الثلاثاء 6 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأساتذة أحمد راتب الحلواني

الأساتذة أحمد راتب الحلواني
الأساتذة أحمد راتب الحلواني


قد يختفون قليلا.. ويزحف الضوء المراوغ بعيدا عن تلك الوجوه المسكونة بالعشق، وقد تهاجر عصافير الأحلام فى   زحمة الدنيا لبعض الوقت.. لكنهم يظلون طوال الوقت.. حالة فنية مدهشة لا تغادر الذاكرة.. ونقطة ضوء فى   عتمة الليالى   الفارغة.. يظلون دائما..
لا يمكن أن ننسى سامح عبد الشكور، سلامة الحلوانى أو السحت الذى غير نظرة أحمد راتب وحساباته فى اختيار أدواره، لم يطمع أبدا فى مكانة الفتى الأول واختار منطقة تميز وأبدع فيها.. أبو البنات يحدثنا عن بداياته فى حى السيدة زينب والنقاط الفاصلة فى حياته وعن سر سعادته فى الدنيا (لبنى ولمياء ولميس).
 
والدى كان رجلاً تقدمياً متفتحاً رغم أصوله الصعيدية إلا أنه كان يترك لى المجال لأفعل ما أريده وأخطط لحياتى بنفسى، وأسرتى كانت مكونة من أربعة أشقاء ولدين وبنتين «اللواء حسام راتب» الأخ الأكبر والدكتورة إجلال راتب والمهندسة فاطمة الزهراء رحمها الله، وبنتين ليستا شقيقتى من أم أخرى.
دخلت كلية الهندسة وأكملت دراستى فيها فقط من أجل استكمال صورة اجتماعية وأضع الشهادة لوالدى فى برواز على الحائط فى الصالون ولكن التمثيل كان ومازال هو شغفى الأول والأخير.
- التمثيل بدأ معى منذ المدرسة فى مراحل الابتدائى والإعدادى والثانوى، وعندما التحقت بالجامعة أيضا اتجهت للتمثيل، حتى جاءت لحظة اكتشفت أننى لا أستطيع أن أبتعد عن التمثيل وأن مشوارى يجب أن يكون فى هذا الطريق دون سواه، وأننى سأستطيع أن أقدم الكثير فى هذا المجال.. كلمت والدى وأخبرته عن رغبتى وكان لوالدى مبدأ وهو «ادخلوا البيوت من أبوابها»، واقترح علىَّ التقديم فى معهد فنون مسرحية، وبالفعل تقدمت إلى المعهد وعندما تخرجت تم تعيينى فى مسرح الطليعة ومن هنا بدأت الرحلة.
• السيدة زينب
نشأت فى حى السيدة زينب، ومهما وصفت فهى من أجمل أحياء القاهرة، وكانت لدى «شلة» فيها  أحمد عبد الوارث وشعبان حسين وعهدى صادق ومحمود مسعود ونور الشريف، عندما كان معروفًا باسم «محمد جابر» كل هذا ونحن فى مرحلة الشباب قبل أن نصبح فنانين وكنا نجتمع على قهوة اسمها قهوة السلام، وكنا نناقش الكتب فيما بيننا أو المسرحيات، وآراء فى الفن على قدر عمرنا فى هذه المرحلة.
• سُك على بناتك
بعد انتهائى من الجيش قدمت حلقتين فى التليفزيون بعدها بحث عنى الفنان جورج سيدهم، ولم يكن يعلم اسمى، وقدمت معهم مسرحية اسمها «من أجل حفنة نساء» ثم مسرحية «المتزوجون» لموسم واحد ثم تركتها بعد تعيينى فى مسرح الطليعة، ففضلت العمل وسط الشباب لعلى أبرز معهم لأن الثلاثى وقتها كانوا لهم اسمهم ومكانتهم فى الوسط فى كل الأحوال.
ومن خلال تواجدى فى مسرح الطليعة، مثلت وأخرجت وقدمت تجارب ممتعة كثيرة، وكان يرتاده مجموعة كبيرة من النجوم كفؤاد المهندس وشويكار وسعاد حسنى وعادل إمام وفريد شوقى ويوسف شاهين لمشاهدة تجارب الشباب ومن خلالها اختارنى الفنان فؤاد المهندس للعمل فى مسرحية «سُك على بناتك»، وكذلك عادل إمام ومنها للسينما والفيديو ومجموعة كبيرة من الأفلام والمسلسلات.
• هل تعتبر «سُك على بناتك» نقطة فارقة فى حياتك العملية؟
- رغم أهمية المسرحية ونجاحها الكبير، إلا أنها واجهت أزمة فهى بعد أن تم تصويرها ظلت حبيسة العلب لمدة سبع سنوات، بسبب الرقابة، ولو كانت عرضت فى حينها، كانت بالفعل ستكون نقلة ومرحلة فاصلة بالنسبة لى، وسبب اعتراض الرقابة عليها ومنعها لمدة سبع سنين أن سناء يونس تقول لوالدها «فؤاد المهندس» (يا سلام يا أخويا) فاعترضت الرقابة أن بنت تكلم والدها بهذه الطريقة، أما الآن فيقال ما هو أكثر من هذا.
 أما النقاط الفارقة بالفعل فى حياتى، عندما قررت أن أصنع نجوميتى فى مجال التمثيل، وأعتقد أننى نجحت فى تحقيق نجومية فاقت نجومية أى نموذج يقوم بدور الفتى الأول رغم أننى لم أقم أبدا بدور الفتى الأول، ولم أكن نجم أغلفة أو ما شابه ولكن قدمت هذا من خلال إتقانى لعملى وموهبتى.
• ولكن ألم تحلم بمكانة الفتى الأول- على حد تعبيرك؟
- نموذج الفتى الأول أو البطل الأوحد غالبا ما يكون مرتبطاً بزمن ما وعمر معين ما عدا الفنان عادل إمام فقط هو الاستثناء للقاعدة، غير هذا كله يأخذ فترة زمنية وينتهى، يبقى فقط، من هو مثلى.
• وما النموذح الذى وضعته أمام عينيك فى البداية من كبار الفنانين؟
- زكى رستم، عبد الوارث عسر، محمود المليجى، نجيب الريحانى، كلهم أثروا فىَّ وشكلوا لدى حالة.
• السُحت.. المال والبنون
• وأى الأدوار غيرت مسارك الفنى؟
- القصبجى فى أم كلثوم، السُحت فى المال والبنون، فيلم واحدة بواحدة ودورى فى فيلم يارب ولد، كلها علامات أثرت جدا فى مشوارى وهناك مرحلة عملى فى أعمال وحيد حامد وشريف عرفة وأفلام «طيور الظلام والإرهاب والكباب والمنسى».
• رفضت وضعك فى القالب الكوميدى وأن تنساق وراء تنميطك فى نوعية واحدة من الأدوار، وهى الكوميدية، وكان هذا من خلال مسلسل المال والبنون؟
- أعتقد أن هذا لم يكن رفضا منى بقدر ما كان إيمانا من المخرجين أنفسهم بقدراتى كممثل، وأننى أستطيع تقديم أى دور وليس الكوميدى فقط، وكانت البداية فى ذلك العام الذى اختارنى فيه مجدى أبو عميرة لتقديم دور السُحت فى المال والبنون، وإبراهيم الصحن لتقديم شخصية سلامة الحلوانى فى مسلسل بوابة الحلوانى، وفى نفس العام قدمت الكحيت وهو دور كوميدى فى مسلسل ناس وناس.. أيقن الجميع فى هذا العام أننى أستطيع تقديم أى شخصية، حينها كتب الأستاذ مفيد فوزى: (السُحت فى المال والبنون، سلامة فى بوابة الحلوانى، الكحيت فى ناس وناس، ثلاث مدارس فى التمثيل يفتتحها أحمد راتب فى رمضان) .
• رغم سوء أوضاعه والتوتر السياسيى الذى يمنع الجمهور من النزول إلى المسرح، قدمت «المحروسة والمحروس» على مسرح الدولة..  كلمنى عن المسرح بالنسبة لك؟
- المسرح هو ضمير الأمة، وأعتقد أن هيئة المسرح تجتهد وتقدم أعمالاً رغم كل الظروف، رغم أن الكثيرين ينتقدون حاله وأسمع دائما جملة «مفيش مسرح» لا، المسرح موجود ولكنه لا يعرض فى التليفزيون، لذلك يجب على الجمهور أن ينزل من منزله ويشاهد العروض فلدينا البيت الفنى الذى يحتوى على عشر فرق تقدم عروضاً وتعمل طوال العام، ونحن فى عز التوتر والحالة العبثية وأعمال العنف بعد ثورة 30 يونيو، كنا ننقل البروفات من مكان لمكان لتفادى أعمال الشغب التى نظمها الإخوان ومع هذا قدمنا المسرحية وعرضت وكان عليها إقبال شديد جدا.
• وعلى المستوى الشخصى، ما النقاط الفاصلة فى حياة أحمد راتب؟
- أعتبر أهم المراحل فى حياتى عندما تزوجت وأنجبت بناتى، زوجتى هى ابنة خالى وأنجبت ثلاث بنات لبنى الابنة الكبرى خريجة لغات وترجمة والتوءم لمياء ولميس والحمد لله أصبحت «جد»، وأعيش وسط خمسة أحفاد، وهم مصدر سعادتى ومصدر آلامى إذا واجهت واحدة منهن أى مشكلة.
• بماذا تحلم؟
- أحلم بالدور الذى لم يأت بعد. •