الجمعة 6 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ساويرس منذ 1950 - 2014: إمبراطورية «آل ساويرس» الاقتصادية

ساويرس منذ 1950 - 2014: إمبراطورية «آل ساويرس» الاقتصادية
ساويرس منذ 1950 - 2014: إمبراطورية «آل ساويرس» الاقتصادية


عائلة «ساويرس» من أهم وأغنى العائلات القبطية فى مصر، وكانت البداية من الأب «أنسى ساويرس» الذى بدأ حياته من الصفر عام 1950، أى منذ ما يزيد على نصف قرن، وكان عمره فى ذلك الوقت عشرين سنة، وقد تخرج فى كلية الزراعة، ومن هنا كانت البداية عندما قرر تغيير مجرى حياته كليا واتجه إلى المقاولات، وكان ذلك المجال جديدا عليه تماما ومن حسن حظه أن التقى بإنسان وتعلم منه المهنة على أصولها وهو «لمعى  يعقوب» الذى ساعده فى بداية حياته وأسس معه  شركة للمقاولات عرفت فى البداية باسم «لمعى وساويرس»، كان نشاطها يتمثل فى تمهيد الطرق وحفر ترع الرى واتسع نشاط الشركة  بشكل غير مسبوق حتى جاءت قوانين يوليو الاشتراكية عام 1961 لتقصم ظهر الشركة ويتعرض أنسى لأول ضربة قوية تفقده اتزانه حينما تعرضت شركته إلى ما يسمى فى ذلك الوقت بالتأميم الجزئى.
ثم تلقى أنسى الضربة القاضية لأعماله عندما تم تأميم الشركة بشكل كلى فى العام التالى، حيث تم تعيينه مديراً بالشركة، لكن الثورة لم تترك للرجل قرشاً واحداً من الثروة.
وفى عام 1966 قرر أنسى أن يهاجر إلى ليبيا سنة 1966، وظل لسنوات يعمل فى  مجال المقاولات فى ليبيا واحترف أعمال التوكيلات  واستمر يمارس نشاطه حتى عام 1975م.
فى عام 1976 أسس شركة «أوراسكوم للمقاولات العامة والتجارة» التى أصبحت فيما بعد تسمى «أوراسكوم للصناعات الإنشائية»، فى الثمانينيات والتسعينيات، توسع نشاط الشركة ليشمل السياحة والفنادق وخدمات الكمبيوتر وخدمات الهاتف المحمول، ولتصبح المجموعة من أضخم الشركات المصرية.
ورغم كل الظروف الصعبة التى مر بها «أنسى ساويرس»، فإنه كان حريصا على تعليم وتدريب أولاده الثلاثة «سامح وناصف ونجيب» ويقول «نجيب ساويرس»: لقد كان من أعظم قرارات والدى المبكرة أنه وضع استثمارات هائلة لتعليمنا وتزويدنا بأفضل مستويات الخبرة، حيث كان يرى أن أولاده هم رأسماله الحقيقى.
كان أجرأ قرار اتخذه «أنسى ساويرس» فى حياته هو إيفاد أولاده الثلاثة للتعلم بالخارج.
حيث أرسل نجيب إلى «سويسرا» للالتحاق بمعهد بولى تكنيك، وهو معهد معروف بتخريج القادة، وكبار رجال الإدارة العليا بأوروبا، كما أوفد «سميح» إلى جامعة برلين، وناصف إلى جامعة شيكاغو المتخصصة فى الأعمال والمال.
كأن الرجل أراد أن يجمع بين الدقة السويسرية، والماكينة الألمانية، وصناعة البيزنس على الطريقة الأمريكية.
ومن هنا كانت البداية لنجيب ساويرس عام 1987 بإنشاء قطاع فى شركة (أوراسكوم) باسم قطاع التكنولوجيا بوكالة شركة HP للحاسبات، وظل يطور هذا القطاع فضم إليه وحدة اتصالات الحاسب من شركة AT&T  فى عام 1990 ليستكمل منظومة العمل فى هذا المجال، ثم تطورت علاقته بالشركة حتى حصل على وكالة شركة  AT&T  لأجهزة الاتصالات سنة 1992، ومنذ ذلك التاريخ بدأت علاقته بقطاع الاتصالات وشغفه به، وفى عام 1994 أنشأ أول شركة للإنترنت InTuch ، وفى عام 1996 أنشأ أول شركة للاتصالات عبر الأقمار الصناعية فى مصر ESC .
وفى عام 1998 استحوذت شركة أوراسكوم تليكوم على 70% من الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول فى مصر، وبدأت الشركة تتوسع بشكل ملحوظ فى جميع الدول منذ عام  1998، وقد بدأت نشاطها عبر مساهمتها فى موبينيل مع فرانس تيليكوم وموتورولا. توسع النشاط الجغرافى للشركة فى السنوات التالية، واستمرت الشركة فى التوسع طوال السنوات المتتالية وفى عام 2001 قررت العائلة شراء الرخصة الثانية للهاتف الجوال فى الجزائر لتصل قيمة استثمارات «أوراسكوم» فى الجزائر بعد 4 سنوات من النشاط إلى 2.5 مليار دولار، وهى بذلك أول مستثمر أجنبى خارج قطاع المحروقات..
وفى عام 2007 توسعت الشركة  إضافة إلى مصر، تونس، الجزائر، العراق، زيمبابوى، باكستان، بنجلاديش، هونج كونج. فى مارس 2007، بلغ عدد المشتركين فى مختلف فروع الشركة حوالى 56 مليون شخص.  تسيطر ويذر للاستثمارات (المملوكة من طرف عائلة ساويرس، والتى تملك ويند الإيطالية وهيلاس اليونانية) على الشركة عبر امتلاكها 50% زائد سهم من رأس مالها. بلغت إيراداتها سنة 2005 ، 3.226 مليار دولار فيما بلغت قيمتها السوقية فى 31 ديسمبر 2006 حوالى 14.5 مليار دولار.
والجدير بالذكر أن مجموعة «أوراسكوم» استثمرت ما لا يقل عن 900 مليون دولار فى قطاعات الاتصالات المتنقلة والثابتة بالجزائر قبل نهاية عام 2006، وأنشأ مصنع أسمنت ثالثًا بنفس البلد شركة «جيزى للاتصالات» (فرع أوراسكوم بالجزائر).
وترأس نجيب العديد من المناصب لعل أهمها رئيس أوراسكوم للاتصالات، ورئيس أوراسكوم للتكنولوجيا، رئيس مجلس إدارة ويذر للاستثمارات، رئيس مجلس إدارة ويند للاتصالات، رئيس مجلس إدارة موبينيل، رئيس مجلس إدارة شركة النيل للسكر، عضو فى مجلس إدارة المجلس المصرى للشئون الخارجية، عضو فى مجلس أمناء ومجلس إدارة مؤسسة الفكر العربى، ونائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العربية لمناهضة التمييز.
وحصل على العديد من الجوائز منها وسام جوقة الشرف الفرنسية برتبة قائد فى 2012 من الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، وسام نجمة التضامن الإيطالى فى 2011 من الحكومة الإيطالية، وسام جوقة الشرف الفرنسية برتبة ضابط فى 2007 من الرئيس الفرنسى جاك شيراك ، ووسام سيتارا-أي-كوايد-أي-ازام من الرئيس الباكستانى برفيز مشرف.
ولم تتوقف العائلة عند الأب والابن الأكبر، بل توسعت المجموعة أكثر وأكثر عندما جاء سميح الابن الثانى من ألمانيا، واستطاع أن يحول هواياته وحبه وعشقه للبحر والصيد إلى نوع آخر من التوكيلات والآلات البحرية، ثم بدأ مشروعه الكبير فى مدينة الغردقة المعروف باسم الجونة الذى بدأ بمجموعة من الأكواخ الصيفية واتسع بعد ذلك ليصبح مدينة كاملة تضم 7 فنادق عالمية و350 فيللا تم بيع نصفها للإيطاليين ونصفها الآخر للعرب والمصريين.
حيث قام بتشييد منتجعى الجونة ومرتفعات طابا على البحر الأحمر. ويلقبه البعض بإمبراطور السياحة- رئيس نادى الجونة، ويملك شركة قابضة يسيطر عليها مع عائلته و9.9% من شركة صناعات تكساس الأمريكية،  قدرت مجلة فوربس سنة 2007 ثروته بـ3.9 مليار دولار، وفى مارس 2012 وصلت ثروته إلى 6.5 مليار دولار وقدرت مجلة فوربس سنة 2007 ثروته بـ 1.5 مليار دولار.
واكتملت الدائرة بعودة الابن الثالث ناصف من شيكاغو عام 1982 وقرر أن يبدأ بطريقته من حيث بدأ الأب فدخل عالم المقاولات. وهكذا أضاف كل ابن من الأبناء الثلاثة حجراً لشركة «أوراسكوم» حتى وصلت إلى الشكل الذى يراها عليه الناس.
كشفت مجلة «فوربس» الأمريكية، فى تقريرها السنوى عن «أغنى أغنياء العالم»، عن تربع عائلة «ساويرس» على عرش أغنياء مصر بثروة إجمالية تقدر بـ11.1 مليار دولار، ما يعادل نحو 66.6 مليار جنيه، لتمتلك أسرتا «ساويرس» و«منصور» ثروة إجمالية تقترب من الـ100 مليار جنيه. وجاء على رأس قائمة المصريين فى «أغنياء العالم 2012» رجل الأعمال ناصف ساويرس، بـ5.1 مليار دولار، ثم نجيب ساويرس بـ3.1 مليار دولار، ثم أنسى ساويرس بـ 2.9 مليار دولار، وفى المركز الرابع جاء رجل الأعمال محمد منصور بثروة تقدر بـ 1.7 مليار دولار.
وفى عام 2013جاء تقرير فوربس ليعلن عن وصول رجل الأعمال ناصف ساويرس المركز الخامس عربيا و182 عالميا بثروة 6.5 مليار دولار، وجاء شقيقه المهندس نجيب فى المركز الـ11 عربيا و589 عالميا، حيث تراجعت ثروته من 3.1 مليار دولار إلى 2.5 مليار دولار. •