الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«صباح الخير» تحقق من مدينة السينما: حقيقة احتراق تمثال محمد كريم

«صباح الخير» تحقق من مدينة السينما: حقيقة احتراق تمثال محمد كريم
«صباح الخير» تحقق من مدينة السينما: حقيقة احتراق تمثال محمد كريم


 
حالة من الجدل ثارت خلال الأيام القليلة الماضية فى الأوساط الفنية والثقافية، بعد ما أذيع نبأ حرق تمثال المخرج «محمد كريم» داخل مدينة السينما، التابعة للأكاديمية، وهذا الجدل يرجع إلى التناقض بين تصريحات المخرج «أمير رمسيس»، الذى أصدر بياناً باسم جبهة الإبداع، وبين كل من «عمر زكى» نائب مدير عام الدراسات العليا بأكاديمية الفنون، ود. عادل يحيى عميد المعهد العالى للسينما، واللذين أكدا أن التمثال بحالة جيدة داخل مدينة السينما بين الأكاديمية واستوديو المدينة.
 
 بينما وجهت اتهامات إلى شباب السلفيين بمنطقة الهرم بأنهم وراء حرق التمثال لأعتراضهم على وضعه أمام أكاديمية الفنون طبقاً للبيان الذى أصدره المخرج أمير رمسيس عن جبهة الإبداع.. دون أى دليل!!
 
 فلقد انتشرت الرواية على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك وتوتير» بأن هناك أشخاصاً من السلفيين قاموا بالتسلل إلى مدينة السينما بشكل غير قانونى وإحراق التمثال بأنفسهم وأن الشباب السلفى الموجود بالمنطقة طالبهم من قبل وقت وضع التمثال أمام الأكاديمية فى الخارج أن يزيلوه من مكانه لأنه حرام، وتضايقهم رؤيته كثيراً، وبالفعل استجابت الأكاديمية، ووضعته داخل جهاز السينما.
 
يالها من واقعة «حقاً ملتبسة» فنجد أن سبب توجيه التهمة لشباب السلفيين، أنهم قالوا من قبل إنه إذا ظل التمثال موجوداً خارج الأكاديمية سيحطمونه، ويجب التخلص منه تماماً وعدم وجوده بالداخل أيضاً، لأن ما كان يسمح بحدوثه أيام النظام البائد أنتهى، ولن يسمحوا بوجود أصنام بعد اليوم، فقد انتهى هذا العصر إلى الأبد.
 
 وفى المقابل نجد أن المتحدث الرسمى باسم حزب «النور السلفى» يسرى حماد أتهم جبهة الإبداع بالوقوف خلف الحريق، مطالباً الجبهة بتقديم أدلة اتهامها للتيار السلفى بدلاً من إصدار بيانات تثير الرأى العام دون دليل.
 
 وقال ان من أصدر البيان، هم من أحرقوا التمثال، خاصة أنهم أول من أثاروا قصة حرقه، على الرغم من وجوده داخل مدينة الفنون، وهم أيضاً من أشاروا بأصابع الأتهام للتيار السلفى على الرغم من عدم وجود دليل واحد يشير إلى وقوف شباب الحزب وراء ذلك.
 
ولكن الواقع يتطلب أن ننتظر تقرير المعمل الجنائى لمعرفة سبب الحريق الذى نشب بتمثال المخرج محمد كريم حتى نقضى على حالة اللغط التى نعيشها.
 
ولعل حالة اللغط و الأرتباك التى صاحبت هذه الواقعة كانت دافعاً قوياً للذهاب للتأكد من حقيقة الأمر ومدى مصداقية الأحاديث المنتشرة بشأن حرق السلفيين للتمثال.
 
∎ زيارة ميدانية
 
وبالفعل ذهبنا إلى مدينة السينما بأكاديمية الفنون بمنطقة الهرم وفور وصولنا إلى باب استديو النيل والذى تقع بعده بعد خطوات المدينة تقابلنا مع أحد أفراد الأمن وتحدثنا سوياً هل حقا «يوجد تمثال تم حرقه ؟.. سكت قليلاً وقال لى «هل انت صحفية» فقلت له نعم وهناك العديد من الأقاويل التى تتردد حول قيام مجموعة من السلفيين بحرق التمثال ونريد رؤية الأمر بأعيننا والتأكد من هذا الأمر.
 
∎ زيارة ميدانية
 
وبالفعل رأيت التمثال ولقد بدت عليه حقاً وعلامات الاحتراق وحوله بعض أنواعً من القماش الملفوف حوله ولقد تحول لونه من اللون الأصلى إلى لون محترق ويوجد قطع من الشاش الأسود، والذى تظهر عليه آثار بعض الحريق، المتناثرة حول قاعة التمثال التى لم يكتمل تشييدها بعد، ووجود هالات سوداء على رأس التمثال وبقايا الشاش الملفوف عليها، وعلى كتفه وعنقه.
 
وبدأت أتحدث مع موظف الأمن وقال لى ان ما يقال حول قيام بعض السلفيين بحرق التمثال كلام غير صحيح، فلقد أتت المباحث وقامت بالمعاينة لتقديم تقرير بذلك الأمر ولا يجب الاستباق بتكرار هذه الأوقايل.
 
وبدأ يحكى لى أنه تم إحضار التمثال إلى هنا قاصداً «مدينة السينما» بعدما كان فى معهد السينما منذ شهر تقريبا، وكان ملفوفا «بالخيش» حتى يتم تركيب قاعدة اسمنيتة له وتجهيز المكان المخصص له فى حديقة المدينة. فهو مصنوع من الجير وما حرق هو القماش الخيش الملفوف حوله وقال الموظف إن التمثال أحرق قبل الإعلان عنه فى الصحف بأسبوع تقريباً فقد أتينا يوماً لنجده محروقاً فقد يكون هذا نتيجة «عقب سيجارة» ولهذا فلابد أن ننتظر تقرير المعمل الجنائى لنعرف ماذا سوف يحدث ولعل الرؤية المبدئية للتماثل تظهر أن لونه تغير من اللون الزيتى إلى لون أغمق بفعل الحريق، علماً بأن التمثال تم إحضاره منذ شهر.
 
 ومن ناحية أخرى أكد الدكتور عادل يحيى عميد المعهد العالى للسينما أن البيان الذى أصدره المخرج أمير رمسيس باسم جبهة الإبداع، وادعى فيه قيام مجموعة من السلفيين بحرقه داخل مدينة السينما عار تمامًا من الصحة وقال: «إنه لا يمكن لأحد أن يقوم بحرق التمثال لأنه ليس من الورق».
 
وفى ذات السياق أكد عمر زكى نائب مدير عام الدراسات العليا بأكاديمية الفنون، أن ما تداولته صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من شائعات حول حرق السلفيين لتمثال المخرج محمد كريم، غير صحيح، وأنه بحالته التى عليها داخل مدينة السينما بين الأكاديمية واستوديو المدينة!!