المبدعة.. فنا.. وإدارة
مني عشماوي
أبدعت فى فن العزف على آلة الفلوت وفن الإدارة لرئاسة دار الأوبرا المصرية أهم الصروح الثقافية فى مصر وأيضا فن إدارة الأزمات وشجاعة واتخاذ القرار وتنفيذه فى أحلك الظروف وأشدها مرارة.. إنها فنون قلما تجدها عند امرأة، لذا ليس من الغريب أن يتم اختيار د.إيناس عبدالدايم ضمن أهم عشر سيدات فى مارس سنة 2000 عندما تم تقييم أهم عشر سيدات فى مطلع القرن.
استطاعت «عبدالدايم» أن تتخذ من رئاسة دار الأوبرا المصرية منبرا تمزج فيه ما تؤمن به من فن وما تفكر فيه من سياسة لتختلط الأوتار بالأفكار فلن ينسى التاريخ تلك الوقفة التى وقفتها د.إيناس عبدالدايم عندما أقالها الوزير الإخوانى الذى كان وزيرا للثقافة فى عصر محمد مرسى «علاء عبدالعزيز»، انتفض المثقفون ومعهم العاملون بدار الأوبرا اعتراضا على الوزير وقراراته الشاذة لتقف إيناس عبدالدايم رافضة للقرار رافضة للحجر على الفن والإبداع.
تعود بعد ثورة يونيو «عبدالدايم إلى منصبها» لترسم خطة تقشفية تستطيع معها تقديم أكبر العروض العالمية بأقل التكلفة لأنها تشعر بظروف البلد الاقتصادية القاسية، بل جعلها ذلك ترفع رهانها على الفرق المصرية التى أعطتهم كل الفرص والدعم المادى والمعنوى حتى تصل عروضهم إلى عنان العالمية وتنافس أشهر وأعظم الفرق فى كل أنحاء الدنيا.
وكانت دار الأوبرا المصرية هى المحطة الأولى التى ينزل بها الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» عند قدومه إلى مصر فى أول زيارة له بعد الثورة كرئيس لروسيا فأعدت د.إيناس عبدالدايم برنامجا مبهرا يجذب رئيس بلد «البولشوى» أكبر مسارح ومعارض العالم فى تعليم وتقديم الفنون الرفيعة، فكان فى استقبال بوتين أطفال الباليه كما تم عرض جزء من باليه بحيرة البجع، بالإضافة إلى جزء من أوبرا عايدة بعنوان «مارش النصر» الذى ألفه العبقرى فيردى بمناسبة افتتاح قناة السويس فظهرت دار الأوبرا بإطلالة مشرفة فى اختيارات موفقة من قبل فنانة عالمية عرفها العالم «عازفة على آلة الفلوت»، وأشارت لها الدنيا وكرمتها على مسارحها فى كل القارات الخمس، حيث اشتركت فى العديد من المسابقات الدولية والمحلية فحصلت على الجائزة الأولى من اتحاد معاهد الموسيقى بفرنسا عام 1982 وحصلت على الجائزة الثانية من المسابقة العامة للموسيقى والفن الدرامى بفرنسا أيضا وحصلت على شهادة تقدير فى المسابقة العالمية للفلوت بمدينة «يجبا» باليابان، وجائزة أحسن عازفة بمهرجان كوريا الشمالية للفنون، كما تم توجيه الدعوة لها فى عدة دول عربية كأستاذ زائر منها سوريا والأردن والكويت، كما قامت بتمثيل جمهورية مصر العربية فى مهرجان أوركسترا البحر الأبيض المتوسط بمارسيليا فكانت أول مصرية تشارك فى هذا التجمع.
كما قامت د.إيناس عبدالدايم بتمثيل مصر فى أكثر من مهرجان دولى منها مهرجان «نانت» للفنون بفرنسا 1995 كما شاركت بمهرجان الرباط للفنون بالمغرب ومهرجان «سالونيك» للمرأة المبدعة فى اليونان، وقامت فى عام 1999 بتأسيس فصل دراسى لتعليم «آلة الفلوت» للأطفال فى سن مبكرة لتنمية مواهب عازفى الفلوت بدار الأوبرا المصرية، كما أشرفت على العديد من الأبحاث العلمية التى حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه فى العديد من الجامعات والمعاهد المصرية، كما قامت بالمشاركة فى إعداد المناهج الدراسية فى عدد من الجامعات المصرية والعربية، كما كانت المستشار الفنى لأوركسترا «النور والأمل» وهو أوركسترا مصرى للكفيفات، وفى عام 2001 حصلت عبدالدايم على جائزة الدولة التشجيعية للفنون، كما شغلت منصب مدير أوركسترا القاهرة السيمفونى وعميد المعهد العالى «للكونسرفتوار» من 2004 وحتى 2010 ونائب رئيس أكاديمية الفنون بالقاهرة لعامى 2010 و2011 تم تكليفها بالإشراف الفنى على جمعية النور والأمل للكفيفات بمصر الجديدة «عمل تطوعي» منذ عام 2008 وحتى الآن.
تم تكريم د.إيناس عبدالدايم ضمن عدد من السيدات اللاتى تم اختيارهن نظرا لدورهن البارز والمؤثر فى المجتمع المصرى من قبل عدد من الهيئات النسائية. •