الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصر تخوض حرب وجــود

مصر تخوض حرب وجــود
مصر تخوض حرب وجــود


الدم ده دمى، واللون ده من طينى، والحضن ده لأمى والنيل دموع عينى.. بكينا وبكت مصر كلها على سقوط 31 أسدا من أسودنا الأبطال غدرا على الحدود.. اغتالتهم يد الإرهاب الآثمة فى خسة ونذالة، لكن ما يصبرنا أنهم شهداء عند ربهم يرزقون.
فور الفاجعة الأليمة.. أمر الرئيس السيسى باجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطنى، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى انتهى إلى تطوير خطة محاربة الإرهاب فى سيناء.. حاولنا معرفة ماذا دار داخل كواليس الاجتماع، وما هى صحة ما يقال بشأن تهجير أهالى سيناء حتى يستطيع أفراد الجيش المصرى التعامل مع الإرهاب بدون عراقيل.


قال لى مصدر عسكرى إن القوات المسلحة المصرية فى حالة تأهب واستعداد، وإن كل فرد فيها أقسم أنه لن ينام أو يهنأ إلا بعد الأخذ بثأر زملائه الشهداء، والحقيقة أننا جميعا عزمنا على دك الإرهاب والقضاء عليه نهائيا، وهذا أول ما دار فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذى اجتمع على الفور لتطوير خطة الجيش لمحاربة الإرهاب فى سيناء.
وقد استقر المجلس مع الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة تنفيذ حل هندسى لهدم جميع الأنفاق الموجودة تحت المنشآت فى سيناء، والتى مازالت للأسف طريقة لدخول الأسلحة والمهربين من الخارج، كما سيتم إنشاء سور عازل على الشريط الحدودى يصل عمقه من 1500 إلى 3000م بمسافة 14كم وهى مسافة الشريط الحدودى تقريبا بين مصر وغزة، وستنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
أما بخصوص ما يثار بخصوص تهجير أهالى سيناء، فهذا كلام خاطئ وليس له أى دليل من الصحة، لكن الأمر الحقيقى هو   أنه يتم الآن دراسة تحريك وليس تهجير سكان الشيخ زويد من النقطة التى يعيشون بها إلى نقطة أخرى، لكن ذلك لن يتم إلا بعد توفير أماكن وخدمات، ولن يتم أيضا إلا بعد موافقة الأهالى أنفسهم، وبالفعل تم لقاء بين شيوخ القبائل وأجهزة المخابرات، وقد أبدى الشيوخ موافقتهم التامة على التحريك المؤقت من أجل مصلحة مصر وشعبها.
والهدف من ذلك هو إخلاء المنازل التى تحوى الأنفاق.
سألته عما يثار حول إشارة تورط كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس فى الحادث، فأجابنى أن الحادث أمام النيابة الآن وتحقق فيه، ولا يجوز الحديث عن الجناة إلا بعد التأكد من هويتهم، لكن التقارير الأولية تشير لاشتراك بعض الأشخاص الفلسطينيين فى الحادث، لكن النيابة والقضاء هم من سيؤكدون ذلك أو ينفونه.
• مواكبة التكنولوجيا
تحدثت مع د.إيهاب يوسف الخبير فى إدارة المخاطر الأمنية، فقال لى: الحقيقة أن الحادث الأخير فى العريش يكشف تحور طريقة الإرهابيين واستخدامهم للسلاح، فهناك ثلاث نقاط لا بد من الوقوف عليها، الأولى عندما ضربوا الطائرة فى سيناء، والثانية عندما ضربوا القمر الصناعى بالآربى جى، والثالثة حادث العريش لأن التحول النوعى لهذه العمليات يجعلنا أمام مجرمين مدربين أعلى تدريب ودارسين لتحركاتنا العسكرية والشرطية ويقيموننا استراتيجيا تقييما صحيحا، والدليل أنه فجر نفسه، ويعلم جيدا أنه سوف تتحرك قوات لمسح وتمشيط المكان، فيهاجمها بقذائف الهاون.
فلكى نواجه هذه الظاهرة علينا أن نلجأ لثلاثة محاور، المحور الأول: المعلومات، الثاني: خطط واستراتيجيات فى التأمين، الثالث: المواجهة الفعلية على الأرض.
وأنا أرى أننا فى المحور الثالث متفوقون فالحمد لله لدينا رجال لا يخافون أحدا بعد ربنا ومستعدون للشهادة فى أى وقت. لكن النقطة الأولى والثانية هناك قصور بعض الشيء، فنحن نحتاج لمعلومات أكبر ويستتبعه قدرة على اختراق صفوف التنظيمات، وتعاون دولى فى مجال جمع المعلومة، ونحتاج أيضا استراتيجيات جديدة فى المواجهة تعتمد على التكنولوجيا، وأنا أتحدث عن الجانب الأمنى بشقيه العسكرى والشرطى، لأن القوات المسلحة تقوم الآن بعمل الشرطة.
ومن وجهة نظرى أرى أن لدينا مشكلتين فى الوقت الراهن، الأولى الزمن، والثانية افتراض أن هذا هو سقف العمليات التى تحدث، فعلينا أن نسابق الزمن، ولا نتخيل أن هذا هو سقف العمليات الذى لديهم، لأننى أتوقع أن لديهم الكثير، وعلينا أن نحتاط لهذا. •