السبت 10 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حتى لا تتحول العمالة العائدة من ليبيا إلى أزمة!

حتى لا تتحول العمالة العائدة  من ليبيا إلى أزمة!
حتى لا تتحول العمالة العائدة من ليبيا إلى أزمة!


البحث عن لقمة العيش أو الموت من أجل لقمة العيش وجهان لعملة واحدة، قدر يواجهه المصرى أينما وجد فهو دائما مهموم بتوفير قوت يومه، مثقل بمشاكل وأعباء الحياة.
وعلى الرغم من تحذيرات وزارة القوى العاملة للمصريين العاملين فى ليبيا وخطورة تواجدهم، فإن الموت من أجل لقمة العيش كان هو الرد على بيانات وتحذيرات الوزارة، فاستمرت العمالة المصرية فى التوافد إلى ليبيا بطرق غير شرعية لتعمل وسط أجواء خطيرة وبين تهديدات تنظيمات إرهابية.

الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى أن عدد العمالة المصرية فى ليبيا يتعدى المليون ونصف المليون عامل، وبعد المذبحة الأخيرة التى تعرض لها 20 من العمال المسيحيين فى ليبيا على يد داعش، فإن العمالة المصرية قد بدأت فى العودة للأراضى المصرية، مما أثار كثيرا من القلق حول مستقبلها فى ظل مجتمع تتفاقم فيه نسبة البطالة، فالإحصاءات الرسمية تقول: إن معدل البطالة ارتفع إلى 13.4% فى الربع الأخير من عام 2013 مقارنة بـ 13% فى الفترة نفسها من عام 2012، كما أشارت بيانات صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، إلى أن عدد العاطلين عن العمل بلغ نحو 3.7 مليون عاطل، مقابل 3.5 مليون فى الربع الأخير من 2012 بزيادة 4.1%.
وبالتزامن مع الأزمة فقد بادر عدد من رجال الأعمال المصريين بتقديم فرص عمل للعائدين من ليبيا، وكان على رأسهم محمد أبو العينين رجل الأعمال الذى تعهد بتوفير 1000 فرصة عمل ومحمد فريد خميس وغيرهما.
• 33 ألف فرصة عمل
ياسر الشربينى- المتحدث الإعلامى باسم وزارة القوى العاملة قال: سيتم تخصيص استمارات استقصائية فى كل مكاتب العمل بـ 27 محافظة على أن تقوم المكاتب بملء البيانات الخاصة بالعاملين فى ليبيا فى كل محافظة، وتشمل الاسم والعنوان والمؤهل والوظيفة ومحل الإقامة وترسل الاستمارات لمختلف النقابات وفقا لتصنيف المهن لتوفير الوظائف المناسبة لهم بالتنسيق مع المؤسسات التابعة لكل نقابة.
بينما أكدت الدكتورة ناهد عشرى، وزيرة القوى العاملة والهجرة، توفير 33 ألف فرصة للعمالة العائدة من ليبيا، موضحة أن أصحاب الأعمال أبدوا موافقتهم على استيعاب العائدين من ليبيا. وقالت الوزارة، فى بيان لها، «اتخذنا العديد من الإجراءات الفورية، وتابعت الوزيرة بأنها أعطت توجيهات مشددة وفورية لـ 13 مكتبا عماليا بسفاراتنا وقنصلياتنا بالدول العربية والأجنبية بتكثيف جهودهم وتوفير فرص عمل لهذه العمالة بالخارج، فضلا عن تسويق خبراتهم لدى الشركات التى تربطها علاقات وطيدة بتلك المكاتب.
وأعلنت العشرى عن إعادة طرح استمارة الحصر المجانية التى قامت الوزارة بإعدادها، والتى يمكن للعمالة العائدة تسلمها من مديريات القوى العاملة والهجرة بالمحافظات أو تحميلها من الموقع الإلكترونى للوزارة، ويقوم العائد بملء بياناتها وإرسالها إلى الوزارة بالبريد، وستقوم المديريات باستقبال هذه العمالة وتيسير الإجراءات عليهم، لبيان نوع الضرر الذى أصابهم حتى يمكن المطالبة بتعويضاتهم عندما تستقر الأوضاع فى ليبيا.
العشرى أكدت أن عدد العاملين المصريين العائدين من ليبيا الذين قدموا استمارات حصر للوزارة فى عام 2011 بلغ 170 ألفًا وبلغ من قدم الاستمارات فى 2014 نحو 72 ألفًا و745.
• تأهيل
تأهيل العمالة الوافدة من ليبيا، واستيعاب سوق العمل المصرية لهم من جديد سؤال يبحث عن إجابة عند رجال الأعمال الذين أكدوا أنهم على استعداد تام لفتح أبواب مصانعهم للعمالة بشرط العمل الجاد وتحسين صور العامل المصرى.
مجدى طلبة رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة السابق باتحاد الصناعات قال: إن مليون ونصف عامل ليسوا عددًا كبيرًا ولا يمثلون مشكلة، مادام هناك حسن استغلال وتوظيف لهم المشكلة فى ضرورة وجود صناعات ثقيلة لاستيعابهم.
طلبة أوضح انه يمكن بسهولة إعادة تدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا عمال نسيج.. فالموضوع ليس بالصعوبة التى يحاول البعض ترويجها، فإذا كان العامل مدربًا على أعمال البناء لكن سوق العمل مؤهلة أكثر للنسيج.. فإنه سيكون متاحًا له أن يتعلم مهنة النسيج فى غضون شهور قليلة ومن خلال دورات تدريبية متواصلة.
المهندس حسين صبور رئيس شركة للتنمية العقارية، أوضح أن أغلب من كانوا يعملون فى ليبيا هم عمال إنشاءات وسوق البناء فى مصر تعانى من ركود ولا توجد مشروعات جديدة، لذلك أتوقع أن يمثل العمال العائدون من ليبيا ضغطا كبيرا على سوق العمل وهم أزمة يجب ألا يستهان بها، وألا يخرج الكلام العنترى من رجال الأعمال دون حساب احتياجات سوق العمل.
• حلول عاجلة
عبد المنعم الجمل- رئيس نقابة البناء والأخشاب ونائب رئيس اتحاد العمال، أكد أنه اجتمع مع وزيرة القوى العاملة لمحاولة إيجاد حلول لدرء الأزمة على أسرع وجه، وكيف يمكن لرجال الأعمال الموجودين تقليل الأضرار الموجودة، وأنه تم إصدار استمارات خاصة بالعمالة العائدة ستكون متوافرة فى مكاتب العمل التابعة للوزارة فى كل محافظة لحصر عدد العمالة.
عبدالمنعم قال إن وزارة القوى العاملة وفرت 33 ألف فرصة عمل، وتم عقد اجتماع مع ممثلى المستثمرين بالمحافظات لحثهم على توفير فرص عمل بديلة، وتجرى حاليا دراسة فتح مكتب مؤقت فى مدينة طبرق الليبية لتوجيه العمالة الراغبة فى العودة إلى مصر ومكتب مؤقت فى منفذ مساعد لتوجيه ومتابعة أحوال العمالة المصرية العائدة وتوجيههم لفرص العمل المتوفرة.
وعن كلام المهندس حسين صبور بخصوص مشاكل قطاع الإنشاءات وقلة الاستثمارات الجديدة قال الجمل: العمل ليس كله موجودًا عند صبور، فهناك رجال أعمال آخرون أبدوا استعدادهم لتشغيل العمال العائدين كمحمد فريد خميس ومحمد أبو العينين ونجيب ساويرس وغيرهم كثير، لافتا إلى أن كلام صبور غير صحيح، لأن قطاع الإنشاءات يفتقر للعمالة المدربة الفنية.
• جدية الوعود
مجدى بدوى نائب رئيس الاتحاد العام للعمال ورئيس الاتحاد المحلى لعمال حلوان، أكد أنه تم الاتصال برجال الأعمال ومحافظ سوهاج والمنيا على اعتبار أنهما  تضمان أكبر نسبة عمال عائدين من ليبيا، بالإضافة إلى محافظ الوادى الجديد باعتبار أنها محافظة واعدة تستوعب عمالة كبيرة من أجل توفير أكبر عدد من فرص العمل، وقد أسفرت الاتصالات عن ترحيب وموافقة لتوفير فرص عمل، وعن مدى جدية هذه الوعود أكد بدوي: لا أحد يستطيع أن يضمن جديتها لأنهم رجال أعمال من القطاع الخاص لذلك فهى وعود ما يضمن جديتها هو الواجب الوطنى لأن مصر تمر بأزمة ولابد من تكاتف الجميع حولها، فالكلمة هنا وعد، لأن الهدف من كل ما يحدث فى ليبيا هو إرباك المشهد الداخلى فى مصر.
• دول بديلة
 بدوى أوضح أن عدد العمالة فى ليبيا غير معروف ويتراوح الكلام ما بين مليون و200 ألف إلى مليون ونصف المليون، فعلى الرغم من تحذير وزارة القوى العاملة من سفر العمالة المصرية للخارج فإن الحدود كانت مفتوحة والمصريين كانوا يسافرون ببطاقاتهم الشخصية غير أن هناك عمالة موجودة من عشر سنوات فلا نستطيع حصر من ذهب بعد الثورة ومن قبلها.
وتشير الإحصاءات إلى أن  95% من العمالة المصرية فى ليبيا تعمل فى الإنشاءات والمعمار والبناء والباقى فى المخابز وهناك حرف يصعب تأهيلها.
وعن الدول البديلة التى يجب فتح قنوات اتصال معها لاستيعاب العمالة العائدة، أكد بدوى أن دول الخليج هى البديل الوحيد، وهناك اتصال مع البحرين والكويت للاستعانة بالعمالة المصرية وإحلالها محل العمالة الأجنبية ولكن على العامل المصرى تحسين صورته وسمعته السيئة، فهو معروف بالكسل وعدم احترام المواعيد لذلك لابد من تكثيف تدريب العمال وفتح مدارس تعليم فنى لهم لتحسين صورتهم. •