السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ما بحسش إنى «بنى آدم» إلا فى بيتى

ما بحسش إنى «بنى آدم» إلا فى بيتى
ما بحسش إنى «بنى آدم» إلا فى بيتى


«ما بحسش إنى بنى آدم إلا فى بيتى».. هكذا كان رد عم أبوأحمد الذى يعمل «مبلط وبواب» فى نفس الوقت .. هو فى الخامسة والخمسين من عمره .. وبعد لحظات صمت أجاب عن سؤالى: متى لا تشعر بآدميتك؟! 

 
 - ضحك وقال : إيه يا أستاذة؟ ! كنت فاكرانى هقولك كله زى الفل، والآشية معدن !! يعنى يا أستاذة .. إحنا ماشيين فى البلد دى بحاجتين .. الصبر، والأمل .. الصبر على الحال، والأمل إن بكرة هيبقى أحسن . 

 - أنا : طيب قولى أكتر حاجة نفسك تتغير عشان الوضع يكون أكثر آدمية؟ ! 
هو : والله المواصلات .. عشان نروح أشغالنا فى مواعيدنا .. نروح وإحنا مرتاحين مش وإحنا طلعان عين ...» ده الميكروباص يا أستاذة .. لما بيكون الطريق زحمة بينزلنا زى الخرفان .. يقول يلا يا بهوات .. مشوا رجلكوا الحبة دول !! 
 - أنا : وما بتعترضوش؟ ! 
 - هو : «ساخرا» ولو اعترضنا !! مرة شاب من بتوع اليومين دول، بتوع حقى وحقك .. اتصدر للسواق .. ووقف يهلل .. ورفض ينزل .. لحد ما الأمين جه .. وسمع الحكاية .. وراح واخد الواد والسواق على القسم، وسأل حد فيكم طرف فى الموضوع! الكل وأنا أولهم .. قلنا له يا كبير .. إحنا عندنا شغل مش فاضيين .. والله أعلم إيه إللى حصل بعد كده . 
 - أنا : طيب أتوبيس النقل العام .. والمترو؟! 
 - هو : والله زى الفل .. أنا إللى «......» عشان ما بستحملش الزحمة ولا قلة الأدب إللى بتحصل من عيال «.....» مالهمش كبير.. وكمان الأتوبيس بيقف فى نص الشارع ممكن أنزل تقوم عربية شيطانى .. يعنى أستحمل زحمته والخنقة وفى الآخر أنزل «يطُسنى» أتوبيس تانى !!! حرام يعنى.. يكمل كلامه .. المشكلة يا أستاذة إحنا راضيين بكل ده.. لكن إللى يضايق .. إنك ترضى بحاجة تزيد عليك الحاجة .. يعنى أرضى بالميكروباص وحركاته وسواقته .. يغلى عليا الأجرة .. وبرضه راضى. 
 - أنا : وشايف إيه الحل؟ ! 
 - هو : الحل من عند الله .. أهم حاجة الواحد يلاقى يعيش ولاده .. ويحاجى عليهم .. والباقى مقدور عليه زى ما قلتلك .. «الصبر .. والأمل». •