الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

راحت فين أفلام الحب؟

راحت فين أفلام الحب؟
راحت فين أفلام الحب؟


لدى كل قناة تليفزيونية قائمة أفلام تناسب المناسبات التى تلف وتعود فى أيام محددة من كل عام، المناسبات الدينية مثل رأس السنة الهجرية والمولد النبوى الشريف لها أفلام «الشيماء» و«فجر الإسلام» وغيرها، فى ذكرى ثورة يوليو فيلم «رد قلبي»، فى عيد العمال فيلم «الأيدى الناعمة» بجانب طبعا أفلام حرب أكتوبر فى ذكرى النصر والعبور، لكن إذا كانت المناسبات التاريخية تعانى من قلة الأفلام المعبرة عنها لأسباب كثيرة معظمها يرتبط بالتمويل، فما الذى يجعل فيلم «حبيبى دائما» لنور الشريف وبوسى هو وحده المعبر فقط عن عيد الحب؟ هل المشكلة هنا فى «تمويل» الأفلام الرومانسية، أم فى الرومانسية نفسها؟


غير صحيح أن الأفلام الرومانسية لا تعيش ولا تحقق إيرادات، والدليل المحبة الكبيرة التى حظى بها فيلم «حبيبى دائما» وتكرار مشاهدته كلما تذكره القائمون على القنوات الفضائية، يضاف إلى ذلك نموذج آخر هو الفيلم الأمريكى «سويت نوفمبر» الذى يدور أيضا عن علاقة حب نادرة بين البطلين، ومع ذلك كلما جاء على القنوات الأجنبية تجد من يتابعه بلهفة كأنها المرة الأولى ويكتب على مواقع التواصل الاجتماعى عبارات ولقطات مؤثرة خلال عرض الفيلم.
فيلم «حبيبى دائما» تم عرضه للمرة الأولى عام 1980 أى منذ 35 سنة، وهو إنتاج نور الشريف وبطولته مع بوسى وسوسن بدر وأمينة رزق وسعيد عبدالغنى وإخراج حسين كمال عن قصة لكوثر هيكل وسيناريو وحوار رفيق الصبان، ويدور كما نعرف جميعا عن زواج لم يتم بسبب الفارق الطبقى قبل أن يجتمع الحبيبان مرة أخرى لكن تصاب الحبيبة بمرض قاتل وتلفظ أنفاسها بين يدى حبيبها.
• انفصال بوسى ونور الشريف
ورغم أن نهاية الفيلم معروفة للجميع، ومحزنة للكثيرين لكن دائما ما كان «حبيبى دائما» هو الفيلم المفضل لكل العشاق، السبب من وجهة نظرى هى المصداقية التى تمتعت بها القصة، وأداء الممثلين والدليل أن الفيلم تأثر بعض الشىء بانفصال «نور الشريف» و«بوسي» فى الواقع، فالناس كانت تربط بين حبهما على الشاشة وكونهما من أشهر الأزواج فى الوسط الفنى، من هذه النقطة يمكن الوصول إلى السبب الأول فى عدم نجاح باقى الأفلام التى تصنف بأنها رومانسية عند عرضها فى سنوات تالية، لكننا نحتاج للقفز حوالى 30 عاما للأمام مع الجزء الأول من فيلم «عمر وسلمى» الذى تم عرضه عام 2007، وقتها قيل إن الفيلم مصنف كرومانسى، وانتهى بمشهد طلب «عمر» من «سلمى» الزواج فى الشارع، ثم مشهد حفل الزفاف نفسه، كل هذا جميل، لكن الاختلاف سيكون دائما حول التعريف الجديد للرومانسية على شاشة السينما مع ظهور جيل جديد من الفنانين لا يختلف كثيرا عن شباب نفس الجيل الذى بات الزواج بالنسبة له غير مرتبط بالرومانسية والحب فى معظم الأحيان، هنا يمكن دحض فكرة «رومانسية عمر وسلمى» وإبعاده عن المقارنة مع «حبيبى دائما» من قصة الفيلم التى تدور حول شاب لاهٍ وعابث و«بتاع بنات» لأن هذه هى الصورة التى يحب «تامر حسني» أن يصدرها عن نفسه، وبالتالى كان منطقيا أن تسير أحداث هذا الجزء وما تلاه من أجزاء بعد زواج «عمر» من «سلمى» أى من «مى عز الدين» فى إطار شك «سلمى» المبالغ فيه فى زوجها، وقيام الزوج بكل الحركات والتصرفات التى تجعله محل شبهات.
• حركات تامر ومى
الفرق واضح هناك بين رومانسية «نور الشريف وبوسي» وحركات «تامر حسنى ومى عز الدين» هو فرق بين جيلين، وفرق أيضا بين مجتمعين، والدليل أن فيلم «نور عيني» لتامر حسنى الذى كان أكثر رومانسية من «عمر وسلمى» لم يحقق النجاح نفسه، وهنا يكمن السبب الثانى فى عدم إمكانية تصنيف أفلام هذا الجيل بأنها رومانسية، وهو أن «تامر حسنى» لا يمكن تصديقه كرجل رومانسى، فحرصه الدائم على فتح أزرار القميص، وكل ما يتردد من شائعات حول علاقاته مع كل الفنانات اللاتى يمثلن معه،  يجعل هناك حاجزا بين المتفرج الباحث عن الرومانسية البحتة وبين أفلامه، لهذا لا تبقى فى الذاكرة حتى الأغنيات التى تضمها أفلامه التى حملت بالخطأ صفة الرومانسية.
رغم كل ما سبق فإن اعتبار سلسلة أفلام «عمر وسلمى» هى المعادل الزمنى لفيلم «حبيبى دائما» يظلم أفلاما أخرى حاولت دخول الحاجز الرومانسى لكنها لم تبق فيه طويلا لسبب أو لآخر، من بين هذه الأفلام «ولد وبنت» أول تجربة للمخرج الشاب كريم العدل، وهو من بطولة «أحمد داوود» و«مريم حسن» إنتاج عام 2010، حيث خاطب الفيلم الشباب أقل من 21 سنة كما هو واضح حتى فى عنوانه، ما جعل التجربة موجهة لجمهور بعينه رغم أهميتها وجودة الفيلم، كذلك يمكن ضم فيلم «احنا اتقابلنا قبل كده» إنتاج عام 2008 للقائمة، الذى يدور حول صدمة البطلة من خيانة زوجها يوم عيد الحب، فتدخل فى علاقتين متوازيتين، حب أبوى مع رجل كبير فى السن، وحب من عازف موسيقى مرتبط بفتاة أخرى، الفيلم بطولة نيللى كريم وآسر ياسين وحسن حسنى وتأليف السينارست الراحلة نادين شمس وإخراج هشام الشافعى، أما فيلم «365 يوم سعادة» فرغم نجاحه جماهيريا لكنه يعانى أيضا من «شيزوفرينيا» أفلام تامر حسنى فيما يتعلق بالخلط ما بين الرومانسية والعلاقات الغرامية، حيث اعتاد الجمهور أن يدور الفيلم الرومانسى بعيداً عن مغامرات البطل العاطفية وهو ما لم يتحقق طبعا مع أحمد عز ودنيا سمير غانم والمخرج سعيد الماروق.
وصحيح أن السينما المصرية استعادت عافيتها فى الفترة الأخيرة، لكن تظل السيادة لأفلام الكوميديا وأفلام الحارة الشعبية ويظل السؤال قائما «راحت فين أفلام الحب»؟ .•