السبت 14 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

رغم التأييد والتشويه ثورة (25) يناير وماذا تحقق منها؟!

رغم التأييد والتشويه  ثورة (25) يناير وماذا تحقق منها؟!
رغم التأييد والتشويه ثورة (25) يناير وماذا تحقق منها؟!


مع ذكرى ثورة 25يناير تتعالى الأصوات وتتزاحم ما بين إيجابيات وسلبيات هذه الثورة، حتى ولو لم يمر عليها سوى 4 سنوات، التى تعتبر سنوات قليلة فى عمر الثورات والشعوب، إلا أن «صباح الخير »اهتمت باستطلاع آراء العديد من الشخصيات المصرية حول رؤيتهم لنتائج الثورة إلى الآن، وذلك خلال السطور القادمة.


الوعى السياسى


أحمد فوزى, الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى: أعطت 25 يناير درسا للإنسانية بأكملها، وهو أن الشعب المصرى شعب قوى يستطيع أن يجبر نظاما بالكامل على التنحى وكان سلاحه فى هذا الوقت هو صوته الذى كان يطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ثانيا 25 يناير جعلت المصريين يهتمون بالشأن العام، وأدركوا جيدا أن السياسة تؤثر على رزقهم وأمنهم وأولادهم، ثالثا خلقت الثورة النخبة فى مصر وخلقت جيلا جديدا وأحزابا ومؤسسات إعلامية وثقافية، أما على المستوى السلبى فكشفت الثورة عن تيارين، التيار الأول يعبر عن نظام مبارك، والثانى التيار الدينى الرجعى، وكان هذان الاثنان متفقين على شىء واحد، ألا وهو تدمير السياسة من أجل أن يظلوا فى السلطة، لكنهم فشلوا فى ذلك، لأن الشعب المصرى أطاح بهما وقضى عليهما. •


نظام مبارك موجود!


الدكتور حسام عيسى، وزير التعليم العالى الأسبق: الإيجابيات هى إسقاط نظام مبارك ونظام حكم بالكامل، فهذه تعتبر من أكبر الإيجابيات، ثانيا أن هذا تم على يد الشعب المصرى، وفتح الباب للثورات بعد ذلك مثل ثورة 30 يونيو، لكن للأسف أهداف الثورة لم تتحقق حتى الآن، فالأوضاع مازالت كما هى، فنظام مبارك موجود لم يتغير كثيرا سواء فى الحريات أو العدالة، لأن الثوار الذين قاموا بالثورة لم يحكموا، فبديهيا لم تتحقق أهداف الثورة. •


الناس فهمت الثورة غلط


الدكتورة علياء المهدى، أستاذ الاقتصاد والعميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية: ترى أن من أهم إيجابيات الثورة حدوث تغيير كان لا بد منه بشكل أو بآخر وأصبحت هناك إرادة واختيار، وأكبر مثال على ذلك اختيار الرئيس السيسى وهو شىء لم يتعود عليه الشعب ويعد إنجازاً.. أما من وجهة نظر اقتصادية.. فالسلبيات للأسف أنه لم يحدث تغيير إيجابى للأفضل، بل حدث تدهور ملموس تمثل فى عدم ظهور مؤشر واحد يدل على التقدم لا فى معدل نمو الناتج القومي، ولا فى مؤشر البطالة والمقياس الجينى لعدالة التوزيع، الذى كان من أهم أهداف الثورة والتراجع فى كل هذه المؤشرات مستمر،  وللأسف لا يوجد ما يبشر بأن هناك أى معدل سيتجه للارتفاع حتى الآن.. وفوق ذلك أرى أن من أهم السلبيات أيضاً التراجع الأخلاقى الذى نراه اليوم فى الشارع وفى أسلوب الحوار الإعلامى فظهرت مظاهر لم تكن موجودة قبل ذلك كالمذيع الذى يشتم، أو الضيوف التى تضرب بعضها بعضًا، الفوضى فى المرور وعدم الالتزام بقواعده لأن الناس فهمت الثورة والحرية خطأ. •


أهداف لم تحقق

الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية يرى أهم إيجابياتها فى ارتفاع وعى الناس السياسى وزيادة اهتمامهم بالشأن السياسى الذى خلصهم من الخوف بالإدلاء بأصواتهم والمشاركة فى العمل الجماعى من خلال المظاهرات والمسيرات.
ثانياً شعر المسئولون أنهم تحت رقابة الشعب فالمواطنون يتابعون أعمالهم ويسائلونهم عما أنجزوه.
أما عن سلبياتها، فأولها أن الثورة لم تحقق أهدافها التى قامت من أجلها «العيش والحرية والكرامة والعدالة الإنسانية»، وهو مرجعه أن الثوار لم يتسلموا الحكم ولم يزاولوا السلطة وهو ما يؤخذ على من تولى السلطة بعد 25 يناير، إدارة الدولة من بعد الثورة تكاد تكون فى يد القوات المسلحة للآن وأعطاها دستور 2014 هى والشرطة مركزاً مستقلاً.. كذلك دورها الاقتصادى بعد الثورة كشريك اقتصادى للقطاع العام والخاص لدرجة تتجاوز ما هو مطلوب لدعم الأمن الوطنى.
تضييق الخناق على حريات التعبير، فالإعلام المصرى من قنوات وصحف يغلب عليه الصوت الواحد، فالأسوانى وبلال فضل ومحمد المخزنجى مثلاً لا يكتبون فى الصحافة المصرية الآن.
كذلك هناك تدهور فى حقوق الإنسان الآن، ولكن لا يجب أن نحكم على الثورة حالياً، لأن ارتفاع الوعى بين المصريين سوف يسعى للتغيير فى الفترة القادمة. •

القضاء على التوريث


دكتور ياسر عبدالعزيز، الكاتب الصحفى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، يقول: من إيجابيات ثورة 25 يناير، أولا إطاحة حكم فاسد، مستبد وعاجز وهو حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والقضاء على مشروع بغيض هو مشروع التوريث، وبلورة مطالبة الجماعة الوطنية المصرية فى عدد محدد من الأهداف التى لا يبدو أن هناك خلافا عليها، وهى الكفاية التى تم التعبير عنها بلفظ عيش والقضاء على الاستبداد الذى تم التعبير عنه بلفظ الحرية، وإعادة توزيع الدخل القومى بطريقة عادلة، وهذا ما تم التعبير عنه بلفظ العدالة الاجتماعية.. وأخيرا فكرة الكبرياء الفردية والكبرياء الوطنية المستحقة للشعب وللمواطن وللدولة التى تم التعبير عنها بالكرامة الإنسانية، ثانيا فتحت الباب لتحول ديمقراطى فى مصر، وإن كنا غير قادرين على الوفاء باستحقاقاته ومتطلباته، ولكن على الأقل أصبحنا ملزمين تجاه هذه المتطلبات.•

لا يوجد مستحيل

دكتور طه مطر مستشار التعاون الأكاديمى الصناعى بجامعة هليوبوليس ورئيس شعبة بمركز بحوث الفلزات يرى من إيجابيات الثورة أنه أصبح هناك شعب اسمه شعب مصر، فعلى الصعيد العالمى؛ قيام ثورة 25 يناير جعل الشعب المصرى يحصل على رصيد، فدولة مثل مصر بحجمها الكبير استطاعت أن تسترد مكانتها مجددا فحتى الثورة التونسية لم تحصل على هذا النجاح أو الرصيد مثلما حققته ثورة 25 يناير.. كذلك استطاعت الثورة أن تقول للناس إنه لا يوجد مستحيل تستطيع أن تغيره... أما عن السلبيات فهى كثيرة؛ فقد كانت ثورة بدون قائد وإنما كانت آمال ومطالب لفئات كثيرة تلاقت مع بعضها لذلك خرج الناس والوقت الذى حققت فيه مكاسب وجدنا أن الكل أخذ يبحث عن التهام قطعة من التورتة.. من السلبيات أيضا أن الناس اعتقدت أنه من حقها أن تبدى اعتراضها بدون النظر إذا كان هذا من حقهم أم لا أو أنهم سيضرون آخرين أم لا.. فالناس أصبحوا يضرون البلاد بكثرة الاعتصامات ووقف العمل وقطع الطرق وإغلاق الميادين دون الانتباه إلى أن هذه الأفعال قد تؤثر على الإنتاج واقتصاد البلاد أو حتى على أخيه المواطن الذى قد يتعرقل عن الذهاب إلى المدرسة أو المستشفى.. الناس أصبحت تتعامل بطريقة عشوائية. •


إقصاء الفاشية السياسية


البرلمانى السابق باسل عادل يقول: الثورة كان لها أهداف كثيرة إيجابية منها تعديلات فتح المجال العام، بمعنى أن تكون هناك مجالس منتخبة وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومن وجهة نظرى مازالت 25 يناير لم تحقق مطالبها واستحقاقاتها حتى الآن.. فنحن نحتاج أن ينفتح المجال السياسى أكثر وتحديد الحد الأدنى والأقصى للأجور والعدالة الاجتماعية.. كما نحتاج إلى قوانين تترجم الدستور الذى تم وضعه، فالدستور لم يكن ينفذ، فعلى الرغم من أنه مكتوب فإن تطبيقه به متناقضات كثيرة، فمن نتائج 25 يناير هو إقصاء الفاشية السياسية وتركهم المجال السياسى، فهذا ما فعلته الثورة، لكن 99% من أهدافها لم تتحقق حتى الآن.
حتى لو تأخرنا، فهى مدرجة على لائحة الأولويات، وأيضا من أهم الأشياء التى فجرتها ثورة 25. •


تراجع اقتصادى

دكتور رشاد عبده - الخبير الاقتصادى الدولى: 25 يناير أخرت مصر على الأقل 40 أو 50 سنة اقتصاديا، بالإضافة إلى زيادة معدل الفساد الملحوظ بعد الثورة، فكان موقعنا فى مؤشر الفساد 97، لكننا أصبحنا الآن 14، وهذا يدل على زيادة مؤشر الفساد، ثانيا قلة الإنتاج الذى أوضحه مؤشر تيسير ممارسة الأعمال، الذى يصدره التقرير السنوى لمؤسسة التنوير الدولية التابعة للبنك الدولى، فنحن للأسف فهمنا الثورة بشكل خاطئ، فهمنا الثورة سياسة فقط وأهملنا الجانب الاقتصادى، وبالتالى كانت النتيجة هى أننا تخلفنا اقتصاديا! فقبل الأزمة المالية العالمية كان معدل النمو 7.1% وفى ظل الأزمة المالية العالمية 5.3%، ثالثا العجز فى الموازنة، فالأداء العجزى فى ازدياد، فقد أصبح معدل البطالة فوق 12 و13%، بالإضافة إلى الأرقام غير الرسمية، وهذا أيضا بالنسبة للاحتياطى النقدى، فقد كنا 36.1 مليار، لكننا الآن أصبحنا 15.1 مليار، ثورة 25 يناير للأسف رجعتنا للخلف فى كل القطاعات. •


التخوين

دكتور محمد كمال: أستاذ مادة الأخلاق فى آداب بنى سويف وعضو النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس يقول: «التخوين وتوحش رأس المال» المشكلات التى عانى منها المواطن وكانت سببا فى خروجه ليثور لم تجد طريقها للحل حتى الآن، العديد من السلبيات التى ولدت بعد الثورة وكانت نتاجا مباشرا لها، منها على سبيل المثال المجاهرة بانعدام الأخلاق فى الشارع المصرى، بالإضافة إلى كم الخيانات التى اكتشفت مؤخراً سواء من شخوص أو كيانات ادعت يوما ما الثورية والوطنية، لكن اتضح أن معظمها إن لم يكن ممولا لكنه يعمل لمصلحته الشخصية، أما عن رأس المال فقد زاد توحشا بعد الثورة، وأصبح المهيمن والمسيطر بشكل كبير، أما تضاعف عدد الأحزاب من 15 حزباً إلى 90 حزباً فإنه نتيجة سلبية أيضا حتى وإن بدت غير ذلك، لأن جميعها أحزاب هشة وضعيفة. •

كسرت حاجز التباتة


الكاتب مدحت بشاى يرى من أهم الإيجابات أنها كسرت حاجز «التباتة» على حد وصفه، حيث لم يكن هناك تداول سلطة فلا يأتى رئيس جديد إلا عندما يموت السابق أو يقتل وهو إنجاز رائع أن يكون هناك قرار بأنه سيأتى رئيس كل 4 أو 5 سنوات، فنجدد الحياة فى أوصال الأمة.
ثانيا أثبتت أن الشعب ينحاز لمن يسعى لإعلاء العدالة الاجتماعية حتى وإن لم يتحقق للآن.
أما عن السلبيات.. فإنه على الرغم من أن الشباب هو من قام بالثورة.. إلا أنه لم يأخذ مساراته التى من الضرورى أن يتخذها وظهرت للأسف عناصر تحب الظهور ومدربة فى الخارج.. على الرغم من اختلاف الأنظمة.. فإنه لم ترب كوادر وهو ما كان منذ أيام مبارك.
كذلك من السلبيات.. حالة الشقاق والخلاف الحادث فمن أسوأ الأيام التى مرت على عندما أعلن الرئيس عدلى للإعلام  أنه سيلتقى بشباب 25 يناير وفى يوم آخر سيلتقى بشباب 30 يونيو منذ هذا اليوم تم الفصل بينهما وهو شكل من أشكال التقسيم الذى نراه اليوم ونتأثر به.
ثالثاً استمرار أحزاب مثل حزب النور رغم أن الدستور كان واضحاً وكأننا مصرون على أن نلدغ من نفس الجحر. •

رئيس جمهورية منتخب


مهندس حسام الخولى سكرتير عام حزب الوفد: ومن إيجابيات 25 يناير التى لم نشعر بها ولم تظهر فائدتها للمجتمع المصرى.. إلا بعد أن أصبح لدينا رئيس جمهورية منتخب من قبل الشعب المصرى، وبالتالى هذه تعتبر نقلة كبيرة للبلد لم تحدث من قبل.
ثانيا: عندما جاءت الثورة جعلت الفساد فى الطبقة العليا صعبا وجوده رغم أنه مازال موجودا بعض الشىء فى الطبقة الوسطى.. ومن مزاياها الكبيرة أيضا أنها جعلت الشعب لديه وعى، وحكام يضعون الشعب فى اعتبارهم قبل أن يتخذوا أى قرار، لأنهم تعلموا جيدا ماذا يفعل الظلم فى الشعب؟! لكن من عيوب الثورة هو تدهور الاقتصاد، كما أنها فتحت الطموحات للمواطن أكثر من الالتزامات، وبالتالى أقول: إن الثورة أظهرت للناس انهيارنا فى التعليم والصحة والاقتصاد، لأن هذا كان متكتما عليه أكثر من 60 سنة مضت!•

 ظهور «النكبة» وليس «النخبة»

الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية يرى أهم إيجابيات الثورة أنها حركت المياه الراكدة وخلقت الوعى والتغيير لمرحلة فاصلة كان لابد منها، خاصة أن قبل الثورة كانت الناس تتحدث عن موت السياسة فعادت الناس للسياسة لكن ما حدث بعد ذلك كله سلبى: أولاً: كل القطاعات التى تحدثت باسم الثورة لم يجمعها هدف واحد وسيطرت المصالح وضيق الأفق عليها، وكل واحد أراد أن يكون زعيماً والأسوأ أنهم فهموا الثورة كعملية هدم نظام فقط، ولم يعوا أنها هدم نظام وبناء نظام.. ثانيا هناك ما أطلق عليه سلاح ذو حدين، فقد كشفت الثورة مساوئ غياب ثقافة الحوار والاختلاف، وهو ما يمكن أن يكون ميزة لو استطعنا طرح استراتيجية لهذه الثقافة على أساس مرحلى أو استراتيجى.. فالجميع يتحدث عن مؤسسات الدولة، والدستور، والبرلمان، ولا أحد يعنى بالأهم وهو المحتوى «بمعنى: تعامل المؤسسات مع بعضها، والتعامل داخل المؤسسات، هل البرلمان يمثل الشعب بالفعل!!؟» فدون الاهتمام بالمحتوى فهو مجرد كلام.
ثانياً: التطبيق الخاطئ لمفهوم «تمكين الشباب» واستبدل على أرض الواقع «بتسكين الشباب».. وهو وضعهم فى أماكن غير مؤهلين لها، معتمدين فقط على العمر، وليس القدرات والمهارات، فيكون مساعد وزير لأنه شاب وليس لأنه كفء!!
ثالثاً: ظهور التطرف الشديد والمغالاة الشديدة واحتكار الحقيقة المطلقة وغياب المنهج الوسطى بأن رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب.
رابعاً: والأخطر وفى رأيى لها ميزة أيضاً.. كشف أنه لاتوجد «نخبة» وإنما هى «نكبة». •


أفرزت قيادات شابة


أحمد البلك منسق تحالف شباب شمال سيناء.. يرى أن ثورة 25 يناير حملت العديد من النتائج الإيجابية والسلبية معا، ولا سيما فى سيناء التى يتلخص أبرزها فى ظهور العديد من القيادات الشابة الواعدة التى استطاعت طوال السنوات الأربع الماضية أن تكتسب الخبرات اللازمة للقيادة أملا فى إحداث التنمية المنشودة لأهالى سيناء، أما عن الجوانب السلبية.. فهى تهديد السلام الاجتماعى لقبائل سيناء، خاصة بعد ظهور الجماعات التكفيرية. •

جيل جديد من القيادات


أما دكتور عمرو عبدالحكيم عامر نجل المشير الراحل فيرى أن أهم ميزة للثورة هى أنها أزاحت نظاماً ظل فى الحكم لمدة 30 عاما، كما مكنتنا الثورة من اختيار رئيسنا بكل حرية، وأظهرت جيلا جديدا من القيادات فى الجيش، ووجود الرئيس السيسى فى الحكم هو أكبر مثال، حيث كان متوسط أعمار القيادات من قبل هو 78 عاما!!، بالإضافة إلى أنها كشفت الغطاء عن كثير من النخب والإعلاميين والمعارضة الكرتونية، لكنها على الجانب الآخر أظهرت نوعا من الانفلات الأخلاقى وعدم وعى بمفهوم الحريات والديمقراطية لدى البعض.•

نقاط مضيئة


دكتور حسام كامل: المتحدث الرسمى باسم نقابة الأطباء.. (نتائج الثورة فى القطاع الطبى غير ملموسة حتى الآن بالمرة) هكذا يراها عضو مجلس نقابة الأطباء ويقول، إن السياسات التى اتبعها حاتم الجبلى آخر وزير صحة فى عصر مبارك مازالت تتبع حتى الآن، ومثال على ذلك أن الدستور الذى تم استفتاء الشعب عليه فى يناير 2014 نص على زيادة ميزانية قطاع الصحة، وهو ما لم ينفذ حتى الآن، كما أن سياسة الوزارة نفسها لم تتغير فيما يتعلق بالشفافية وتداول المعلومات، فحتى الآن لا نعلم فيما تنفق ميزانية الصحة الهزيلة، وماهى الخطة المستقبلية لها؟ حتى القوافل الطبية التى بحت أصواتنا منذ سنوات مبارك لنعلنها صريحة أنها إهدار للمال العام غرضه الوحيد الترويج للحزب الوطنى توقفت أشهر قليلة بعد الثورة، لكنها عادت مرة أخرى، وأصبحنا نرى قوافل طبية فى قلب القاهرة العامرة بالمستشفيات!!..أما عن قرار علاج حالات الطوارئ مجانا لمدة 24 ساعة الذى تم الإعلان عنه قبل الثورة، فقد قام المهندس إبراهيم محلب بتغيير ليصبح القرار بالعلاج المجانى لتلك الحالات لمدة 48 ساعة، لكن المفاجأة أن القرارين لم ينفذا أبدا، فقد عجزت الحكومة عن تطبيقه فى مستشفياتها وبالتالى لم تطبقه المستشفيات الخاصة.
وعلى الجانب الآخر يمكن وصف نتائج الثورة الإيجابية بـ«المحاولات» التى تشكل نقاطًا مضيئة لا ترقى إلى تغيير منظومة أو تطوير شامل، كتطوير بعض المستشفيات وتعاقد الدولة على عقار سوفالدى للقضاء على فيروس سى نهائيا. •


خطوة على الطريق


ويرى محمود نفادى رئيس لجنة الشباب لحزب الوفد بمحافظة أسيوط، أن الثورة لم تحقق نتائجها بشكل كامل، رغم أن هناك بعض الأهداف التى تحققت، لكن مسار الثورة مازال طويلا، وعلى سبيل المثال فكرة العدالة الاجتماعية التى طالبنا بها فى الثورة، وكانت إحدى مسبباتها، لم تتحقق بشكل كامل، لكن تطبيق نظام الحد الأعلى للأجور يعد خطوة فى طريق تحقيقها، أما الإيجابية التى تحققت وتعد مكتسبا من مكتسبات الثورة لا يمكن فقدانه هى القدرة على التعبير عن الرأى دون خوف. •


غربلنا رموزنا السياسية

مها مصطفى مدرسة لغة انجليزية: الإيجابية الأهم فى الثورة هى إيقاظ وعى الناس، ومعرفة حقها فى المشاركة السياسية، وحدوث حراك سياسى على الرغم من تعرية العديد من الرموز فتم غربلتهم وعرفنا الصالح من الطالح، ومن يتغنى بالحرية والوطنية ومن قلبه على البلد، وتخلصنا من نظام فاسد جثم على صدورنا لسنوات طويلة.
أما عن السلبيات فالفهم الخاطئ للديمقراطية وترجمتها لأخذ الحق «بالدراع» والفوضى مما نتج عنه عدم أمان وخطف للأطفال والكبار.. وعدم تحقيق مبادئ الثورة التى قامت أجلها.. فليس هناك ولا عيش ولا كرامة ولا عدالة اجتماعية وأسقطنا نظامًا وها نحن نبنى فراعين أخرى.•


مشاركة المرأة السياسية


زينب خير - رئيس المركز القومى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعضو الائتلاف المصرى لحقوق الطفل تقول: الإيجابية هى الحراك والمشاركة المجتمعية، ولا سيما النساء اللاتى زاد عددهن فى المشاركة السياسية والمجتمعية، لكن السلبية التى حدثت من جراء الثورة تخص القوانين التى تأثرت سلبا بهجمة شرسة عادت بنا خطوات إلى الخلف، بدلا من أن نحقق مكتسبات جديدة، تماماً كما أطلق لفظ (قوانين سوزان مبارك) على قوانين الأحوال الشخصية التى صدرت بعد تضافر جهود مؤسسات وهيئات كثيرة تعمل فى مجال حقوق المرأة لسنوات طويلة، تلاها أيضا هجمة على قوانين منظمات المجتمع المدنى، واتهامها جميعا بأنها تعمل وفق أجندات مشبوهة.
أما فيما يخص الطفل فقد حدث له انتهاك كبير بمجرد مشاركته فى الأحداث السياسية، أما النزول بسن الطفل لكى نطبق عليه عقوبة جنائية تسرى على البالغين فيعد ردة للخلف وانتهاكاً، صارخًا لحقوقه، ، أما إلغاء وزارة الأسرة والسكان التى كانت ترأسها السفيرة مشيرة خطاب والتى كان يتبعها المجلس القومى للطفولة والأمومة.. فيعد من أبرز الأخطاء التى ارتكبت بعد الثورة. •