الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فى ذكرى حرب أكتوبر: لواء أركان حرب محمد فريد حجاج بين الرياضة والجبهة:

فى ذكرى حرب أكتوبر: لواء أركان حرب محمد فريد حجاج  بين الرياضة والجبهة:
فى ذكرى حرب أكتوبر: لواء أركان حرب محمد فريد حجاج بين الرياضة والجبهة:


يزدحم سجل أكتوبر المجيد بالأسماء والشخصيات والأحداث التى  لا تكف عن إضافة الجديد من أسرار وبطولات هذه الحرب المجيدة، واللواء أركان حرب محمد فريد حجاج كان أحد هذه الشخصيات من كونه كابتن نادى  التوفيقية لكرة اليد وكابتن المنتخب العسكري، وهذا التفوق الرياضى  صار جنبا إلى  جنب مع تفوقه العسكرى  الذى  وصل فيه لأعلى  الرتب وحصل على  فرقة أركان حرب، وكان أحد جنود الجيش المصري، كما كان فى  الملاعب كان على  الجبهة ضمن أول من عبروا للضفة الشرقية.
قصص الرجل مزدحمة وشيقة نقتطف معه هذه الزهور والحكايات.
فاصل1.. : الكلية الحربية
فى  1958 تخرجت فى  الكلية الحربية من سلاح مدفعية الميدان، وكنت أعشق هذه الدراسة حيث قامت ثورة يوليو 1952 وكنت فى  قمة سن المراهقة 16 عاما وخالى  توفيق عبدالفتاح من الضباط الأحرار، وكان كل شباب مصر يحلم بارتداء الزى  العسكرى. 
فاصل2.. كابتن اليد
مع بواكير دخول كرة اليد مصر منتصف الخمسينيات كنت فى  طليعة من مارسوا اللعبة وتفوقوا فيها مع د.فضالى  وشهد نادى  التوفيقية أمجاده فى  اللعبة مع جيلى  ومحمود حسن حارس المرمى.. والشهيد فاروق فارس.. وكان تفوقى  فى  اللعبة كمدافع صلد «سردباك» سببا فى  اختيارى  للمنتخب العسكرى  للعبة الذى  طاف بلادا كثيرة بنجاح وسفير جيد للرياضة العسكرية.. حتى  عام 65 اعتزلت.
فاصل 3.. فى  حرب اليمن
مع بداية إرسال القوات المصرية إلى  اليمن كنت فى  طليعة المرسلين إلى  هناك بداية 62 وظللت باليمن سنة إلا بضعة أيام كقائد لأول سرية مدفعية مصرية تصل اليمن، وكانت المهمة هناك بمثابة سنة كبيسة.. وعقب العودة مارست كرة اليد ولكن «مش» زى  ما كنت قبل السفر لليمن!
فاصل 4.. نكسة 67
فى  مايو 67 كنت قائد كتيبة فى  لواء مدفعية فى  الجيش الثالث ودخلت سيناء كمسئول.. ثم عدت وأصبحت مسئول استخدام تنفيذ أفراد المدفعية فى  السويس، وكنا نشن غارات جوية مكثفة على  إسرائيل رغم تواضع مدفعيتنا، وكانت الهزيمة التى  تفجر من رحمها الانتصار المجيد.. هذا المخاض استمر خمس سنوات من أصعب السنوات التى  مرت على  الجيش المصرى، ولكنها فى  ذات الوقت كانت بناءًا صلدًا وذا أسس متينة.
فاصل 5.. الانتصار
فى  الثامنة والربع صباح يوم السادس من أكتوبر وكنت أشغل مقدم أركان حرب الفرقة 19 ورئيس عمليات مجموعة المدفعية أبلغنى  العميد يوسف عفيفى  قائد الفرقة بأنه تم تحديد ميعاد الثانية ظهرا اليوم للعبور للضفة الشرقية.. ولا تتصور مدى  الحماس اللى  دق فى  قلبي.. والله شممت ريح الجنة.. وشفت النصر أمامي.. وانطلق المارد من القمقم.
والتهبت أرض المعركة الأولى  من نوعها فى  احتكاك مباشر مع العدو وفى  أول 48 ساعة لم ينم أحد وعبرنا وبعد ساعات كنت فى  أول كتيبة تعبر على  الكوبرى  وعقب العبور للضفة الشرقية وجدنا الأرض التى  هبطنا عليها متماسكة وهو ما يعنى  عدم المقدرة على  فتح الساتر، يعنى  الكوبرى  المخصص لعبور الفرقة 19 دبابات تعطل ولن تقوى  المدفعية على  العبور لفتح الطريق وحماية المشاة، فتأزم الموقف وبدأنا فى  حرب ستاير نيران ببعض المدافع.. ونحفز ونثبت من ناحية أخرى  وقمنا بعملية خداع كامل للعدو حتى  نجحنا فى  دق رأس الكوبرى  وفى  اليوم التالى  عبرنا وتم أسر أكثر من مائة أسير وقتلنا المئات واحتللنا أماكنا الاستراتيجية فى  الضفة الشرقية.
وبمناسبة الخداع أذكر أن الرياضة وتنظيم المباريات الرياضية فى  معظم الألعاب على  الجبهة لعبت دورًا كبيرًا قبيل وأثناء الحرب وكم نظمت دورات للجنود والضباط كانت تأخذ طابع الجدية والسخونة من أجل الترفيه وتعميق إحساس الاطمئنان والسكينة وأننا مش بتوع حرب.. ولكن هيهات!
فاصل 6.. أيام لا تنسى
النقطة 148 والشهيد محمد زرد.. وهذه النقطة كانت «معصلجة» وكان زرد رئيس شئون الكتيبة، وقاد 19 جنديًا.. وناور حتى  قام بالاستيلاء عليها وأسر 20 إسرائيليًا.
وضمن الحكايات التى  لا تنقطع بعد وقف إطلاق النار تحرك العدو لإمساك هدف بمنطقة استراتيجية للتفاوض عليه، فكان الهجوم على  السويس، فطلب العميد يوسف عفيفى  رئيس الفرقة بعمل فرق صغيرة.. «تيم» للمقاتلة.  وتدمير دبابات العدو بالشلوفة.
أسماء وأبطال وشهداء فى  أيام لا تنسى  صنع خلالها أبناء مصر المعجزات، فلك أن تتصور أننا دخلنا الحرب بأسلحة صناعة أعوام 38 و42 و43 مدافع روسية تم صناعتها وقبل وأثناء الحرب العالمية الثانية وكذلك الدبابات تى  34 صناعة الأربعينيات وهلما جرا، فى  حين قمنا بتدمير وآسر دبابات مازالت فى  «التليين» صناعة 69 و70 وشوف حجم التطور التقنى  ولكن الإرادة العملية الحرة والروح المعنوية العالية كان لها الدور الأكبر فى  الانتصار.. هذه الروح التى  أعيش بها حتى  الآن، مرجعى  فيها حب الوطن دون غرض.
فاصل 7..  الاستراتيجية العسكرية
استمررت فى  صفوف العسكرية المصرية جنديًا مخلصًا وحصلت على  الدكتوراه فى  الاستراتيجية العسكرية عام 88 ووصلت لرتبة اللواء ورئيس كرسى  المدفعية والصواريخ ومساعد مدير أكاديمية ناصر العليا عام 92.
بالنسبة للعمل التطوعى  فى  كرة اليد تم انتخابى  وكيلا لاتحاد اللعبة خلال الفترة من 1992: 2000 وكنت بمثابة الموتور الذى  لا يهدأ وهى  الفترة الذهبية للعبة حصلنا على  بطولة العالم ناشئين مواليد 93.
المركز السادس فى  بطولة العالم رجال بأيسلندا، ونظمنا بطولة العام 99 وحصلنا على  المركز السادس ثم الرابع فى  فرنسا.. والسادس فى  الأوليمبياد، من الآخر الفترة الذهبية للعبة وبها ونعمت، وابتعدت مع تطبيق بند الـ8 سنوات الذى  أؤيده بقوة من أجل تجديد الدماء وتغيير الفكر بعيدا عن كلمات الحق التى  يراد بها باطل.
فاصل 8.. كرة اليد
سر تأخر كرة اليد المصرية يعود إلى  سوء الإدارة والتخطيط الذى  تعيش فيه اللعبة فى حين كنا فريق عمل استخدمنا العلم فى  الإدارة بإرادة وطنية، حاليا محترفو الانتخابات تصدروا المشهد.
فاصل 9.. مؤلفات
قمت بتأليف خمسة كتب وهى  «صفحات من تاريخ الصومال.. حيث كنت ملحق عسكرى  هناك- 67 لماذا؟- مذكرات أحمد عرابي- الفرص الضائعة فى  الصراع العربى  الإسرائيلي- زيارة بالأمر لمملكة بلقيس. •