الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شمس البوادي

شمس البوادي
شمس البوادي


الأيقونة البدوية فى السينما  المصرية
 
لم تحظ المرأة البدوية بحضور لافت فى السينما المصرية، يعكس حياءها الفطرى الذى اكتسبته من بيئة الصحراء، وصلابتها، وجسارتها، وكرمها، وعطاءها، ورعايتها لزوجها ولأبنائها، وقدرتها على التحمل، والصبر، فضلاً عما تتمتع به من مقومات جمالية ربانية جعلتها امرأة من نوع خاص.
 
الفنانة المصرية ناجية إبراهيم بلال المشهورة بلقب «كوكا» استغلت ملامحها الشرقية الأصيلة فى تجسيد شخصية المرأة البدوية فى الكثير من أفلامها التى لم تكن كافية للتعبير عن حياة المرأة البدوية ومشاكلها وطموحاتها، لكن يحسب للفنانة الراحلة التى يوافق الشهر المقبل ذكرى ميلادها أنها عشقت أدوار المرأة البدوية وقدمتها بصدق.
ويقول الناقد الفنى محمود قاسم لـ «صباح الخير»: «إن الفنانة كوكا لا تنتمى لعائلة أو قبيلة بدوية لأن القبائل البدوية ترفض أن تعمل بناتها فى السينما أو التليفزيون»، موضحاً أنها من مواليد 7 مارس عام 1917، لأب كان ضابطاً بالسودان وأم مصرية ريفية.
ويضيف قاسم أن كوكا بدأت حياتها الفنية كمساعدة مونتير بـ«استديو مصر» عام 1935، وتعرفت هناك على المخرج نيازى مصطفى، وفى نفس العام حصلت على دور صغير مع الفنان على الكسار فى فيلم «بواب العمارة»، وفى عام 1936 وقفت أمام سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى فيلمها «وداد»، وبعدها بعام رشحها المخرج البريطانى «بور روبسون» لبطولة فيلم «تاجر الملح»، بعد إعجابه بأدائها لشخصية الزنجية الأمريكية فى مسرحية «صندوق الدنيا».
ويستكمل حديثه قائلاً: بعد نجاح كوكا فى الفيلم البريطانى عُرضت عليها أفلام أخرى كانت تستوجب الاستقرار بالخارج، ولكن خطيبها آنذاك المخرج نيازى مصطفى رفض ذلك وطلب منها العودة إلى مصر، فعادت ليتزوجا ويقدما معاً عدة أعمال فنية تناولت الشخصية البدوية، من بينها «رابحة»، و«عنتر وعبلة»، «وهيبة ملكة الغجر»، «عنتر بن شداد»، و«الفارس الأسود»، و«بنت عنترة»، و«ليلى العامرية»، و«راوية»، وفى الفترة الأخيرة من حياتها قدمت فيلم «أونكل زيزو حبيبي» فى دور بدوية جاءت إلى المدينة.
ويلفت الانتباه إلى أن كوكا حاولت استخدام ذكائها الفنى فى ربط بعض أسماء أفلامها بالبيئة الصحراوية التى لم يكن الضوء مسلطاً عليها كثيراً فى السينما المصرية مثل فيلم «سمراء سيناء»، و«عنتر يغزو الصحراء»، و«سلطانة الصحراء».
ويبين الناقد الفنى أن كوكا خلال مسيرتها الفنية وضعت نفسها فى إطار واحد، المرأة البدوية أو الصحراوية التى تعيش فى ظروف اجتماعية معينة، بما فى ذلك عدم الزواج من خارج القبيلة، والتمسك بالعادات والتقاليد والأخلاق، والكفاح من أجل الزواج من ابن العم، مثل فيلم «أرض الأبطال» التى جسدت فيه سيدة بدوية فلسطينية.
ويشير قاسم إلى أن كوكا كانت تقول «إن سر تعلقها بتجسيد دور المرأة البدوية هو تميزها بالعديد من الصفات، أبرزها شهامتها، ومساندة زوجها والدفاع عنه».
وينوه الناقد الفنى بأن كوكا لم تكن تميل إلى تقديم الشخصيات العصرية، وحاولت تغيير جلدها والابتعاد عن أدوار البدوية، لكنها فشلت فى ذلك عندما شاركت الفنانة سامية جمال بطولة فيلم «سيجارة وكاس» عام 1955.
ويختتم حديثه بقوله: «إن الفنانة كوكا اختارت هذا الاسم الفنى لنفسها، ورصيدها الفنى يتعدى العشرين فيلماً، وأغلب هذه الأفلام تناولت شخصية المرأة البدوية، ومن إخراج زوجها الراحل نيازى مصطفى الذى عاشت معه حتى وفاتها بالإسكندرية فى 29 يناير عام 1979». •