الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

زهرة حزب التحالف الاشتراكى

زهرة حزب  التحالف الاشتراكى
زهرة حزب التحالف الاشتراكى


«شيماء  صبرى أحمد الصباغ» بنت «غيط الصعيدي» الواقع فى حى محرم بك بالإسكندرية - الفتاة الصغيرة التى كانت  فى فريق «زهرات المدرسة» مفعمة بالحياة فعلا وانفعالا شأن كل أطفال البسطاء،  شيماء رفيقة دربنا ودرب كل الساعين إلى وطن تسوده قيم العدالة، وطن باتساع أحلام أبنائه الذين دافعوا عنه واستشهدوا فى حروبه مع العدو الصهيونى وحين انتهت الحرب لم يجدوا لهم مكانا،

إذ جرى تفكيك الوطن وبيعه  للأعداء الذين عادوا  من جديد لاحتلال مصانعه بالخصخصة وبطرد العمال وبتحويلهم إلى عاطلين ليصبح الآباء والأبناء باحثين عما يقيم الأود بينما يغتنى المتسلقون والفاسدون، هذا بالتحديد هو الوعى الذى اكتنزته تجربة شيماء الصباغ القادمة من  الحارات الشعبية التى اختارت ألا تبحث لنفسها عن صعود فردى فى عالم يتسم بالشقاء.
تلكم هى  شيماء التى  فارقتنا شهيدة  فى اليوم الذى حملت فيه الزهور لشهداء سبقوها  فى السعى للحياة الأجمل والأكمل، شيماء التى اختارت وهى الشاعرة المثقفة أن تكون من قيادات العمل الجماهيرى بالإسكندرية ، حتى لا تنفصل عن البسطاء الذين منحوها  قلبها النابض بحب مواويلهم وألعاب أطفالهم، تلكم هى شيماء التى كانت أشدنا عزما وإيمانا وتصميما وأكثرنا تضحية وعطاءً رغم ضعف بنيانها ورقة حالها، هى شيماء التى كانت كلها معجونة بتلك الرغبة الجارفة لأن يكون  الفقراء أول المتمتعين بثروات الوطن التى أنتجوها وحرموا منها  ولذا كان قلبها يخرج مع الشعارات التى صاغتها تضامنا مع العمال فى المحلة وغيرها.
 هى شيماء الباحثة الجادة فى التراث الشعبى التى صنعتها الجماعة الشعبية على عينها ودفعتها لكى تسعى معنا فى الطريق إلى  ندوات الشعر وساحات التظاهر قبل وبعد 25 يناير، هى شيماء التى انخرطت فى العمل السياسى المنظم عقب ثورة  يناير التى كتبت ذكراها الرابعة لشيماء  ميلاداً جديداً  فى ضمير كل الباحثين عن العدل والحرية  وهو ميلادُ قائم بالحقيقة لا يقدر على وأده كل رصاص الغدر.
هو الميلاد الاستشهاد الذى سيجعل «بلال» الذى لم يجاوز عامه السادس فخورا مزهوا بسيرة أمه الشهيدة التى بثت الروح  فينا كشأن كل الذين ساروا وسيسيرون على الدرب نحو مصر التى يتأسس استقرارها على العدل والحرية لا على الاستغلال والبطش، لقد وعت شيماء  بحسها  كشاعرة  أن المثقف هو من يعمل لا من يثرثر فقدمت لنا نموذجا محترما لسيدة مصرية لا تغادر بيئتها ولا طبقتها ولا تسعى لأن تكون أنثى تضع المساحيق  وتصدعنا بكلام  عن الصراع الطبقى.
كانت «شيماء» قد كتبت على صفحتها أنها ورفاقها  قد قرروا  أن يستجيبوا لدعوة الحزب للنزول لميدان التحرير فقط لوضع الزهور على قاعدة النصب التذكارى لشهداء ثورة يناير، وهى محقة إذ كيف يمكن أن تمر تلك الذكرى بكل هذا الجحود للذين سقطوا لكى تتحقق الحرية؟ كيف يمكن أن تمر ذكراهم دون ذكرهم؟ ولماذا لا يكتفى الراغبون فى اختطاف ثورتنا مرة أخرى بتلك الاحتفالات التى قوامها سب الثوار وتشويههم واغتيالهم مرة أخرى بكل صلف وخسة؟
كانت شيماء بالطبع تدرك أن السياق العام  يستلزم عدم رفع شعارات معادية للنظام باعتبارنا نخوض جميعا حربا ضد الإرهاب، وكان رفاقها أيضا يدركون  ذلك جيدا، لكن هل كان من هاجموهم بالغاز والخرطوش يدركون؟ لا والله ! إن غباءهم قد أنساهم ما فعلته شيماء  ورفاقها فى ثورة 30 يونيه، وما فعلوه بعد استشهاد الجنود والضباط بالجيش والشرطة، إن  «الحزب الذى انتمت إليه» لم يتوقف يوما عن إصدار  بيانات التضامن مع الجيش والشرطة  ولا عن إقامة الاحتفالات لتكريم أمهات الجنود والضباط الذين سقطوا دفاعا عن الوطن!  فمتى يدرك  من تسبب فى قتلك يا شيماء أنهم لم يحترموا حتى دماء الشهداء فى الداخلية؟ ومتى يدرك  الكتبة الكذابون الذين تعلموا الكلام (الكلام فقط) فى صفوف اليسار المصرى  ثم شدوا الرحال للعق أقدام رأس المال - متى يدرك هؤلاء الموتى أن شيماء لم تمت ولكنها سكنت عند ربها وفى وجدان شعبها وضمير أمتها إلى يوم الدين.. فليت بلال يعرف أن أمه لم تمت «هل يموت الذى كان يحيا كأن الحياة أبد»؟!!•