الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الخيانة ولو بفكرة!

الخيانة ولو بفكرة!
الخيانة ولو بفكرة!


حبيبى وجوزى وأبو ولادى، عشرة، وسنين حلوة عشناها سوا، أيام وظروف عدت بحلوها ومرها أصبحت بمثابة أرضية صلبة لعلاقتنا نكمل بها أيامنا الجاية لآخر العمر، وكل سنة تمر تضيف طعماً جديداً لعلاقتنا فتكسبها شغفاً وعشقاً يزيد ويكبر.. هذا هو إحساسى الذى أترجمه لكلمات فى عيد الحب لزوجى.. ورغم أى خلافات واختلافات فيما بيننا تظل تربطنا خيوط من الحرير رغم نعومتها لا يسهل قطعها.
ولكن فى حالات كثيرة قد تظهر بعد الزواج صفات للزوج لا تتحملها الزوجة وهى تختلف من امرأة لأخرى وتضعها أمام أمرين لا ثالث لهما إما أن تغلق فمها لتسير الحياة وتضغط على أعصابها أو تطلب أبغض الحلال.
وكما أن أصعب طلب قد تطلبه فتاة من رجل «من فضلك.. اتجوزني!..» فإن أصعب طلب على المتزوجة هو «من فضلك.. طلقني!» فهى ليست مجرد مغامرة ستتحمل عواقبها الأيام القادمة، وإنما تضحية بالعمر اللى فات، وبالاستقرار، وبراحة الأبناء.. وفى رأيى الشخصى، أول سبب قد يدفعنى لهذا الطلب «والشر برا وبعيد ألف مرة» هو الخيانة لأنى أراها الشرخ الذى لا يمكن إصلاحه بل هو كسر وليس مجرد شرخ، فكيف أنام على نفس الوسادة بجانب من استطاع خداعى وخيانتى ولو بفكره؟ كيف أشعر معه بالأمان؟ كيف يكون هو دنياى كلها وأقبل أن أكون أقل من ذلك بالنسبة له؟ كيف يشتهى أخرى ويضعف أمامها غير عابئ بزلزلته لكيانى كأنثى، وكزوجته وحبيبته التى قطع لها عهداً بالإخلاص وائتمنته على حياتها؟ وكيف كان من الأنانية أن يختار هو ولا يمنحنى حق الاختيار بالموافقة أو الرفض فى أمر يمس أسرتنا؟ هو لا شك الموقف الذى سيكون حله عندي الطلاق ودون تردد أو ندم.. رغم أن بعض النساء قد يقبلنه ويفسرنه على أنه نزوة ما دام قد عاد للبيت.
سبب آخر من وجهة نظرى للطلاق «وأيضاً الشر برا وبعيد» عندما يضرب الرجل زوجته، ولا أفهم ولا أقبل لها أى تبرير، لا حالته النفسية، ولا انفعاله، فبمجرد أن يجرؤ الرجل على ضرب زوجته فهو يضرب بكرامتها وبكرامته عرض الحائط، وانتقص من حقها كإنسانة لا تقل عنه فى الإحساس أو الكرامة.. وهو ما لا يغتفر.
صحيح أن هناك عيوبا أخرى كالعصبية، أو البخل، أو الكذب، ولكن كلها صفات تظهر قبل الزواج، وليس من المنطقى بعد سنة أو اثنتين أو عشر أن تستيقظ المرأة فجأة وتطلب الطلاق، فطالما قبلت هذه العيوب من الأساس، لماذا ترفضينها الآن؟!. •