أول مرة تحب يا قلبى.. ناره قطعة من الجنة
ياسمين خلف
كنت خايفة عليه من عزوفه عن الحب.. فهدؤه وسكونه كانا يقلقانى بشدة.. حيث بدأت الأوهام تحاصرنى «ألن تحب يا قلبى مثل باقى القلوب»؟.. فإذا به ينتفض ويخفق بشدة ليخبرنى عن حبه الذى «شقلب كيانه»..
وجعله متعلقا به ليلا ونهارا، فلن يهدأ له بال إلا بعد رؤيته حتى ولو من بعيد.. يحزن كثيرا عندما يجده مشغولا عنه ويطير فرحا بمجرد سماع صوته.. يخترع الحجج من أجل أن يراه.. حاولت أن «أفرمله» وأسيطر على مشاعره، خوفا من التلاعب بها، فمازال لا يعرفه جيدا.. لكنه رفض كل القيود وتمرد عليها وعلى أنا شخصيا!!.. كنت أحدث نفسى: لقد كنت هادئا ساكنا لسنوات طويلة، فماذا حدث لك؟.. رد مسرعا «اللى حصلى إنى أول مرة أحب»، ومش قادر أوقف نفسى عن التفكير فيه.. فقد انجذبت له من أول لقاء وتعلقت به.. فسألته ألهذه الدرجة «أحببته»، أجاب «رغم البعد واللقاءات التى تتم بلا حديث، أحببته كثيرا».. طب أنت مش خايف من الشجن والدموع، قاطعنى: ده حكمى وأنا حر سبينى على حريتى ومهما حصل سيظل حبه مدفونا بداخلى.. لأن القلب لما بيعشق بيعشق مرة واحدة فقط.. فسألته «وهل حبك له وصل لمرحلة العشق؟».. رد على بعنف: ليه كل الأسئلة دى، سبينى أفرح وألعب وأغنى، لا أنا ولا أنت هنعشق تانى.. قاطعته: بس أنا خايفة عليك من الجرح والوجع.. أجاب ببراءة: الحب عمره ما كان أسى وخوف ودموع، متقلقيش خلينا نعيش لحظة الحب سويا، وساعدينى فى القرب منه، بلاش خوفك يبعدك ويبعدنى عنه، لأن وقتها الألم والجرح هيكون حقيقى.. ظل قلبى يقنعنى بحبه الأول ويطمئننى بردوده.. وكان دائما يحاول أن يرسل لى رسائل من خلال أغنية عبدالحليم حافظ «أول مرة تحب يا قلبى وأول يوم أتهنى» وكأنه يريد أن يثبت لى شيئا، وخصوصا عندما يقول «ليه بيقولوا الحب أسية ليه بيقولوا شجن ودموع أول حب يمر علىَّ قادلى الدنيا فرح وشموع»، فهذه الأغنية من أكثر الأغانى المقربة والمحببة إلى قلبى.. فعندما يسمعها يطير فرحا وسعادة ويتغير من حال إلى حال ويظل يرددها بداخله وخصوصا عندما يقول «قلبى يعيد لى كل كلامك كلمة بكلمة يعيدها عليا، لسه شفايفى شايلة سلامك شايلة أمارة حبك ليا».. ودائما كان يرددها مع كل لقاء صامت يحدث بيننا.. وكأنه يدفعنى أن أبوح بحبى له.. وأعلن على الملأ أن حبه «أول فرحة تمر بقلبى وأنا هايم فى الدنيا غريب، قولى أحكى ولا أخبى ولا أوصفها لكل حبيب».. فتحرقنى شرارة هذا الحب فجأة وتشعل بقلبى الصغير نار شوقى الصامت إليه والذى كلما زادت حرارته كلما استعذبته حتى أدركت أن ناره هى قطعة من الجنة. •