خالد أبو النجا: «عيون الحرامية» فيلم إنسانى وليس سياسيا!!

ايمان القصاص
حصل الفنان خالد أبوالنجا على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان القاهرة السينمائى عن بطولته للفيلم الفلسطينى «عيون الحرامية»، وقد شارك فى المهرجان بثلاثة أعمال دفعة واحدة وهى فيلم «ديكور» الذى عرض على هامش المهرجان وظهر كضيف شرف فى الفيلم الإماراتى «من الألف إلى الياء».
بدأ حديثه معنا بسعادته البالغة لحصوله على الجائزة عن «عيون الحرامية» إخراج نجوى نجار، وبوجود ثلاثة أعمال مختلفة، والذى لا يعرفه البعض أن فيلم «فيلا 69» كان سيشارك أيضا على هامش المهرجان ولكن لم يحالفنا الحظ لذلك، وسعيد للغاية بعودة مهرجان القاهرة السينمائى وأطالب بمحاكمة المتسبب فى إلغائه العام الماضى.. لأن ذلك شارك فى انهيار البلد.
• عيون الحرامية والمعاناة الفلسطينية
• القضية الفلسطينية والمعاناة تم تناولها فى أفلام عدة من حرب 48 إلى الآن.. من خلال فيلم «عيون الحرامية» ما الذى تريد إضافته يختلف عن المعاناة اليومية؟
- الحقيقة أن هذا العمل ذكى للغاية من وجهة نظرى.. لأنه ارتقى بمحلية الصراع الذى نعرفه جميعا الى مستوى إنسانى، والذى شاهد الفيلم ستصل له الفكرة، وهى أزمة الإنسان تحت الاحتلال وهذا ذكاء السينما من وجهة نظرى أن تقدم القضايا بوجهات نظر مختلفة، وإذا شاهد المحتل هذا العمل وتأثر به فهذا يشعرنى برضا داخلى فاللغة الخاصة بالسينما هى مخاطبة المشاعر الإنسانية، مهمتنا كبشر قبل مهمتنا كفنانين أن نلعب على هذه المنطقة.
• معنى ذلك أنه كان يشغلك الجانب الإنسانى أكثر من السياسى وأنت تصور هذا العمل أم الاثنان معا؟
- من وجهة نظرى أن فيلم «عيون الحرامية» ليس سياسيا هو عمل إنسانى بحت استطاع صانعوه أن يسموا بالعمل لكى يصل إلى جميع الناس بشكل بسيط ويخاطب إنسانيتهم، على أمل أن يشعر المحتل بأخيه ويصل له معاناته، فالعمل يتحدث عن قصة حقيقية لشخص تم اعتقاله من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلى وبعد الإفراج عنه يعود الى بلدته ليبحث عن ابنته «نور» الذى تركها طوال عشر سنوات، إلى جانب ذلك يتفقد الأماكن التى عاش فيها سابقا، كما يسلط الضوء على المجتمع الفلسطينى من الداخل، وخيارات البقاء والمقاومة ليس للفلسطينيين وحدهم وإنما للمنطقة العربية كلها.
• أتقنت خلال العمل اللهجة الفلسطينية فى حين أن الكثير من الفنانين يعانون من إتقان لهجة أخرى غير لهجتهم الأصلية.. كيف تغلبت على ذلك؟؟
- لى حكاية غريبة وشيقة فى نفس الوقت فى موضوع إتقان اللهجة، كنت فى الأردن أنتظر تصاريح السلطة الفلسطينية لتصوير الفيلم وكان العاملون فى الأوتيل جميعهم من فلسطين.. استغللتهم لتدريبى على اللهجة والحقيقة أن الجميع فعل ذلك بمنتهى الحب والإخلاص، ولكن بعد إتقانى لها قررت الاتفاق مع مخرجة العمل لتقديم لهجة مختلفة تناسب أى فلسطينى خاصة أن فلسطين بها الكثير من اللهجات المحلية، وفى بداية التصوير شعرت أننى مواطن عربى فى أرض عربية وأول شعور انتابنى وأنا فى فلسطين أننى فى إحدى المدن المصرية القريبة، لدرجة أن الأسرة الفلسطينية التى استضافتنى كنت أشعر أننى أعرفهم منذ زمن بعيد.
• فيلم ديكور والأبيض والأسود
• الرؤية الإخراجية وطريقة التصوير المختلفة ماذا أضافت للفيلم من وجهة نظرك؟
- بالتأكيد أضافت له الكثير، وفيلم ديكور أعتبره خاصا جدا لعدة أسباب أولها أن مخرجه هو أحمد عبد الله وأنا من أشد المعجبين بأعماله وبرؤيته الإخراجية المختلفة، والسبب الآخر الفيلم له فلسفة مختلفة.. فالذى وصل للبعض أنه يتحدث عن المرض النفسى لبطلة الفيلم، ولكن الحقيقة أنه يتحدث عن الاختيار والاستقطاب.
• ألم تقلق من تصويره بطريقة الأبيض والأسود فى ظل وجود هذا التطور السريع فى الصورة وتقنياتها؟
- على العكس تماما فهذه هى فكرة الفيلم.. فنحن وصلنا فكرة عميقة جدا من خلال ذلك وهى «الحياة ليست أبيض وأسود فقط.. بين هذا وذاك عدد لا نهائى من الرماديات»، إلى جانب أن ذلك جعل المشاهد ينتبه أكثر للمضمون بعيدا عن تقنيات الصورة وهذه روعة أن تعمل مع مخرجين لهم فلسفة خاصة فى أعمالهم وأنا حاليا لا أستطيع أن أعمل إلا بهذا الشكل، ومن وجهة نظرى هذا العمل مهم للغاية وبه مجهود مبذول من جميع القائمين عليه.
• الفيلم بدأ كقصة اجتماعية وبعد فترة بسيطة من الفيلم وجدنا العمل يتحدث عن حياتنا وانعكاس الواقع عليها.. هل كنتم كفريق عمل تقصدون ذلك؟
- بالتأكيد فكل شخص شاهد هذا العمل وجد جزءا من حياته داخله، ومن ذكاء فيلم ديكور أن تم تصويره بطريقة الأبيض والأسود.. لكنه فيلم معاصر يتحدث عن حياتنا بالفعل مثل حظر التجول، ومشكلة الإنجاب فى ظل الوضع المرتبك الذى نعيش فيه، وكل هذه المشكلات المحيطة بنا.
• نهاية الفيلم جاءت غير متوقعة للمشاهد.. ماذا كنتم تقصدون من ذلك المشهد وهذه النهاية المختلفة؟!
- فى اعتقادى أن هذا المشهد لم يحدث فى تاريخ السينما ولن يحدث، وهو صفعة على وجه كل حالم وهذا عكس ما تقدمه السينما فهى تريد أن يحلم الجمهور وسيظل أثير قصة العمل، ما حدث فى ديكور يختلف تماما فهو يريد إفاقة الناس أن هذا العالم مختلف ولا تكفى فيه الأحلام، فأنا أشبه هذا العمل بالدكتور النفسى الذى عمل جلسة تنويم مغناطيسى لأحد المرضى وبعد انتهائها اضطر إلى إفاقة المريض. •