الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حكايات زينب تعبر عن المرأة فى كل الأزمان

حكايات زينب تعبر عن المرأة فى كل الأزمان
حكايات زينب تعبر عن المرأة فى كل الأزمان


سيدة جميلة تزيدها السنوات جمالا ورقة وعذوبة، لا تزال تحتفظ بجمال الزمن الماضى، لم تمح سنوات عمرها نبرة التفاؤل والهدوء فى صوتها الذى يأتيك فتنسى متاعب الحياة ومشاكلها.
كتبت أجمل ما نشر عن البنات ومشاكلهن خلال فترات زمنية مختلفة.
 
زينب صادق تعلمت فن الحكى وكتبت عن البسطاء وأحلامهم، عن الشارع المصرى فى فترات مختلفة.
قالت لي: «عملت فى «صباح الخير» وأنا صغيرة، كنت أدرس فى الجامعة، ذهبت أنا وثلاثة من الأولاد وأربع بنات كى نتمرن فى مجلة «صباح الخير» عند بداية ظهورها عام 1956، فعندما رأيت المجلة عند والدى وكان من هواة القراءة، قلت: هذه المجلة هى مجلتى، فقد وجدت فيها كل ما كنت أحلم بقراءته، وعندما عملنا فى «صباح الخير» كمحررين تحت التمرين كنا ننزل للشارع لعمل موضوعات صحفية كلنا على شكل مجموعات، فقد كانت مجموعتى فيها أربع صحفيات، وكنت أنا أتولى كتابة الموضوع نيابة عنهن، وقد سأل أحمد بهاء الدين الأستاذ لويس عن التى تكتب الموضوعات وطلب منه أن تكتب كل واحدة منا موضوعا منفصلا، وعندما قرأ موضوعاتنا جميعا قال له: زينب الوحيدة التى ستستمر، وبالفعل تحققت نبوءته، فقد كان مكتشفا للمواهب ولديه خبرة كبيرة.
وأضافت: عشقت «صباح الخير» لأن ليس لديّ حساسية لكتابة الخبر، فأنا أميل للكتابة التى تميز «صباح الخير» والتى يضع فيها الصحفى جزءا من مشاعره وأحاسيسه ورؤيته المختلفة.
وأضافت: لم أتمكن من العمل بانتظام فى «صباح الخير» لأنى كنت أدرس، ولكنى كنت أعود لها فى أوقات الإجازات وأيضا عملت فى جريدة «المساء» مع خالد محيى الدين وكنت أكتب عن أحلام البسطاء من العمال والموظفين والفلاحين والمراكبية والصيادين تحت عنوان «يوميات شعب».
وعن بدايتها فى كتابة القصة القصيرة تتذكر زينب الكاتب الكبير يوسف إدريس، وهو أول من وضع قدمها على الطريق الصحيح، فعندما كانت فى الجامعة كانت عضوة فى إحدى الجمعيات الثقافية، وكانت تكتب الشعر العامى، وكان يأتى للجمعية كبار الكتاب ومنهم يوسف إدريس الذى عرضت عليه إحدى قصائدها فقال لها: هذه قصة قصيرة عليك أن تقفلى باب الشعر وتفتحى باب القصة القصيرة فستكونين فيها أفضل، وبالفعل استمعت زينب للنصيحة وبدأت تكتب القصة القصيرة منذ عام 1958.
وكانت وقتها تعمل فى «صباح الخير» و«المساء» وقدمت قصتها القصيرة لصباح الخير، وعندما نشرت القصة فوجئت بأن من يشرف على تدريبها فى جريدة «المساء» قد خصص عمودا ينتقدها فيه ويتهم إحسان عبد القدوس بأنه هو من يكتب لها، وأنها قد ضلت طريقها فلا طالت أن تكون صحفية ولا قاصة.
تقول زينب: عندما قرأت المقال شعرت بغضب كبير ودخلت لإحسان عبد القدوس وطلبت منه أن يرد على من كتب المقال، لكن إحسان قال لها: أنت وحدك من تملكين الرد عليه وإن أبلغ رد هو أن تكتبى قصة ثانية وسأنشرها لك.. وبدأت زينب فى كتابة الحكايات فى «صباح الخير»، وهى نصف صفحة تكتب فيها حكاية مختلفة.
زينب صادق تحكى أيضا حكاية باب «أنا والحياة» الذى لا تزال تكتبه حتى الآن، حيث تبدأ القصة عندما انتقل أحمد بهاء الدين لجرنال آخر وأخذها معه لكى تعمل سكرتيرة، وعندما سأل عنها إحسان عبد القدوس وعرف ذلك طلب منها أن تنتقل لـ«روزاليوسف» وأن يتم تعيينها كسكرتيرة له، وقد رفضت بعدها أن تعمل مع أحمد بهاء الدين فى الأخبار خشية أن تتوه وسط صفحات الأخبار، وهى كانت قد تعودت على دفء صفحات مجلة صباح الخير.
بعد ذلك كتبت زينب قصة طويلة مسلسلة على 7 حلقات بعنوان «شهور الصيف» قدمتها لفتحى غانم كان رئيسا لتحرير «صباح الخير» وقتها، لكنه لم يهتم بها وألقى بها فى الدرج أربعة أشهر، وبعد ذلك فوجئت زينب بأنه يعلن عن نشر القصة وكان قد كتب مقدمة لها بنفسه يشيد بها ويؤكد أنها تختلف عن أى أديبة أخرى، فهى تمتلك مهارة فى تركيز الجمل على عكس ما كان توفيق الحكيم يدعيه دائما على الأديبات النساء بأن كتاباتهن كغزل التريكو تأخذ وقتا وجهدا والناتج شيء صغير.
وتضيف زينب: «حسن فؤاد كان صانعا للمواهب ومكتشفها، وقد طلب منها بعد ذلك أن تكتب سلسلة من الموضوعات بعنوان «مذكرات مراهقة» رفضت زينب فى البداية نظرا لتجاوزها سن المراهقة، لكن بعد ذلك وافقت وكتبت فطلب منها فؤاد أن تكتب بابا أسبوعيا، وأن يكون نتاجا لما تقرؤه أو تشاهده فى السينما، ليصبح الباب باسم «أنا والحياة».
من مؤلفاتها روايات: «يوم بعد يوم»، «لا تسرق الأحلام»، «آخر ليالى الشتاء»، ومجموعات قصصية: «عندما يقترب الحب»، و«ضاع منها فى الزحام»، «و«نسيم الصبا»، و«هذا النوع من النساء»، كما عرضت  بعض قصصها على شاشة السينما.
قدمت زينب سلسلة من الموضوعات عن تاريخ الحب فى كل من إنجلترا وفرنسا وإسبانيا.
 وكان فيلم «ابتسامة واحدة تكفى» عن قصتها «يوم بعد يوم» بينما قدمت عددا كبيرا من السهرات الدرامية للتليفزيون المصرى.
 كما أن لها عددا من الحكايات منها: «حكايات بنات من زمن فات» و«حكايات زينب صادق». •