الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شمس البوادي

شمس البوادي
شمس البوادي


محمية سانت كاترين!

سيناء مهد الديانات،  وأرض الأنبياء والحضارات،  تحظى باهتمام خاص لدى أصحاب الديانات الثلاث،  لما بها من آثار دينية،  حباها الله بها،  فضلاً  عن الموارد والثروات الطبيعية التى لن تجدها مجتمعة فى أى مكان فى العالم،  نصحبك فى زيارة سريعة لها،  ولا ينقصك سوى زيارتها على الطبيعة فى ظل أجواء بدوية ساحرة برفقة سكانها المحليين .

البداية مع محمية سانت كاترين التابعة لقطاع المحميات الطبيعية بوزارة الدولة لشئون البيئة،  التى قال عنها فى البداية مدير محمية سانت كاترين الجيولوجى «محمد قطب»: إن المحمية تابعة لقطاع المحميات الطبيعية بوزارة الدولة لشئون البيئة،  مشيراً  إلى أنها محمية طبيعية وثقافية تقع على هضبة مرتفعة فى جنوب سيناء،  وتحيط بها جبال شاهقة،  وتبلغ  مساحتها حوالى  4350  كم2،  وأعلنت محمية عام  1988،  وتم تفعيل العمل بها عام  1996 .
وأوضح قطب أن المحمية يوجد بها العديد من الأحياء النباتية والحيوانية،  منها  30  نوعاً  من الزواحف النادرة،  و472  نوعاً  من الفصائل النباتية النادرة،  و19  نوعاً  من النباتات التى لا تنمو فى أى مكان فى العالم إلا على جبال المحمية .
وعن أشهر جبال محمية «سانت كاترين» ،  أوضح مدير المحمية أن هناك جبل سانت كاترين الذى يعد أعلى قمة جبلية فى مصر،  ويبلغ  ارتفاعه  2642متراً  فوق سطح البحر،  وبجانبه جبل موسى نسبةً  إلى نبى الله «موسى » الذى كلّم ربه عند هذا الجبل الذى يصل ارتفاعه إلى  2285متراً،  ويعتبر من أشهر جبال سيناء حيث يزوره آلاف السائحين للاستمتاع أثناء وقت الشروق أو الغروب بمشاهدة سلاسل الجبال المحيطة به،  مثل جبل الصفصافة الذى يبلغ  ارتفاع قمته  2145متراً،  وجبلى الصناع والأحمر اللذين يتراوح ارتفاع قيمتيهما ما بين ( 1969  و2037متراً ).
وفيما يتعلق بالمعالم الأثرية والتراثية التى تزخر بها المحمية،  أفاد قطب بأنه يوجد بعض الآثار التى تعود إلى العصر البيزنطى،  وبعض الآبار ذات الأهمية التاريخية منها،  بئر موسى،  وبئر الزيتونة،  وبئر هارون،  بالإضافة إلى عدد من الكنائس والأديرة،  أبرزها دير سانت كاترين.. والتقط أطراف الحديث،  مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بسيناء الدكتور «عبدالرحيم ريحان » الذى عدّ  دير سانت كاترين من أقدم الأديرة تاريخياً،  ومزاراً  سياحياً  كبيراً  تقصده الأفواج السياحية من جميع دول العالم،  موضحاً أن الدير ومزاراته مصدر دخل رئيسى للبدو من قبيلة الجبالية «السكان المحليين بمنطقة الدير».
وحكى ريحان أن الدير أمرت ببنائه الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين عام  432  ثم أكُمل البناء فى عهد الإمبراطور جوستينيان سنة  545م ليكون معقلاً  لرهبان سيناء،  وسُمى بهذا الاسم نسبةً  إلى القديسة كاترين أحد شهداء الإسكندرية .
وتابع قائلاً : إن هناك سوراً  كبيراً  يحيط بجميع بنايات دير سانت كاترين،  وتعد الكنيسة الرئيسية «كنيسة التجلى» من أهم معالم الدير باعتبارها أقدم الآثار المسيحية فى سيناء وإحدى الكنائس المهمة فى العالم لاحتوائها على الفسيفساء العربية،  والأيقونات الروسية،  واليونانية النادرة،  واللوحات الجدارية الزيتية التى يرجع تاريخها إلى القرن الثامن الميلادى .
كما يحتوى الدير على مكتبة تضم ستة آلاف مخطوط،  منها  600  مخطوط باللغة العربية فضلاً  عن المخطوطات «اليونانية والإثيوبية والقبطية والأرمينية والسوريانية» ،  التى يعود أقدمها للقرن الرابع الميلادى كما تحوى المكتبة عدداً  من الفرمانات من الخلفاء المسلمين لتأمين المسيحيين .
ونوه مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بسيناء إلى وجود مسجد يسمى « مسجد الحاكم بأمر الله» أمام الكنيسة الرئيسية،  بناه أحد حكام مصر فى العصر الفاطمى بالجرانيت لحماية الدير من الهجمات التى كان يتعرض لها من وقت لآخر فى القرن الحادى عشر الميلادى،  ويوجد أسفل الجامع معصرة لعصر الزيتون .
وخلص إلى القول إنه لا يمكنك دخول دير سانت كاترين إلا من خلال باب صغير أسفل سور الدير،  ويلتزم جميع السائحين بالاحتشام فى ملبسهم عند الدخول . •