الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نفتقد الآن حياء الأنثى فى الأغنية الشعبية

نفتقد الآن حياء  الأنثى فى الأغنية الشعبية
نفتقد الآن حياء الأنثى فى الأغنية الشعبية


الشاعر الكبير شوقى صقر.. هذا الشاعر السياسى الذى جاء بعد جيل العمالقة من أبرزهم مأمون الشناوى، مرسى جميل عزيز، السيد مرسى، عبدالوهاب محمد، الأبنودى وغيرهم من الفطاحل ليجد أمامه «لا شىء» كى يقدمه على حد تعبيره، إلى أن بدأت صناعة الكاسيت الذى اتجه إليه شوقى صقر وباقى أبناء جيله من الشعراء والملحنين..

كانت النقلة فى حياة صقر التى قال عنها: «طالما أن الموضوع أصبح صعبا بالنسبة للإذاعة والتليفزيون، فقد كان على الشاعر أن يكتب النص على ماكينة ثم يقوم بتصويرها ثمانى عشرة صورة و فى النهاية أجره خمسة جنيهات ويا إما تم قبوله أو لم يتم قبوله وفى حال قبوله وبعد خصم الضريبة يصبح أجر الشاعرثلاثة جنيهات ونصفا، فى هذا الوقت قررنا الاتجاه إلى سوق الكاسيت وكان من أبرز الملحنين فى بداياتى محمد المسيرى، ملحن غزال الدرب الأحمر وحبه فوق وحبة تحت، ثم جيل حسن إش إش الذى يمثل التعاون معه 75%  من مجمل أعمالى من أهمها أغنية لكمال الشناوى بعنوان «المعجبانى بانى باني» فى فيلم الدكتورة منال ترقص، زنقة الستات، تفاحة، ومسرحية «البراشوت» و«أنا واد خلاصة لاصة» لحمدى بتشان، كيمو وانتيمو وأغنية الفرح كله تمام وتمام كله وغيرها من الأعمال التى جمعت بينى وبين حسن إش إش بالإضافة إلى أعمالى الخاصة مثل «بعتب عليك يا زمن» لحسن الأسمر، «ولعها ولعها»، «ياللى وسطك وسط كمانجة» وغيرها من الأعمال التى تم تقييدها بالجمعية وهى حوالى ألف  وخمسمائة أغنية، هذا بالإضافة إلى الأغانى التى لم أتمكن من تقييدها.
•  على الرغم من مرور الوقت إلا أن الإفيه لا يزال سيد الأغنية الشعبية.. توافقنى؟
- الفرق شتان بين الإفيه الذى كنا نقدمه وبين إفيه هذه الأيام، فهناك من يقول إفيه أو نكتة ويضحك عليه وحده، أما فى الماضى كان الإفيه طبقا للموقف فقد كنا لا نستجدى الضحك فقد كنا نعشق الكوميديا، لذلك كان المبدع قادرا على تقديم افكار مختلفة ونسجها فى الموقف الدرامى بعيدا عن أى إيحاءات كما نستمع هذه الأيام، زمان تم اتهام الأغنية الشعبية أنها أغنية هابطة أما الآن نترحم عليها ونقول ولا يوم من أيام الأغنية الشعبية المحترمة، فنحن بطبعنا لا ندرك قيمة المبدع إلا بعد فوات الأوان قد يكون ذلك بعد رحيله، سيد درويش لم ينصفه إلا جيلنا وما بعده أما جيله فكانوا يتهمونه بالهبوط، فدائما وأبدا هناك إنسان أشهر من الآخر وهناك إنسان أشعر من الآخر ومع اختلاف الظروف يظل الشاعر موجودا وباقيا بإبداعه.
• وما هو رأيك فى الأغنية الشعبية السائدة الآن؟
- الأغنية الشعبية الآن ما هى إلا إفرازات مرحلة، فالفترة الماضية شهدنا جميعا هبوطا فى الأخلاق والكلمة، حتى إن القوة الشرائية تغيرت، فقد اصبح من يستمع إلى الأغنية الشعبية هم سائقو التوك توك وأصبح المسموع هاتى بوسة يابت وغيرها من الأغانى التى تحرض على التحرش، فأنا أول من غنى بالمناسبة للميكروباص، ومن يومها انتشرت أغانى الميكروباص، فالحمدلله العمل من خلال المسرح هو صاحب الفضل بعد ربنا فى تعليمنا كيفية الإبداع وفقا للموقف  بما يستلزمه من مفردات حتى إن هذه الأغانى إذا خرجت عن مضمونها الدرامى وتمت إذاعتها بعيدا عن العمل الفنى الذى تذاع من خلاله كان يقال عنها اغنية هابطة، أما فى سياقها تجدها أغنية حلوة ومعبرة عن الموقف.
 أما الآن فالأغنية الشعبية للأسف أصبحت الشبشب ضاع وكان بصباع، سؤال إللى لابس شبشب بيغنى إزاى؟!، ويقول لك هاتى بوسة يابت، أنا عينى منك، فى بنت تقول أنا نفسى فيك، فمن نعمة ربنا علينا زمان البنت كانت تقول «وقفوا الخطاب على الباب ما رضيش أبويا بعتوا المراسيل كتير وقليل ما رضيش أبويا»، هكذا تربينا على حياء الأنثى الذى اصبحنا نفتقده وافتقدنا معه الذوق فى التعبير لتصبح الأغانى فجة وأصبح المستمع من المراهقين وسائقى وراكبى التوك توك، والجميع يستمع إليها حتى رغما عنهم، ولكن بإذن الله كل هذا فى طريقه إلى الزوال ونحن من مكاننا هذا بجمعية المؤلفين والملحنين نعمل على محاربة هذا بالتنسيق مع الرقابة ونقابة المهن الموسيقية.
• كله كوم وأغانى المهرجانات كوم تانى؟ هل هذا صحيح؟
- أغانى المهرجانات ما هى إلا «ريتمات» قوية من خلالها الناس تتنطط عليها و تطلع الكبت، بالضبط مثل الزار إللى كان على أيامنا وهو لا اغنية ولا يحزنون، لا علاقة له باى نوع من انواع الفن، وما يؤديه ليس بمطرب، فهى مجرد برامج يتم الحصول عليها من الإنترنت، اصوات «تمأ تمأ»، أغفلت الرسالة من الأغنية بكل مواصفاتها.
• ينتابنى شعور بأن هناك نوعا من الاستهتار بالأغنية الشعبية؟
- الموضوع باختصار يعود إلى الدخلاء على الفن فعندما آتى بملحن مثل حسن إش إش سوف يستطيع التمييز  بين المطرب والمؤدى، بين القادر على تقديم لحنه ومن هو عاجز عن تقديمه ولكن للأسف الوضع زاد سوءا مؤخرا والفنانون المبدعون ظنوا انها مجرد موجة وهتعدى إلا أنها استمرت ولكننا نحيا مرحلة جديدة ابطالها من فرسان الكلمة واللحن لأن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح.•