السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وبراءة الوطواط فى عينيه!!

وبراءة الوطواط فى عينيه!!
وبراءة الوطواط فى عينيه!!


إن هذا اليوم من أغرب أيام حياتي، وهو اليوم الذى التقيت فيه بأغرب صديق عرفته، وكانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل وأنا مازلت خارج المنزل وكان هذا الأمر يغضب والدى كثيرا. فاتصل بى وهو منزعج، فأسرعت عائدا.. على سلم المنزل وجدت شيئا لونه أسود ملتصقاً على الحائط، فلم أعط له أى اهتمام ولكن عندما اقتربت منه أراد أن يطير بعيدا، وهذه الصدمة جعلتنى أضربه بقدمى قبل أن يرتفع. فأصبته، ثم ذهبت لكى احضر قفصا لاحتجزه فيه. وعندما أمسكت بهذا الكائن ونظرت له بدقة، علمت أنه وطواط. دخلت المنزل وأنا أحمله خاف كل أفراد الأسرة خافوا من وجود هذا الوطواط فى المنزل، واتفقوا على شيء واحد وهو أن ألقى به من شرفة غرفتي. وعندما دخلت الشرفة لم أستطع أن ألقى به وهو مصاب. فأخفيته فى غرفتي. وفى اليوم الأول كنت خائفا من وجوده فى غرفتي.. ولكن فى اليوم الثانى كان الأمر عاديا. أردت أن أعرف ماذا يأكل، فدخلت على الإنترنت لأعرف، فوجدت أنه يأكل الحشرات ويتغذى على الفاكهة، وعرفت أيضا أن هناك أنواعا من الوطاويط تتغذى على اللحوم والدماء، ولم أجد مكانا إلا سطح المنزل حتى لا يراه أحد، ولأستطيع أن أراه دون أن يرانى أحد. واستطعت أيضا أن أصنع له منزله الخاص بالأسلاك لكى يتعلق عليها ويشرب، لأننى قرأت من قبل أنه لا يستطيع الشرب إلا وهو معلق من قدميه. وفى اليوم التالى وجدت أنه قد تأقلم مع منزله الجديد واستطاع أن يصطاد بعض الحشرات ليتغذى عليها.. وتحسنت حالته كثيرا، فوضعت له قطعة من التفاح ثم لاحظت أنه لم يتمكن من أكلها ولقد علقت فيها أنيابه، فسحبتها حتى لا يتأذي، وكعادة كل يوم وأنا ذاهب لأطعمه وجدت شيئا غريبا لم أتوقع حدوثه، فقد تفاجأت بوجود وطواط آخر أكبر حجما يقف أمام منزل وطواطى وكان منظره مرعبا للغاية, ولاحظت أنه يريد مهاجمة وطواطى الصغير، فلم أجد شيئا لأفعله سوى اننى ألقيه بالحجارة، فطار بعيدا إلى الأشجار.. فذهبت مسرعا حتى اطمئن على وطواطى فوجدته بخير، ومنذ هذه اللحظة شعرت بأنه قد أحبنى كثيرا، وقد اختفت ملامح البراءة التى أحببت أن أنظر إليها، لكنى لم أستطع أن أتخلص منه لأننى قد أحببته كثيرا. ومنذ هذه اللحظة أصبح الوطواط هو حيوانى المفضل بالرغم من كل الحيوانات التى سبق لى تربيتها.•

خالد عادل