السمكة الذهبية
على خضير
تمثل السباحة فريدة عثمان أحد رموز الرياضة المصرية رغم صغر سنها «عشرون عاما»، ولكن الإنجازات التى حققتها والميداليات التى أضافتها لدولاب الميداليات المصرية ضخم وحيوى وفريد من حيث التعدد والتنوع. ومن الآخر لسان حال بنت العشرين يقول: «أنا وإن كنت الأخير زمانه.. لآت بما لم تستطع به الأوائل».. وهكذا فى رياضة السباحة أكثر الألعاب الرياضية خضوعا للعلم والتدريب وصراع «الفيمتو ثانية» أو الحرب الرياضية العالمية، تتفوق البنت المصرية على جميع سباحات العالم الأول والثانى.. والثالث وتثبت جدارتها.
فريدة إلى جوار تفوقها الرياضى كأحسن سباحة فى مصر وإفريقيا والعرب وضمن العشرة الكبار فى العالم، فإنها تتفوق علميا، حيث إنها طالبة فى جامعة «بيركلى» بولاية كاليفورنيا التى تمثل المرتبة الثالثة على جامعات العالم.. وأصبحت على المحك الأوليمبى والعالمى وبخطوات ثابتة نحو ميدالية أوليمبية مستعصية على الفتاة المصرية فى ساحة الرياضة لعل وعسى. السيرة الذاتية وطريق فريدة ساعد فى رسمه أسرة مصرية ممتدة يقودها الدكتور هشام عثمان «السباح السابق» والد فريدة والطبيبة راندة السلاوى. والشقيق الأكبر أحمد صاغوا جميعا ومازالوا قصة نجاح هذه البطلة التى نبدأ سطورها من يوم 18 يناير 1995 ميلاد فريدة التى نشأت وترعرعت فى حمام السباحة «الليدو» بنادى الجزيرة، وشهرًا تلو الثانى كانت فريدة ضمن فريق نادى الجزيرة للسباحات «البراعم» وفى الحادية عشرة من عمرها بالتحديد فى يناير 2006 حصلت على أول ميدالية ذهبية فى سباق الـ 50 متر فراشة. كأنها على موعد مع الذهب فى العام التالى الذى التهمته فى كل السباقات التى خاضتها وبلغ رصيدها من الميداليات 6 ميداليات ذهب «نصف دستة» بنصف دستة أرقام قياسية ظلت صامدة لسنوات طويلة من أبرزها سباق الـ50 متر فراشة الذى أصبح تخصصها الأثير.. وأحرزت 30.65 ثانية وكان أحسن رقم فى مصر حينذاك.
وطبعا أهل فريدة للحصول على كأس أحسن سباحة فى مصر.. وهو اللقب الذى لم تتنازل عنه حتى الآن. وتخطته للأحسن فى القارة السمراء والوطن العربى ومزاحمة الكبار فى العالم.
وبهدوء وصبر واختزال لرحلة العمر، واصلت الأسرة مع الناشئة «الموهوبة» وكانت أصغر سباحة فى تاريخ مصر والعرب لتحرز ميدالية ذهبية فى تاريخ الدورة العربية 2007 التى استضافتها مصر وكان عمرها «12 سنة» وأحرزت ذهب الـ 50 متر فراشة وكان هو السباق الوحيد الذى شاركت فيه. ومرة أخرى تدشن فريدة اسمها وتاريخها بقوة وتصعد وتواصل احتكار الذهب المصرى والأفريقى والمتوسطى وأصبحت تحطم أرقامها القياسية بنفسها وفى الدورة العربية 2013 بقطر التهمت ذهب كل السباقات التى شاركت فيها وكان مجموع ميدالياتها سبعاً، وبالتالى حصلت على لقب أحسن سباحة عربية.
وخاضت الأوليمبياد فى لندن 2012 ولها من العمر 17 سنة وزاحمت ولكن الخبرة وقلة الإعداد والجو المختلف ووجودها من غير مدرب عوامل وقفت حائلا أمام صعودها لمنصة التتويج أو الدور الثانى.
فى بطولة العالم - ناشئات تحت 18 سنة التى استضافتها ليما عاصمة بيرو بأمريكا الجنوبية ووسط أقوى وأحسن سباحات العالم حصلت على ذهبية الـ 50 متر فراشة برقم قياس عالمى 26.69 ثانية وكانت أول ميدالية عالمية تدخل خزانة السباحة المصرية على مستوى السيدات.
ومنها انطلقت للمشاركة فى بطولة العالم للسيدات كبار ببرشلونة إسبانيا، وأحرزت المركز السابع وكانت السباحة الأصغر سنا والأكثر مقاومة وطول نفس وتطويرًا للرقم كما قال كمبيوتر البطولة.
وتهافتت جامعات العالم التى توافق وتتبنى المواهب على ضم فريدة وإعطائها منحة لا تتوافر إلا للفلتات والمواهب. وفازت جامعة «بيركلى» بالبطلة. وكما قلت من قبل فإنها تحتل المرتبة الثالثة على مستوى جامعات العالم علما ورياضة وتربية وأصابت الجامعة ونجحت فريدة وتفوقت رياضيا ودراسيا.
ومنذ أسابيع فى يناير 2015 استهلت فريدة مشوارها بإحراز المركز العاشر فى بطولة العالم للسيدات بالولايات المتحدة الأمريكية وأحرزت 24.92 ثانية - رقم قياسى مصرى وإفريقى جديد لأول مرة يتحقق وهل رأيتم حجم الصراع والمنافسة حول كسر الثانية، هذا الرقم أهل فريدة للصعود لنهائيات أوليمبياد ريودى جانيرو 2016 وواصلت مشوارها متوجة كأحسن سباحة فى القارة السمراء.•