الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الحسينيات الشيعية على باب مصر

الحسينيات  الشيعية على باب مصر
الحسينيات الشيعية على باب مصر


فى ظل المعارضة الشديدة من قبل جميع الطوائف المصرية والأزهر الشريف لإقامة حسينيات شيعية فى مصر تساعد على نشر الفكر الشيعى فى دولة إسلامية، حذر الأزهر من إقامة أى مساجد طائفية لمذهب بعينه أو فئة من دون غيرها فى مصر.
 
وذلك بعد أن تم افتتاح أول حسينية فى مصر لنشر تعاليم الفكر الشيعى فى الأيام الماضية، وأيضاً بعد الإعلان عن أن الأيام المقبلة ستشهد افتتاح عشرة حسينيات جديدة لأداء الشعائر الدينية الشيعية وعلى الرغم من اعتراض الأزهر على إقامة الحسينيات فى مصر إلا أن عدداً من التابعين للمذهب الشيعى قد أكدوا أن الأزهر لن يكون له أى تأثير لأنة تم إضعافه من قبل السلفيين ومن قبل الدولة الوهابية السعودية لأجل اختراق الدولة المصرية.
 
وأكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال اجتماعه بعدد من رجال الدين من الأزهر وغيرهم ممن ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية، على ضرورة الاتفاق على رؤية موحدة بشأن ما أثير مؤخراً من توجه شيعى بإنشاء ما يسمى بالحسينيات، مشيرا أن الأزهر لا يحمل عداء لأية دولة فى العالم، داعياً الجميع إلى نبذ ما وصفها بالأفكار المتطرفة التى تثير الخلاف بين المسلمين وتزرع الشك فى مرجعياتهم الدينية.
 
ولقى موقف الأزهر مساندة من ممثلى القوى والتيارات الإسلامية التى وجدت فى غلق حسينية القاهرة فرصة لاتهام إيران بالعمل على نشر المذهب الشيعى فى البلاد، كما جاء فى حديث عدد من قادة الدعوة السلفية الذين أشاروا إلى أن «هناك من يحاول اختراق البلاد ثقافياً واجتماعياً ودينياً خلال المرحلة الانتقالية مستغلا ضعف الأجهزة الأمنية».
 
كما اتفقوا جميعاً على رفض كل ألوان المد الشيعى واحتفالات الحسينية الشيعة فى مصر، مؤكدين أن مصر ستظل معقلا لأهل السنة والجماعة الذين يمثلون ملياراً ونصف مليار مسلم على مستوى العالم، وحذر المشاركون فى الاجتماع من إقامة أى مساجد طائفية لمذهب مخصوص أو فئة بعينها، تنعزل عن سائر الأمة وتشق الصف، وتهدد الوحدة الروحية والاجتماعية لمصر وشعبها، سواء سميت بالحسينيات، وهو ما يكشف عن نزعة طائفية لا يعرفها أهل السنة والجماعة فى مصر، أو أى اسم آخر سوى بيت الله والمسجد.
 
وأشاروا إلى أن الأزهر الشريف ومن ورائه كل المسلمين من أهل السنة والجماعة إذ يعلن أنه ليس فى حالة عداء مع هذه الدولة أو تلك من الدول الإسلامية فإنه يعلن أيضاً عن الرفض التام والقاطع لكل المحاولات التى تهدف إلى بناء دور عبادة لا تسمى باسم المسجد أو الجامع لتزرع الطائفية، وثقافة كره أصحاب رسول الله (ص)، والإساءة إليهم بتلك الثقافة التى لا تعرفها جماهير المسلمين فى بلاد أهل السنة والجماعة، خاصة فى مصر بلد الأزهر الشريف، الذى حافظ على عقيدة أهل السنة وحفظها من تحريف المغالين وانتحال المبطلين، كما يعلن الأزهر أن المصريين هم أكثر شعوب الأرض قاطبة حباً واحتراماً وإجلالاً لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ولا يقبلون فى ذلك مزايدة ولا احتيالاً.
 
وأوضحوا أن مصر تميزت فى تاريخها الطويل بالسماحة الفكرية والفقهية، والتقت على أرضها الطيبة مذاهب أهل السنة والجماعة، وكذلك المذاهب الأربع الفقهية المعمول بها لدى الأغلبية الساحقة فى العالم الإسلامى، التقت كلها جنباً إلى جنب دون تفرقة أو خلاف، ولم يكن صدفة أن قام فيها الصرح العلمى الوسطى الأصيل «الأزهر الشريف»، حامياً للتراث الإسلامى.
 
∎ حراس
 
وقال: الدكتور حسن الشافعى مستشار شيخ الأزهر، إن الاتجاهات الجديدة التى ظهرت على الساحة مؤخرا متمثلة فى المد الشيعى تهدد وحدة النسيج الدينى والاجتماعى والروحى فى مصر، وهذا هو الجانب الذى يهم الأزهر، وما يعنينا هو حراسة المشهد المصرى الدينى الذرى يريد أن يحول مصر إلى ما عليه الحال فى بعض البلاد العربية المجاورة من نزاع طائفى ومذهبى مع أنه ليس لدينا تشققات مذهبية أو دينية فى مصر، وأكد أن الأزهر سيظل حارساً لمنهج أهل السنة والجماعة فى مصر.
 
وحث الشافعى جميع المهتمين بالشأن الدينى بمطالبة الحكومة والرئيس الجديد بأن يعيا خطر المد الشيعى، ويتكاتف الجميع لمواجهته حتى يحفظ مصر من كل سوء، وقال استشعرنا خطر التشيع من فترة، وقمنا بعقد عدة ندوات لنؤكد أن مصر ستظل بلد السنة والتوحيد.
 
ومن جانبه أوضح الدكتور عبدالمعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن أصحاب المذهب الشيعى يريدون أن يسّيروا العالم الإسلامى ويفرضوا عاداتهم وتقاليدهم عن طريق الأنصار غير الحقيقيين بإغراءات مادية دون أن يتركوا الناس على سجيتهم وحريتهم فى الاختيار، فعقيدة الشعب المصرى ترفض الوصاية؛ وقال بيومى «يكفى أن نعلم أن الدولة الفاطمية استمرت فى مصر زماناً طويلاً ورغم كل هذا لم تتشيع مصر التى لا يقبل شعبها بغير المنهج الوسطى المعتدل، مذهب أهل السنة والجماعة».
 
وأضاف بيومى إن الإخوة الشيعة لا يسلكون مسلك النقاش الطبيعى والحوار البناء بقدر سعيهم الدءوب لفرض مذهبهم الشيعى الملىء بالعادات الدخيلة على العقيدة الإسلامية السمحة، وأشار بيومى إلى أن الحسينيات ليست من مناسك الشيعة، ولا تمثل شعيرة وعقيدة لديهم، ومن ثم فإننا عندما نصادر حسينية فإننا نصادر عادات وتقاليد بالية لا تمثل حجر عثرة أمام فكرة أو مذهب، بقدر ما تدفع عنا الضرر الأكبر ونحن المسلمون مستعدون أن نناقش الشيعة ولكن دون فائدة من حوارهم، نتيجة فكرة التحيز الأعمى المسيطرة على أفكارهم.
 
وتساءل بيومى هل من الإسلام أن تضرب ظهرك حتى يُدمى؟ أم هل من الدين أن يمتد بك الحزن وأبنائك شهوراً وسنين؟ وهل من العقيدة أن تلوم نفسك على جرم لم ترتكبه؟
 
∎ الطائفية
 
وقال: الدكتور محمد عمارة إن كثيراً من غير المسلمين يريدون تحويل المجتمعات السنية الموحدة فقهيا إلى مجتمعات طائفية خاصة فى مصر التى تمثل العمود الفقرى للعالم الإسلامى، بحيث يصبح ذلك العالم عالما طائفيًّا فيما بينه، لا يقوى على نهضة ولا يحمل لواء حضارة.
 
وقال الدكتور عبدالهادى القصبى: إن الشعب المصرى من أكثر الشعوب الإسلامية إيمانا بكتاب الله وبسنة نبيه (ص)، وأكثر حبا لآل البيت وحفاظا على صحيح الدين، وأن مهمة العلماء الأجلاء فى بيان هذا أصبحت واجبة لا سيما فى هذه الآونة.
 
∎ الوسطية
 
وفى النهاية طالب العديد من علماء الأزهر وأهل الحديث بالوقوف بحزم أمام محاولات شق الصف، مؤكدين أن الأزهر الشريف كعبة العلم وحامل لواء الوسطية اجتمع لفيف من علماء الأزهر وأهل الحديث برئاسة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لمناقشة قضية الحسينيات.
 
وتوصل الحاضرون إلى ضرورة الوقوف بحزم أمام كل محاولات شق الصف المصرى من خلال إيجاد كيانات طائفية لا وجود لها فى المجتمع المصرى، والتصدِّى لكل محاولات زعزعة الأمن الداخلى وإضعاف النسيج المصرى، وعدم الوقوع فى فخ التكفير لأى مسلم، والتفريق بين الحالة السياسية فى التعامل مع بعض الدول الإسلامية، والحالة الدينية والاجتماعية التى تمثل هوية الأمة والتى يجب الحفاظ عليها، مع التأكيد على إكبار وإجلال جميع الصحابة، بالإضافة إلى التأكيد على أن علاج القضايا الحساسة ينبغى أن يتم فى إطار الحرص على وحدة الصف الإسلامى وتقديم مصالح الجماعة ولا يتم ذلك إلا فى ضوء عقول حكيمة مستنيرة تجمع أبناء الأمة الإسلامية ولا تفرقهم.
 
∎ عادات
 
ومن ناحية أخرى نفى محمد غنيم رئيس التيار الشيعى المصرى وجود أى حسينيات فى مصر، لافتا إلى أن ما يبدر من البعض من ممارسات أثناء الاحتفالات الدينية، كما هو الحال فى بعض البلدان كالعراق هو من قبيل العادات والممارسات المرتبطة بهذه الشعوب وليس لها علاقة بالمذهب الشيعى و أكد أن شيعة مصر لا يتبنون مثل تلك الممارسات