شمس البوادي

محمد حمدي القوصي
سباقات الهُجن.. رياضة البدو المفضلة
عادة قديمة، ذات مذاق خاص، مارسها البدو منذ زمن طويل، ارتبطت فى الماضى بوجدانهم وتاريخهم وهويتهم، وأحياناً بشرف القبيلة وطبيعة علاقاتها مع القبائل الأخرى، ساهمت كثيراً فى الحفاظ على تقاليد البدو وتراثهم حتى الآن، إنها سباقات «الهجن» أو سباقات «الإبل» التى تطورت عبر العصور المختلفة فى التنظيم والتدريب والتخصص حتى أصبح لها اتحاد مصرى وآخر عربى.
فى البداية، قال يسرى سالم من قبيلة البياضية بشمال سيناء: «نشأت فكرة سباقات الهجن من خلال الأفراح والمناسبات التى استغلها بدو مصر للتنافس بشكل غير منظم مع بدو الدول العربية المجاورة من ناحية، وإحياء تراث البادية المصرية من ناحية أخرى».
وأضاف أن هذه السباقات استرعت اهتمام البدو الذين كانوا يأتون من معظم محافظات مصر، وربما من دول عربية أخرى للمشاركة فى هذه النوعية من السباقات، فكان ذلك دافعاً لإشهار أول ناد رياضى للهجن فى مصر عام 1997م، واستمر العمل بالنادى إلى أن تم إنشاء الاتحاد المصرى للهجن برئاسة السيناوى سليمان الزملوط، لتنتشر هذه السباقات بشكل رسمى فى المهرجانات التراثية الرياضية التى تقام فى محافظات الوادى الجديد ومرسى مطروح والسويس والإسماعيلية والشرقية وجنوب وشمال سيناء.
وتابع قائلاً: «ولما حظيت سباقات الهجن برعاية أندية واتحادات محلية، تم إنشاء الاتحاد العربى لرياضة الهجن بالكويت عام 2002م».
وأوضح سالم أن الإبل التى تصلح لسباقات «الهجن» تحتاج إلى فترة طويلة من التدريب حتى تصبح هجن أصيلة، وهذه المدة كافية لكى تنشئ علاقة قوية بين الهجان والهجين الذى يعلمه بعض المصطلحات والإشارات الخاصة ليتمكن من توجيهه فى السباق بالشكل المطلوب، لافتاً الانتباه إلى أن الهجن الأصيل يستطيع الجرى فى سباق مسافته 120 كيلومترا.. فيما يشترط فى الهجان أن يكون شابا صغير السن، وخفيف الوزن، علما بأن الهجان يتقاسم الجائزة المالية مع صاحب الهجن فى حالة الفوز بالسباق.. أما الاستعدادات الواجب اتخاذها قبل السباق، فتتمثل فى منع الهجن عن الأكل لفترة 17 ساعة، وكذلك منعها عن الشرب لمدة يوم أو أكثر، إلى غير ذلك من الإجراءات التى تحفز الهجن على القيام بالدور المطلوب منها.
وأشار سالم إلى أن هناك بعض المصطلحات المرتبطة بسباقات الهجن، منها «المضمر» وهو المشرف على تدريب الهجن وتغذيتها، و«التضمير» هى فترة تدريب الهجن حتى تصبح هجن أصيلة، و«المضمار» هو المسار المخصص لجرى الهجن والتنافس فيما بينها، و«المطى» هو الذى يجهز الهجن للسباق، أما «الهجان» فهو الشاب الذى يركب أو يقود الإبل أثناء السباق.. ونوه إلى نقطة مهمة تتمثل فى العائد المادى والتحفيزى الذى يعود على الممارسين لرياضة الهجن من أجل استمرارها، مفيداً بأن الجوائز التى تمنح للمتسابقين الفائزين فى سباقات الهجن فى دول الخليج العربى تعد من أغلى الجوائز الرياضية والتراثية على مستوى العالم بعكس ما يحدث فى مصر التى لا يزال أهل البدو يمارسونها بدافع الحفاظ على تقاليد البدو وتراثهم وليس بدافع تحقيق مكاسب مادية.
وانتقل بالحديث إلى نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، تتمثل فى إجراءات الحظر البيطرى التى ربما تقف عائقاً أمام نقل الهجن بين الدول العربية، مستغرباً من هذه الإجراءات الروتينية التى لا تتماشى مع اهتمام مربى الهجن بتوفير الرعاية الصحية والطبية الخاصة لها، وربما تدفع بعض أصحاب الهجن الخليجية إلى عدم المشاركة فى سباقات الهجن المصرية. •
«الجريش» و«التلبانة» أهم الأكلات السيناوية
لا تزال حياة البادية حاضرة بمفرداتها على موائد أهل سيناء الذين يحرصون على طهى أشهى الأكلات الشعبية التى توارثوها جيلاً بعد جيل وتميزهم عن غيرهم، ومن بين هذه الأكلات التى تمتاز بالمذاق اللذيذ والفائدة الصحية العالية، «الجريش»، و«التلبانة»، و«المفروكة»، و«الدفينة».
يقول يونس رضا الذى يعمل طاهياً فى أحد المطاعم التى تقدم الأكلات الشعبية بالعريش: أن أكلة «الجريش» لا تزال أشهر المأكولات السيناوية التى لا ينقطع الطلب عليها لأنها تحتل مكانة شعبية لدى أهل سيناء عموما لارتباطها بالأغذية القديمة والمميزة والمعروفة بقيمتها الغذائية.. ويوضح رضا أن هذه الأكلة تصنع من حب القمح المجروش بواسطة الرحاية ثم يوضع فى إناء مملوء بالماء أو الشوربة «المرق» على النار ثم يحرك بواسطة ملعقة مع إضافة اللبن حتى يتم طهيه تماما ثم يوضع فى طبق التقديم مضافا إليه قليل من السمن، وغالبا ما تقدم هذه الأكلة على مائدة العشاء.
وتأتى أكلة «التلبانة» ضمن قائمة المأكولات التى تحرص العائلة السيناوية على تناولها، خاصة أنها سهلة وسريعة التحضير، حيث يوضع مقدار من دقيق الشعير فى إناء به ماء ثم يضاف إليه اللبن والعسل أو السكر حسب الرغبة ثم تُترك هذه المكونات على النار لتمتزج مع بعضها البعض •
أمثال بدوية
أمثال البدو كلها حكم
«اللى يبيع الجمل ما يتأسف على الرسن»
- ويعنى هذا المثل: «أن من يبيع الشىء الغالى يجب عليه ألا يتأسف على الشىء الزهيد الذى بقى من توابعه، كمن يبيع جملاً ويتأسف على بيع الرسن أو الحبل الذى كان يربط به جمله». •