الحق عليا.. ليه صدقته!!

صباح الخير
تراقصت كلمات مأمون الشناوى على شفاه العندليب الأسمر بصوته الملائكى الأخاذ، تعالت من راديو سيارتى أغنية «حلو وكداب.. ليه صدقتك.. الحق عليا إنى طاوعتك كداااب» قطع استمتاعى بالأغنية أكثر من سؤال تبادر إلى ذهني.. هل يمكن أن تتحمل حبيبك لو كداب؟؟ فقد تكون مرآة الحب «عميا» ويكون فى حبيبك كل العبر، وتتغاضى عنها، بل وتكون «على قلبك زى العسل»، ولكن هل ستثق فى حبه وإخلاصه، عندما تكتشف كذبه، أم ستتزعزع ثقتك فيه؟
ما هى المواقف، والظروف التى قد يكون الكذب فيها طوق النجاة للعلاقة، خاصة أن مفهوم الكذب قد يتغير من شخص لآخر، فما تراه أنت مجاملة أو مبالغة فى إظهار المشاعر، أو إخفاء بعض الأمور مراعاة لمشاعر الطرف الآخر، قد يراه البعض نوعاً من الكذب، حاولت الإجابة عن هذه التساؤلات خلال السطور القادمة ومعرفة لأى مدى نكذب فى علاقتنا العاطفية، وتأثير الكذب على استمرارية العلاقة ونجاحها.
• كدبة بيضا ما تضرش
ليلى محمد 40سنة ربة منزل ترى أن الكدب الأبيض كمجاملة الرجل لزوجته والثناء عليها يسعد الزوجة وليس منه ضرر، والزوجة عندما تبالغ فى رد فعلها وأنها متيمة بزوجها ومبهورة بيه أيضا يرضى غروره وينعكس بالإيجاب على علاقتهما، لكن الكذب الذى يخرب البيوت كالخيانة ليس لصالح الحياة وإنما يهدمها ولا يجب التسامح فيه.
• مستنقع الكذب
هايدى سمير طالبة بكلية الآداب، ترى أنها ممكن تتساهل مع حبيبها فى أى شيء إذا كان صادقاً معها، أما الكذب فمعناه أنه ليس أهلا للثقة ولا يمكن ان تكون آمنة معه. وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود فالكذب كذب وليس له مبرر إلا أنه لا توجد ثقة بين الطرفين».
محمد مصطفى 30سنة مدير بشركة هندسية أيضاً يرى أن الكذب يقتل العلاقة ويزيد المسافات بين الحبيبين فيقول: «مع أنى كنت مرتبطا عاطفياً بزميلة وتقدمت لخطبتها.. إلا أنى اكتشفت أنها شخصية كذابة دائماً، فتخبرنى أنها فى البيت مثلاً وهى فى الكافيه مع صديقاتها، والعديد من المواقف التى تكررت وكذبت على فيها وعندما لاحظت أن والدتها تكذب أيضاً على والدها أمامي، تراجعت عن الخطبة لأنى لا أريد أن تكون زوجتى بهذا الشكل وتربى أولادى على الكذب.
• لا أكذب ولكن أتجمل:
ن.ف طبيبة وزوجة شابة تقول: «لا شك أن كل إنسان له أسراره التى يحتفظ بها ليكون فى أحلى صورة أمام شريكه وحبيبه مادام ذلك لا يؤثر على العلاقة، ولا يضر بالشريك، كعلاقة عاطفية سابقة أو خناقة مع إخوتى لا أحب أن يعلم زوجى عنها، وهو ليس من باب الكذب، ولكن ليكون شكلى أجمل أمام زوجى كما أضع الماكياج لأظهر أجمل أمامه».
يتفق معها على درويش- 36سنة محاسب ويرى أن الكذب شيء مرفوض، ولكن هناك ظروفا ومواقف لمراعاة احساس الشريك تستوجب إخفاء بعض الأمور فيقول: «عندما أتأخر مع أصدقائى أو عند والدتى أضطر لإخبار زوجتى أننى فى عملى حتى لا تستاء و«تقلبها غم»، أو عندما أخبرها أن أكلها أحلى من طبيخ أمى لأرفع من روحها المعنوية وأشجعها».
• الكذب قضى على 5 سنين حب
ش.ر مهندسة ومطلقة تقول إن سبب طلاقها أن زوجها السابق كاذب، فبالرغم من أنهما تزوجا بعد قصة حب دامت ثلاث سنوات فإنه بعد الزواج أخفى عنها تحاليله التى تثبت عجزه عن الانجاب وكان يراها «وهى دايخة السبع دوخات» على مدى عامين على الأطباء وتقول: «تطلقت ليس لأنه مريض وإنما لأنه كاذب وأخفى عنى الحقيقة ولن أستطيع الثقة فيه ثانية».
• الكذب فى العلاقة ثقافة مجتمع
الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية تحدد تأثير الكذب على العلاقة وأسبابها قائلة: «الكذب وعدم المصارحة بين الشريكين يؤدى إلى انعدام الثقة بينهما، أعتقد أن مرجع انعدام الصراحة بين الزوجين بسبب بعض المعتقدات الخاطئة، سواء من جانب الزوج أو الزوجة. فبعض الرجال يعتقدون أن حديثهم بصراحة مع زوجاتهم يفقدهم بعضاً من هيبتهم، وهى ظاهرة ترتبط بشدة بثقافة المجتمع الشرقي، فيخفى عنها حتى مشاعره نحوها خوفاً من تدللها عليه وفقدانه السيطرة عليها. كذلك نجد بعض الزوجات يرفضن مصارحة أزواجهن بأخطاء وقعن بها فى الماضى حتى لا تستخدم ضدهن، أو بحقيقة دخلهن إن كن عاملات.
• للصدق حدود
لجأت للدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر لمعرفة الشعرة الرفيعة بين الكذب وبين مراعاة مشاعر الشريك. فأجاب: «العلاقة الزوجية والحب هى علاقة بشرية بين رجل وامرأة. وكأى علاقة بشرية يُرجى منها النجاح، تتطلب وجود الثقة بين طرفيها، وتبنى على الصراحة والصدق، وأذكر زوجا كان يريد الانفصال عن زوجته لكلماتها اللاذعة عن أهله مع أن الزوجة تعتقد أنها تمتلك صفة حميدة وهى الصراحة، إلا أن لكل شيء حدودا ويجب أن يكون الشريكان لديهما المقياس الذى يقدران به عدداً من الأمور، مثل ماذا أقول؟ ومتي؟ وكيف؟ «هناك أيضاً علاقات الطرفين السابقة للزواج فيفضل الحديث عنها بشكل عابر، لكن من دون الدخول فى التفاصيل.
• الكذب والمجاملة
ويضيف قائلاً: «يلجأ الرجال الى عدم المواجهة، وعدم المصارحة، ويسمونها مجاملة؛ حتى يسود الود والهدوء الحياة الأسرية، لكن المرأة تعلم جيدا عندما يهادنها زوجها ويقول لها ما ليس فيها، إنه ينوى القيام بعمل شيء ويريد أن يخفيه عنها، وعندما يريد الرجل أن يشعر زوجته بأنوثتها فعليه أن يبحث عن الصفات الأقرب إلى حقيقتها ويحاول أن يقلل من المبالغة فى وصفها حتى لا تشعر بأن به شيئا مريبا فالمرأة أذكى من ذلك. •