السبت 28 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأستاتذة سميرة عبد العزيز

الأستاتذة سميرة عبد العزيز
الأستاتذة سميرة عبد العزيز


قد يختفون قليلا.. ويزحف الضوء المراوغ بعيدا عن تلك الوجوه المسكونة بالعشق، وقد تهاجر عصافير الأحلام فى  زحمة الدنيا لبعض الوقت.. لكنهم يظلون طوال الوقت.. حالة فنية مدهشة لا تغادر الذاكرة.. ونقطة ضوء فى  عتمة الليالى  الفارغة.. يظلون دائما..
فنانة شديدة الاختلاف تنوعت جميع أدوارها، برعت فى تقديم دور الأم، تربى على برنامجها «أنا والفيلسوف» أجيال.
مازالت تتعامل مع الأعمال التى تعرض عليها كأنها فى بدايتها وتحضر للشخصية عن طريق البحث  لكى تقدم شيئا مختلفا، عاشت قصة حب مع الكاتب محفوظ عبدالرحمن تكللت بالزواج منذ أكثر من ثلاثين عاما من التفاهم والحب والاستقرار.. إنها الفنانة الكبيرة سميرة عبدالعزيز.
 
• تستعدين الآن للوقوف أمام كاميرا التليفزيون مع الزعيم عادل إمام ما هى التفاصيل؟

- بالفعل ولكن شركة الإنتاج ترفض الإفصاح عن التفاصيل، ولكن سأتحدث عن العمل بشكل عام.. فهو عن مصر خلال السنوات القليلة الماضية من أحداث للثورة والتفجيرات التى حدثت والتناقضات التى عاشتها البلد وأؤدى خلال العمل «أم شهيد» وكنت أتمنى تجسيد هذه الشخصية والآن أحضر لها لكى تظهر بشكل جيد ومختلف.  

• هل بعد كل هذه السنوات من العمل الدائم مازلت تحضرين للشخصية.. فبعض الفنانين يقولون إنهم يخزنون مشاهد فى الذاكرة مع الخبرة يستخدمونها فى الأعمال التى تعرض عليهم؟

- لا أستطيع أن أفعل ذلك، فأنا منذ بدايتى وبحكم دراستى التى كانت تعتمد على الأبحاث، فعندما دخلت هذا المجال تعاملت معه بنفس الشكل، ومن أول الأعمال التى عُرضت علىّ دور خياطة فى حى شعبى، وأنا لم أشاهدها من قبل ولكنى بحثت عن شخصية حقيقية فى أحد الأحياء، واشتريت أكثر من قطعة قماش وذهبت إليها على أننى «زبونة» لكى أشاهد كيف تعمل، وكيف تتعامل مع الناس، والعمل القادم لى فى رمضان بدأت التحضير له بحضورى لإحدى جنازات الشهداء لكى أشاهد الموقف، وعندما قدمت مسلسل «أم كلثوم» كنت أجسد دور والدتها فى العمل ذهبت إلى مكانهم الأصلى وهو «طماى الزهايرة»، وجلست فى السوق الخاصة بهم هناك مع مخرجة العمل إنعام محمد على لكى أشاهد كيف يتحدثون، وأتعلم اللغة الخاصة بهم.

• ما العمل الذى أحدث لك نقلة فى بداية مشوارك الفنى؟

- فى البداية الذى عرف الجمهور بى هو المسرح القومي وجئت من بلدتي الإسكندرية  إلى المسرح مباشرة والذى رشحني هو الراحل كرم مطاوع.... كان لديه مسرحية بعنوان «وطنى عكة» وكان يبحث عن فتاة صغيرة تجسد دورا لفتاة فلسطينية، وبعدها عملت أعمالا فى التليفزيون، ولكن الذى وضعنى على سلم الشهرة وهو «ضمير أبلة حكمت» مع الفنانة العظيمة الراحلة فاتن حمامة، وباشتراكى فى هذا العمل شاهدنى العالم العربى كله.. وحقق العمل نجاحا غير مسبوق وإلى الآن الجمهور يتذكره.

• أم كلثوم

• مسلسل أم كلثوم كان محطة مهمة فى مسيرة كل الذين عملوا فى هذا العمل.. حدثينا عن ذكرياتك فى هذا العمل المهم؟
- هذا العمل بذلنا فيه مجهودا كبيرا وقد كتبه محفوظ عبدالرحمن «بدمه» لا أُوصِّف لكم كم المراجع التى ذاكرها وعدد الشخصيات التى جلس معها لكى يحصل على المعلومات الصحيحة ويحصل على أدق تفاصيل الشخصية.. لدرجة أنه استطاع أن يصل إلى السيدة إحسان «لبيسة أم كلثوم» التى لازمتها طوال 40 سنة، ولم تفارقها وهى التى ساعدتنى فى تجسيد دور أم «أم كلثوم» لأنه لا أحد يعرف أى معلومات عن أمها والعمل «كسر الدنيا»، وبهذا العمل استقبلتنا الدول العربية بحفاوة بالغة وقدمت لنا إحدى شركات السياحة دعوة لعشرة من أبطال العمل للحج إكراما لنا.
• المسلسلات حاليا بيتصرف عليها أضعاف ما صرف على أم كلثوم ولا تعيش إلا لفترة بسيطة؟
- فى رأيى الشخصى أن المسلسلات منذ خمس سنوات بدأت تبعد عنهم الرقابة ويستخدمون أسلوب السينما، وهناك فرق كبير بين أسلوب التليفزيون والسينما.. وحتى فى أمريكا التى هى متوفقة فى السينما لديهم أسلوب مختلف تماما فى مسلسلاتهم الدرامية تختلف عما تقدمه فى السينما، ولدينا نقل المخرجون ما يحدث فى السينما إلى الشاشة الصغيرة، وهذا غير صحيح سواء فى تناول الموضوعات أو الإضاءة أو التصوير، ولم تنجح هذه التجارب نجاحا كبيرا.. جميعهم نجاحهم وقتى فقط، ولا يوجد عمل استطاع أن يعيش مثل: «ليالى الحلمية أو أم كلثوم أو المال والْبَنُون» وغيرها.

• أنا والفيلسوف

• 30 عاما تقدمين «أنا والفيلسوف» فى الإذاعة المصرية.. البرنامج الذى ارتبط بِه العديد من المستمعين وعرض منه آلاف الحلقات.. لماذا توقف بعد كل هذا النجاح؟
- هذا البرنامج أدين له بفضل كبير على فعلى الرغم من جميع الأعمال التى قدمتها فعندما أدخل أى مهرجان أول ما يشاهدنى الناس يقولون لى: «قال الفيلسوف» أشكر ربنا أنه وضع فى طريقى هذا البرنامج العظيم الذى تعلمت منه كثيرا، وساعد فى ثقافة العديد من المستمعين، لأنه كان أدبا وشعرا ومعلومات كثيرة وقد توقف البرنامج بعد وفاة الفيلسوف «الحاج سعد الغزاوى»، ولم نستطع تكملته بعد غيره والآن تعيد الإذاعة الحلقات القديمة من البرنامج، وحاليا أقدم برنامجا آخر منذ سنتين بعنوان «القاهرة والتاريخ».

• بما أنك إذاعية فى الأساس.. ماذا عن رأيك فى أداء الإذاعات الموجودة حاليا؟

- فى اعتقادى أن الإذاعة ما زالت محتفظة بمكانتها الثقافية أكثر من التليفزيون، الذى انساق وراء البرامج التجارية، وأنا لست ضد التطرف ولكن يجب أن يكون الاثنان موجودين، فالراديو والتليفزيون يعلمان الناس إلى جانب أن نسبة كبيرة من المجتمع أميون لا يعرفون القراءة أو الكتابة ويستقون معلوماتهم من خلال هذه الوسائل الإعلامية.
• لماذا عزف المشاهدون عن متابعة الراديو؟
- لأن الشاشة مغرية أكثر، ولكن يظل الريف يفضّل سماع الراديو وإلى الآن نجد الفلاح البسيط يجلس فى أرضه حاملا الراديو الخاص به فى يده.
• هل هناك دور قدمته ظل ملازما لك ولم تستطيعى التحرر منه؟
- بالتأكيد حدث ذلك معى فى مسلسل «أم كلثوم» ظل دور والدتها مسيطرا على حتى بعد الانتهاء من التصوير، وأتذكر أن فريق العمل تمت استضافته فى ندوة خاصة وذهبت بملابس الشخصية وكان مشهدا غريبا صفق له الجميع.
• هل ينقل الفن حاليا الواقع أم يستغله تجاريا؟
- للأسف الشديد يستغله تجاريا وبدأ يعرض على الشاشة السلبيات خصوصا فى السنوات القليلة الماضية، فالثورة كشفت المستخبى «عرتنا»، وأظهرت سلوكيات فى بعض الناس مختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا ومجتمعنا، أرفض تجسيد الفن لنماذج شاذة فى المجتمع ونقلها  إلى السينما ويتعلم منها آخرون
.
• رفيق الدرب  

قصة الحب التى جمعت بينى وبين حبيبى وشريك حياتي محفوظ عبدالرحمن منذ أكثر من ثلاثين عاما على الورق بمعنى أننى كنت أعمل فى المسرح القومي، وكان هناك عرض مسرحى لفرقة من الكويت يعرض على مسرح أكاديمية الفنون وتشكلت لجنة من القومي لمشاهدة العمل وإعطاء تقرير عن هل يصلح هذا العمل للعرض أم لا، وانبهرت بالعمل وسألت عن كاتب النص فقالوا لى اسمه محفوظ عبدالرحمن وانزعجت جدا أنه يعطى هذا العمل البديع للكويت ويبخل على مصر به، ولم أجده لكى أعتابه على ذلك، وكتبت التقرير لصالح العمل وأشادت بجودته، وشاءت الظروف أن عرض على مسلسل بعنوان «عنترة» من تأليفه أيضا ووافقت على العمل وبحثت عنه، قالت لى شركة الإنتاج إنه مقيم بالكويت، وقدمت العمل ولم ألتق به، وبعد سنة عرض على عمل آخر لنفس الكاتب بعنوان «الفاتح»، ولكن كان الدور صغيرا مقارنة بالعمل السابق، وذهبت أعتذر للمخرج عن الدور.. فوجدت محفوظ عبدالرحمن فى المكتب وأول ما التقيت به عاتبته على العمل الذى أعطاه للكويت وقال لى إنه بالفعل قدمه للرقابة واعترضت عليه وتحدثت معه فى الدور الصغير وأنه يحاول تكبير مساحة الدور، ولكنه رفض وقال لى ـ«مابزودش مساحات أدوار للممثلين» أقنعنى أن أجسد الدور مع وعد أنه سيعرض على عملا أكبر بعد ذلك.
• ومتى بدأت قصة الحب؟
- بدأت فى تونس كنّا نصور هناك عملا من تأليفة وفى البداية كنت مترددة لأننى كانت لى تجربة زواج سابقة وهو أقنعنى وأنه سيقف بجوارى، ولم يعطلنى عن مسيرتى الفنية، وبالفعل تم زواجنا هناك وأعيش معه حياة هادئة مليئة بالتفاهم والحب.•