الثلاثاء 1 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حبيبي وحببتي

حبيبي وحببتي
حبيبي وحببتي


حبيبى حسين


لطالما لم أقتنع بفكرة «فارس الأحلام». فأنا أعرف جيداً أن فارس الأحلام هو مجرد مجموعة توقعات وشروط مثالية نضعها كسقف لطموحاتنا تشعرنا فقط بالإحباط عندما لا نجد أياً منها. ففكرة البحث عن صفات معينة بين الناس ثم إيهام أنفسنا بأننا مادمنا وجدناها في شخص ما فهو الاختيار الصحيح فهذا ليس حباً. هذا إعجاب بأننا وجدنا ما نبحث عنه. ولكن الحب أبسط من ذلك.
حتى وجدتك. أعلم أنك شخصية خيالية كتبتها الدكتورة لطيفة الزيات في روايتها وجسّدها العظيم صالح سليم في فيلم «الباب المفتوح» أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة «ليلى». ولكننى لا أستطيع أن أنكر أننى أحببتك وآمنت بك كفكرة أتمنى أن أراها تنبت من حولى فى الناس. حسين .. المُتيم بليلى الذى أرسل لها جواباً - هو أجمل جواب قرأته في حياتى - يقول لها فيه «أنا أحبك وأريد منك أن تحبينى، ولكنى لا أريد منك أن تفنى كيانك في كيانى ولا في كيان أى إنسان. لا أريد لك أن تستمدى ثقتك في نفسك و في الحياة منى. أريد لك كيانك الخاص المستقل والثقة التى تنبعث من النفس لا من الآخرين».. حبيبى حسين، نحن نعيش الآن في مجتمع يقدس القيود التى كنت تحاول أن تشجع ليلى في التمرد عليها في الأربعينيات. مجتمع يلخص مفهوم الرجولة في التحكم والسيطرة، و يضع كتالوجاً للحب والعلاقات، يهوى المرأة الصلصال التى يسهل على الرجل تشكيلها كما يحب. أنا لا أحب أن يتم حبسى في قفص يا حسين، مهما كان القفص جميلاً، سيظل قفصاً. لا أريد أن أبدل من عنفوان أفكارى وشغفى بالانطلاق والحرية حتى أرضى رجال المجتمع المهووسين بالتحكم. فأنا أريد شخصاً لا يخاف من كيانى، يترك لى مساحة أن أكون. لا يطاردنى بل يستمتع بالركض معى إلى ما لا نهاية. شخصا يشاركنى أحلامى في السفر والتجول عبر العالم، مقابلة كل البشر والتعرف على كل الثقافات والاستمتاع بالطبيعة والفلسفة والفن. شخصاً يريد أن يخلق معى خطاً مختلفاً للحياة غير هذه الساقية التى يعيش فيها الناس بدون اختيار.
ليلى
حبيبتى ليلى


 «انطلقى يا حبيبتى.. صلى كيانك بالآخرين.. وستجدين حباً أكبر منى ومنك، حباً جميلاً: حب الوطن والشعب». حسين .. العاشق الذى يؤمن بأن الحب هو الحرية والانطلاق والوصال والفناء في المجموع وأن قصص الحب المثلى هى التى يقوم طرفاها بنشر طاقة الحب التى تملأهما للناس كلها. حسين الرجل الذى يتقبل كل تخوفات حبيبته، ترددها وحيرتها، يؤمن بها ويمدها بالتشجيع والثقة، يعطيها مساحتها الشخصية ويعتبر انطلاقها وحريتها هى الحياة التى يتنفس بها. حسين الذى أحب في ليلى النور الذى ينبعث من عينيها والطاقة التى تفيض بها. حسين الذى يعلم أن الأفضل من أن يكون هو الاختيار الوحيد الذى تراه ليلى، أن يطلق سراحها ويراها تختاره هو في كل مرة.
قلت لليلى «فانطلقى يا حبيبتى، افتحى الباب على مصراعيه واتركيه مفتوحاً. وفي الطريق المفتوح ستجديننى يا حبيبتى.. أنتظرك.. لأننى أثق بك وأثق في قدرتك على الانطلاق.. ولأننى لا أملك سوى الانتظار .. انتظارك».. سأحتفظ بهذا الوعد وسأطبقه. سأنطلق وأترك الباب مفتوحاً حتى أتنفس جمال الكون كله، سأتطلع للطريق الطويل و«للسكة اللى المفروض أن أمشيها لوحدى» لأننى أعلم أنك هناك، تنتظرنى بعد أن يتكون قوام شخصيتى، بعد أن أبنى كيانى، و ستظل هذه أفضل مكافأة أتطلع إليها .. وهى، انتظارك.
حسين