الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

شمس البوادي

شمس البوادي
شمس البوادي


القضاء العرفى.. الحاكم بأمره فى البادية


رغم وجود المحاكم التابعة للسلطة القضائية فى الدولة، لا يزال القضاء العرفى مستمراً وسائداً بين أبناء البادية الذين يتوارثونه عن الآباء والأجداد باعتباره الوسيلة التى تستخدمها القبائل لحل المشاكل التى تقع بين أفراد القبيلة الواحدة أو بين أفراد قبيلة وأخرى.


فى البداية يقول الشيخ مشرى محمد سعيد - شيخ قبيلة «الحمودات» بمحافظة مطروح: «إن شيخ القبيلة يتم اختياره بعد جلسة عرفية لكبار القبيلة وعواقلها ثم التصديق على هذا الاختيار من قبل وزارة الداخلية، ويشترط فى شيخ القبيلة أن يكون عادلاً، وحكيماً، ومحبوباً من أفراد قبيلته، وحسن السير والسوك، والسمعة الطيبة، وحالته المادية ميسرة، وقادراً على إدارة الأمور والاحتواء والحسم فى آن واحد، وتوافر هذه الشروط مجتمعة يوفر له المهابة والاحترام الشديدين، والأحكام النافذة والملزمة للطرفين المتنازعين».
وأضاف سعيد: إن الناس يلجأون إلى شيخ القبيلة عندما يشعرون بحاجتهم إلى وسيط لحل الخلاف - الذى نشب فيما بينهم - بشكل سريع وحاسم، موضحاً أنه عندما تحدث مشكلة بسيطة بين شخصين من قبيلة واحدة يعقد شيخ القبيلة جلسة عرفية بين الطرفين المتنازعين لحل هذه المشكلة بنزاهة وشفافية، وإذا كانت المشكلة كبيرة تعقد جلسة عرفية للطرفين بحضور بعض العواقل، ويحكم فيها بما يرضى الله ورسوله.
وأشار شيخ قبيلة الحمودات إلى أن الجلسة العرفية لها طقوس معينة بمعنى أن الشاكى لابد أن يصطحب معه شهودا لإثبات مظلمته أو يحلف اليمين فى حالات معينة شريطة ألا يكذب أبداً فيما يقوله أمام الحاضرين فى الجلسة بمن فيهم أهليته وأبناء عمومته.
• مجالس عرفية
وأكد سعيد أنه لم يحدث حتى الآن أن أصدرت حكماً عرفياً على أى شخص أو قبيلة ولم يجد طريقه للتنفيذ لأن القبيلة كلها تتكفل به، كما أن هناك التزاما من جميع الأطراف بتنفيذ هذا الحكم، وهذا الالتزام نابع من الصفات التى يتصف بها أهل البادية من رجولة وشهامة ووفاء بالعهود واعتزازهم بكبريائهم وشرفهم، ونادراً ما يرفض الرجل البدوى تنفيذ حكم القاضى العرفى.
وأفاد شيخ قبيلة الحمودات بأن معظم المشاكل التى تقام بشأنها مجالس عرفية فى مطروح تتعلق بنزاعات على الأراضى الزراعية ويتم الحكم فيها أما المشاكل المتعلقة بالمخدرات أو القتل العمد فلا يتم التدخل فيها وتترك للقانون ليأخذ مجراه.
ويستكمل سعيد: «فى حالة القتل غير العمد، يقدم الجانى لأهل المجنى عليه دية قدرها 100 ناقة أو ما قيمته 350 ألف جنيه، وقد يأخذ أهل المجنى عليه نصف الدية إذا ارتضى الطرفان بذلك، وفى حالة السرقة يحكم على السارق بإرجاع ما سرقه وغرامة مالية حسب قيمة ما تم سرقته».
ونوه شيخ قبيلة الحمودات: «نادراً ما نسمع فى بلدنا عن قضية خطف أو تحرش أو هتك عرض لأن أهل البادية يعرفون بعضهم البعض جيداً إضافة إلى الأحكام القاسية لشيوخ القبائل وعدم تنازل المجنى عليهم عن حقوقهم تأديباً للجانى ولأهله على عدم الاهتمام والتساهل فى تربيته».
• المربوعة والمغرم
من جانبه، قال محمد عمران جيرى - أحد أفراد قبيلة «أغورمى»: أن أهم مصدرين للقضاء العرفى هما الأعراف العربية القديمة والشريعة الاسلامية، وفى الشهادة يكفى شاهد واحد لإثبات الدعوى بشرط نزاهته وحسن سلوكه الأخلاقى.
وبيّن عضو قبيلة «أغورمى» أنه إذا اختصم شخصان لدى شيخ القبيلة فى مشكلة كبيرة فإنه يكلف أمين سره ليبلغ مجلس العقلاء الأشبه بالمستشارين من ذوى الخبرة والحكمة للاجتماع فى «المربوعة» أو «المضيفة» من أجل أخذ المشورة، ويحكم شيخ القبيلة من خلال الأوراق أو الحجج العرفية المعترف بها وشهادة الشهود، والأحكام التى تصدر يرضى بها الجميع دون مراجعة.
وخلص إلى القول إن شيخ القبيلة لا يحصل على راتب شهرى، وبالتالى لابد أن يكون ميسور الحال لأنه قد يتعرض لـ«المغرم» أى يمكن أن يدفع شيخ القبيلة - نيابة عن المحكوم عليه - المال المطلوب إلى أن يرجعه له عند الاستطاعة، و99% من المشكلات تحل عن طريق شيوخ القبائل فيما عدا المشكلات المتعلقة بجرائم القتل العمد والمخدرات. •


أسرار جلسات السياحة العلاجية فى سيوة


فى واحة سيوة الخلابة، يقبع جبل الدكرور الذى تتفرد رماله الذهبية بخاصية إشعاعية تساعد فى علاج أمراض الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل والعمود الفقرى والسمنة، مما جعله مقصدا سياحيا علاجيا.
وقال عبدالرحمن الشرايك - أحد أصحاب المراكز العلاجية فى سيوة: «إن واحة سيوة تشتهر بالسياحة العلاجية منذ زمن طويل، وتوارثتها الأجيال المختلفة من جيل إلى جيل، مشيراً إلى أن هذه الخدمة العلاجية يقدمها أبناء سيوة من خلال النزل والفنادق التى يمتلكونها بمنطقة جبل الدكرور».
وأفاد الشرايك بأن جلسة علاج المريض تبدأ بحفر مردم فى الرمال ثم يترك لمدة ست ساعات لتتخلله أشعة الشمس، بعدها يدفن المريض - بعد نزع ملابسه - فى هذا المردم ووضع الرمال الحارة فوق جسده فيما عدا رأسه الذى يوضع فوقه مظلة للوقاية من أشعة الشمس الضارة.. وأضاف: «يترك المريض فى المردم نصف ساعة ثم يخرج ليلف جسده بغطاء من الصوف ويجلس داخل خيمة ضيقة المساحة بالقرب من المردم لمدة نصف ساعة أخرى، يشعر المريض بداخلها بأنه يتصبب عرقاً حيث تخرج جميع الرطوبة المختزنة بداخل الجسم مما يساعد فى سرعة علاجه».
هذه الجلسة العلاجية تتكرر يومياً لمدة تتراوح ما بين ثلاثة أيام إلى أسبوع - حسب الحالة المرضية - حتى يشعر المريض بالتحسن، وفى نهاية هذه الجلسات يتم تدليك جسم المريض بزيت الزيتون والخل.. ونوه الشرايك على أن السياحة العلاجية فى سيوة تحتاج إلى تسويق بشكل أفضل وإلى استثمارات من القطاع الخاص بشكل يليق بالإمكانات الهائلة للمنطقة. •