البقية في حياتي
صباح الخير
اتعودنا نتجمع عالضحكة!
«إنا لله وإنا إليه راجعون» «ما دايم إلا وجه الله، انتقَلْت والحمد لله أخيرا إلى رحمته تعالى وما أوسع رحمتك يا رب: وهل هناك أجمل من حصولى على لقب «مرحومة؟!»
هذا هو اللقب الدائم الثابت الذى لن تغيره ثورات ولا تغييرات صحفية ولا غيره.. إلى يوم الدين.
لهذا اللقب مميزاته وعيوبه مثل أى شىء فى حياتنا.
من المميزات مثلا: الراحة.. راحة أبدية.. لا أحزان، ولا دموع.. لا أحلام منحققهاش.. ولا أمل يضيع فى آخر لحظة.. ولا هيكون فى كسرة ووجع قلب من قريب وبعيد، كمان مش هيكون فى طمع، منافسة، ولا ناس بتاكل فى بعضها! وعلى إيه؟! مش فاهمين.
ما أهو.. آخرتها أهو.. متر فى مترين ويوارينا التراب ونحن السابقون وأنتم اللاحقون، يدوب ملفوفة فى كفن أبيض من ساسى لراسى لا متعلق عليه نياشين ولا له جيوب!
أما بقى العيوب.. فبالنسبة لى هو الفراق.. فى ناس هتوحشنى.. وعارفة إنى هوحشها.. وهفتقد الورقة والقلم.. أعز وأخلص أصحابى.
لكن وبصراحة.. لقاء ربنا.. مفرحنى.. ربنا بقى يصبر قلوب هيسيب فراقى فيها غصة.. لكن يمكن تفكركم تقرولى الفاتحة، وتدعولى ربنا يسامحنى.. ما أنا ماكنتش ملاك! وهحتاج دعواتكم.
شايفاكم على فكرة.. قاعدين فى العزا.. دموعكم زى المطر فى عيد الغطاس.. الحزن كاسى وشوشكم، لا يا جماعة، ما تعودناش على كده .. احنا اتعودنا نتجمع على الضحكة، والفرحة والخير، افتكروا أيامنا سوا.. افتكروا حضرنا كام عزا.. وضحكنا فيه.. لما كنتم تبصولى وأنا براقب تصرفات الناس الغريبة حوالينا.. بصوا حواليكم.. هتلاقوا حاجات كتير تضحكوا عليها.. بصوا.. على يمينكوا أهو.. خالتى.. احنا بنسميها «بكيزة هانم» «يسرية قنديل» عماله تبص على اللى رايح واللى جاى بقرف.. وتزعق لإخواتى عشان بيعيطوا بصوت عالى، وتقولهم «عيب ما يصحش كده» هى بتزعق تانى للجرسون عشان بيوزع القهوة من غير طبق فنجان! اضحكوا بقى.. وضحكوا إخواتى.. اوعدوهم إنكم هتسألوا عليهم.
وبابا.. بصوا.. قاعد أهو.. بيكلم نفسه.. بيقول صحيح أنا كنت عايز أخلص منها.. لكن عشان تتجوز.. وأشوف أحفادى منها.. مش تمشى خالص ومتجيش تانى! طبطبوا عليه.. قولوا له إنى فى مكان أحسن.. ومبسوطة.. مستنياه.. إيه؟! أصل هو مش معقول بقى هيطول عن كده .. حتى منظره يبقى وحش أوى قدام نفسه لما أسبقه أنا بكتير كده.. مش عايزه حد يزورنى.. أنا مع ونس كنت مشتاقة له ومستنياه .. أمى.. وأمينة.. ادعولى وأنتم مكانكم.. ولما تفتكرونى.. قولوا لنفسكم مش هنزعل من حاجة، ولا على حاجة، ما هى.. اللى حلمت.. وعافرت .. وحاربت أوقات.. راحت.. قبل ما تحقق أى حاجة.. عادى عيشوا حياتكم.. بس مش على حساب حد.. عشان لما تيجوا لى.. ما تندموش.. أنا لسه فى الطريق.. مش عارفة الندم هيطولنى ولا لا.. بس أعتقد أنى ممكن أكون آذيت نفسى.. لكن ماجتش على حد.. أحلامى كانت بسيطة.. مش محتاجة أدوس حد فى طريقى ليها والحمد لله.. وفضلت أحلام .. ودلوقتى.. مجرد ذكرى.
فات يومين.. وقلت آجى أطمن عليكم.. يا ولاد الـ..
كل واحد عايش حياته عادى خالص كده..؟! إيه القوة دى؟! خرجتم وبتضحكوا.. إخواتى كمان انشغلوا ببيتهم وولادهم.. إيه ده؟! حتى أنت يا بابا.. قاعد تتفرج على ماتش كورة.. طب اعتبرنى فى مقام أبوتريكة! طبعا ما صدقت.. ما أنا كنت بقلب لك القناة كل ما أرجع من الشغل.. يلا .. عادى.. ما هى دى الدُنيا.. وهو ده الإنسان.. نساى.. بكره.. تموتوا كلكم.. وحبايبكم هينسوكم .. مش بعد يومين.. لا فى نفس اليوم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. •
المرحومة:
أمانى زيان