى لكننى مع المشاركة الإيجابية التى لا مخرج لمصر منها لنكمل المشوار الذى بدأناه فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة .
∎ تناحر القوى السياسية
من جانبها أوضحت الدكتورة منى الحديدى - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: السبب الرئيسى لحالة الاختيار الصعب التى وقعنا فيها ونعيشها الآن هى الأمية السياسية والأمية فى ممارسة الديمقراطية إضافة إلى أن القوى الثورية لم تستطع القيام بدورها بالكامل تفتتت أصواتها بين أكثر من مرشح لها إلى جانب تناحر القوى السياسية مع بعضها البعض وعدم توافقها بشكل يصب فى صالح مصر الثورة.
واعتبرت الحديدى: الانتخابات الرئاسية ليست عرسا ديمقراطيا مثلما تصور البعض لأنها لم تأت بالنتيجة التى تتفق مع روح الثورة وشهدائها ومصابيها ولم تنصف ضحايا النظام السابق حتى الآن لذلك يمكن تسمية هذه الانتخابات بالممارسة أو الحدث الذى مارسناه لأول مرة فى حياتنا بإرادة حرة.
ونوهت أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: العزوف عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية أو إبطال الصوت الانتخابى لن يغير نتيجة الصندوق الذى سيأتى حتما بفائز أى أن هذا الفعل السلبى لن يحقق ما يريده الممتنعون أو المقررون الإبطال، وبالتالى المطلوب هو المشاركة الإيجابية فى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية وتحمل مسئولية الفترة التى نعيشها.
واختتمت حديثها بقولها: عشنا سنوات طويلة محتجين فى صمت على سوء أحوالنا فى ظل النظام السابق لكن بعد الثورة آن الأوان لتعويض سنوات الصمت ولإدلاء بأصواتنا فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية فى ضوء قناعاتنا الشخصية حتى إذا لم يكن أى من «أحمد شفيق» أو «محمد مرسى» يتمتعان بالقدر الكافى من الرضا الجماهيرى ولابد من احترام نتيجة الصندوق الانتخابى أيا كانت ومن لا ترضيه عليه تغيير النتيجة بالطرق السلمية من خلال نشر الوعى وتفعيل الممارسة السياسية لاختيار الأصلح بعد انقضاء فترة الرئاسة للرئيس القادم.
∎ الاختيار الصعب
من جهتها أفادت الدكتورة ماجدة مراد - أستاذ الإعلام بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة: اختيار المرشح فى الانتخابات الرئاسية جزء منه مبنى على العاطفة وجزء آخر منه مبنى على العقل، لكن فى ظل هذه المرحلة الصعبة التى نعيشها نحتاج إلى المنطق والعقل فى الاختيار، وبالتالى من يستطيع الوصول إلى قرار فليذهب وينتخب من يريد، ومن لم يستطع فيجب ألا نلومه على ذلك لأن الاختيار صعب للغاية.
 وتابعت قائلة: الاختيار الأمثل لشخصية رئيس مصر لن يأتى الآن لكننا مضطرون هذه المرة للاختيار من المتاح حتى لو كان سيئا أما فى المرات القادمة أى بعد أربع أو ثمانى سنوات حتى تتمكن النسبة الغالبة من جيل الثورة أن تنضج سياسيا وتفرز أشخاصا يصلحون لقيادة مصر.
 وخلصت إلى الإشارة لنقطة مهمة قائلة: يجب على مرشحى الرئاسة سواء كان «أحمد شفيق» أو «محمد مرسى» وأنصار كل منهما قبول النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية وإعطاء المثل للشعب فى تغليب مصلحة الوطن، وذلك تجنبا لحدوث فوضى سياسية تعود بنا إلى الخلف مرة أخرى