الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شمس البوادي

شمس البوادي
شمس البوادي


المرأة السيناوية اكتسبت صلابتها من الصحراء


أضفت الطبيعة الصحراوية على المرأة السيناوية العديد من المميزات التى تميزها عن غيرها من النساء، فاكتسبت من الصحراء اتساعها وصفاءها، ومن الجمال صبرها وقوة احتمالها، ومن الخيل شموخها وعزها.. هكذا تقول الدكتورة سليمة عبد الرحيم أبرز الرائدات الاجتماعيات، فى المجتمع السيناوى.


• بداية.. ما الجمعيات التى قمت بتأسيسها، وما دورها فى المجتمع السيناوى؟
- أسست ثلاث جمعيات أهلية تهتم جميعها بالمرأة والأيتام، أولها كانت «الجمعية النسائية لتنمية المجتمع البدوى» عام 1990، ودورها مساعدة المرأة البدوية على تنمية مهاراتها على تصنيع وتسويق المنتجات البيئية مثل صناعة السجاد والإكليم والثوب السيناوى فضلاً على الحفاظ على التراث.
والجمعية الثانية كانت «جمعية رعاية الأيتام وأطفال المدارس» عام 2003، ودورها رعاية الأطفال الأيتام وأولاد الأرامل وتولى مسئولية دفع مصروفاتهم المدرسية وغيرها أما الجمعية الثالثة فهى «جمعية الرائدات الريفيات» عام 2013.
• ما أهم ما يميز المرأة السيناوية عن غيرها من النساء؟
- المرأة السيناوية لديها قدر كبير من الصلابة التى اكتسبتها من الطبيعة الصحراوية القاحلة، وجعلتها أكثر قدرة على التحمل والصبر على الظروف البيئية الصعبة التى تعيشها بسبب شدة الحرارة والجفاف وقلة الأمطار، والتحايل على هذه الظروف لتحسين ظروف أسرتها المادية من خلال تربية الطيور وبيعها، وتصنيع منتجات الألبان، والمنسوجات اليدوية، وتطريز وحياكة الأقمشة ومساعدة زوجها فى فلاحة الأرض وزراعتها وجنى محاصيل الزيتون والتين والبطيخ كما أنها مسئولة عن كل ما يخص زوجها، ورعاية أبنائها وتعليمهم فضلاً على القيام بواجباتها المنزلية على أكمل وجه.
• ما أبرز المشكلات التى تواجه المرأة السيناوية؟
- التعليم هو البداية والنقطة الأولى فى تغيير صياغة وتركيبة شخصية المرأة لذلك تحتاج المرأة السيناوية إلى الاهتمام بتعليمها وتوعيتها دينياً وثقافياً كما تحتاج إلى تدريبها على المشغولات اليدوية بالإضافة إلى التدريب على جمع وتعليب الزيتون والتين والمربى والألبان بدون فاقد.
وأضافت: «الحاجات دى كلها لو اتدربت عليها صح تقدر تبيع وتنافس فى السوق».
وتساءلت: «ليه نزع الزيتون والتين فى بلدنا ويتصنع فى بلد تانى؟.. ليه مايكونش عندنا وحدة إنتاج للزيتون والتين؟، مجيبة: لو فى وحدة إنتاجية فى نفس المكان هتطلع زيتون مخلل ممتاز ومربى ممتازة.
• هل هناك تجاهل للمرأة السيناوية وحقوقها إعلامياً؟
- للأسف الشديد، لا تحظى المرأة بشكل عام باهتمام إعلامى واضح ودائم، وهو ما يدفع المرأة السيناوية عن العزوف عن الإعلام الذى سجل بنفسه مشاركتها الإيجابية فى التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
• هل هناك تغيرات إيجابية طرأت على المرأة السيناوية بعد الثورة؟
- طبعاً، يكفى حضورها القوى والفاعل فى الانتخابات الرئاسية فضلاً على مشاركة المرأة السيناوية المتعلمة فى العديد من الندوات والمؤتمرات إلى جانب ممارسة حقوقها التى كفلها لها الدستور، مثل الحق فى الترشح فى المحليات والبرلمان، وحق المساواة سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو مدنياً، وحق حمايتها ضد العنف البدنى والثقافى، وحق توفير التكافل الاجتماعى لها مثل التأمين الصحى والمعاش سواء كانت أرملة أو مطلقة أو مريضة، حقها فى تكافؤ الفرص بينها وبين زميلاتها أو بين الرجال.
• بماذا تحلمين للمرأة السيناوية؟
- أحلم بمزيد من الاهتمام بتعليم المرأة السيناوية، وصحتها، وعملها، وتثقيفها، وتدريبها, خاصة المرأة الكفيلة والمعاقة.•

هى فى سطور


تخرجت فى كلية الطب البيطرى - جامعة الإسكندرية عام 1983 ومارست مهام عملها كطبيبة بيطرية عام 1984 بالتوازى مع عملها فى مجال تنمية المرأة الذى امتد على مدار 34 عاماً حتى الآن، التقيناها لنتعرف أكثر على المرأة السيناوية وأهم ما يميزها ومشاكلها وطموحاتها.


البشْعَة.. جهاز  كشف الكذب عند البدو


هل سمعت من قبل عن «البِشْعَة» بكسر الباء؟! .. وهل تعرف من هو «المُبشّع»؟! .. وما هى الأسباب التى تدفع إلى اللجوء لـ «التبشيع»؟!، يجيب سعد سليم من سكان مدينة رابعة بمحافظة شمال سيناء.
«البِشْعَة» عادة ظهرت فى المجتمع البدوى فى الأربعينيات ولاتزال موجودة حتى الآن لاكتشاف مرتكبى الجرائم فى القضايا المعقدة وإصدار الحكم عليهم، موضحاً أن اسم «البِشْعَة» اشتق من بشاعة الموقف الذى يتعرض له المتهم فى مثل هذه القضايا حيث يلعق «طاسة» ساخنة لإظهار براءته أو إدانته عند مُحكم متخصص يسمى «المُبشّع» المعترف به لدى القبائل العربية.. ويؤكد الرجل السيناوى أنه لا يمكن لأحد أن يصبح «مُبشّعاً» بسهولة لأنه يتوجب أن تتوافر فيه صفات عدة، أهمها الصدق والتقوى والصلاح والفراسة فضلاً على أن مهمة «المُبشّع» لا تخرج عن قبائل بعينها أشهرها قبيلة «عياد» بمنطقة شبه جزيرة سيناء.. ويضيف أن المتخاصمين يجتمعون عند «المُبشّع» الذى يقوم بتسخين «طاسة» مصنوعة من الصاج حتى يصبح لونها أحمر كالجمر ثم يُطلب من المتهم أن «يلحس» الطاسة بلسانه، فإذا كان صادقاً لا تضره وإذا كان كاذباً تلتصق بلسانه، مبيناً أن الرجل الصادق الواثق من نفسه لا يجف ريقه ويكون لسانه مبتلاً فلا يتأثر بسخونة الطاسة، أما الرجل الكاذب فيكون خائفاً ومرتبكاً لدرجة أن ريقه يجف مما يؤدى لالتصاق الطاسة بلسانه.. فاللجوء إلى ذلك فى حالة القضايا الصعبة التى ينكر فيها أحد المتخاصمين التهمة الموجهة إليه من قِبل خصمه كما لا يتوافر فيها شهود عيان مثل قضايا القتل والسرقات وهتك العرض، مشدداً على أن «البِشْعَة» بمثابة محكمة أحكامها نافذة، فإذا ثبتت إدانة المتهم يعطى الخصم حقه، أما إذا ثبتت براءته فإنه يأخذ من الخصم حقه لاتهامه بالباطل. •