الثلاثاء 20 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حبيبى ليس له عنوان!

حبيبى ليس له عنوان!
حبيبى ليس له عنوان!


كم أحب أن أحتسى فنجان قهوتى مع سيجارة فى بداية يومى ثم أقلبه ليرسم البن أشكالا أتأملها.. فتأخذنى لعالمها الغامض.. فأتذكر حليم يقول «جلست والخوف بعينيها.. تتأمل فنجانى المقلوب» نعم، فالخوف هو الإحساس الأول الذى يتملكك.. خوف من المجهول.. فعندما ترى قلبا مرسوما بداخل فنجانك.. تعلم بأن «الحب عليك هو المكتوب» ولكن هل ستكون فى هذا الحب سعيدا.. أم أنك ستكون شهيدا مات فداء للمحبوب؟!.. فقدرك بين يديك تحاول أن تنجم أو تبصر ما سوف يكون..

لكن ربما تخطئ التعبير.. حتى لو كنت قد شاهدت رسوما مشابهة فى فنجان آخر.. لكن لن تجد أبدا فنجانا يشبه فنجانا أو أحزانا تشبه أحزانا.. قدرك ملكك أنت وحدك تماما مثل رسومات فنجانك فهى تشبه البصمة.. فلو كان قدرك أن ترسو فى حبك على ميناء سلام.. فليس من الضرورى أن من شرب معك من نفس «الكنكة» يكون هذا مصيره أو العكس.. فربما رسم له القدر أن يمضى أبدا فى بحر الحب بغير قلوع.. وتكون حياته كتاب دموع مسجونا بين الماء وبين النار.
وما يخيفنى على الأكثر فى مسألة القلب فى فنجانى المقلوب.. هو أن الحب برغم جميع حرائقه وعذابه.. وبرغم أحزانه.. الحب سيبقى أحلى الأقدار «ياولدي» نشكو من فراغنا العاطفى دائما.. وعندما يلعب القدر دوره ونقابل من نحب.. نعود لنشكو من لوعة حبه.. ويتملكنا فى نفس الوقت الخوف من فقدانه.. وأن نقلب يوما فنجاننا لنجد القلب قد زالته قطرات القسوة أثناء نزولها فى طبق الفنجان!!
أحب أيضا أن أتأمل ملامح وجه يظهر بوضوح فى فنجانى.. أعرف حينها.. أنه وجه سيصبح مألوفا.. وأعود لأسمع «حليم» يتغنى.. «فى حياتك يا ولدى امرأة عيناها سبحان المعبود.. فمها مرسوم كالعنقود.. ضحكتها أنغام وورود.. والشعر الغجرى المجنون يسافر فى كل الدنيا» نعم.. هكذا يكون وضوح الملامح فى فنجانك المقلوب.. يرسمه لك قدرك ببراعة، لتعرف الفارس القادم بحلم جديد وقصة جديدة ستعيشها بحلوها وأيضا بمرارتها.. لكنك بالطبع.. تتمنى فقط «حلوها» وتسافر بأحلامك لعنان السماء وتراقب خطوط فنجانك لتخبرك وتؤكد لك أمنياتك.. لكن تأتى الخطوط بما لا يشتهيه قلبك.. لتجد سماء ممطرة  وطريقك «مسدود.. مسدود».. وحبيب القلب يسكن فى قصر مرصود.. وطريقك مملوء بالعقبات.. وتخبرك الخطوط.. بأنه مهما حاولت.. أو اقتربت ستصبح مفقوداً وتجد أكثر من طريق لكنه مسدود يا ولدى مسدود.. فتعود وتضع الفنجان ويملأ الندم عينيك وقلبك وتقول «ياريتنى ما قريت الخطوط ولاقلبت الفنجان من الأول» وياليتنى تركت القدر يحملنى مغمض العينين لمصيرى المحتوم أمضى فى طريقى دون أن أعرف ما ينتظرنى.. والعذاب القادم والمر الذى سأتجرعه.. لكن عندما يخبرنى فنجانى بأننى «سأفتش فى كل مكان وسأسأل موج البحر عن حبيبى.. وأجوب بحارا وتفيض دموعى أنهارا.. وسينمو حزنى حتى يصبح أشجارا.. كيف سأستطيع بعد ذلك أن أستمتع بالبدايات الحلوة.. كيف سأحلم بالآتى من لذاتى.. حتى لو لم يحدث»!!
هكذا فقدت كل آمالى ببساطة خاصة عندما أسمع حليم يقول «سترجع يوما يا ولدى مهزوما مكسور الوجدان وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان!!» الله يسامحك يا حليم!
أغسل فنجانى.. وأحاول أن أغسل معه أحزانى.. وآلامى.. ويأتى يوم آخر وأشرب فنجانى بحجة أنه لايوجد فنجان يشبه فنجاناً.. ولكن فى النهاية دائما.. أجد أن حبيبى ليس له عنوان! •