سر رحيل جوزية
محمد عبد العاطي
كتب «مانويل جوزيه» المدير الفنى للنادى الأهلى كلمة النهاية بشأن استمراره أو بقائه فى الأهلى وأعلن عن رحيله عقب خسارة الفريق أمام إسبانيول الإسبانى بثنائية نظيفة فى المباراة الودية التى جمعت بين الفريقين فى مدينة برشلونة ليغلق المدير الفنى البرتغالى الباب على حالة الجدل التى دارت حول استمراره داخل القلعة الحمراء خاصة فى ظل المقابل الذى كان يتقاضاه هو وجهازه المعاون.
وكان قرار رحيل «مانويل جوزيه» متوقعاً بعد الأزمة المالية التى عانى منها الأهلى عقب توقف النشاط الكروى فى مصر نتيجة أحداث مذبحة بورسعيد لاسيما أن تدبير الراتب الشهرى للمدرب أصبح أمراً صعباً بعد أن نفد رصيد الوديعة التى قام الشيخ الخرافى رحمه الله بإيداعها أحد البنوك لتمويل عودة مانويل جوزيه الموسم الماضى وتخفيض النفقات التى كان من المقرر أن يدفعها النادى له.
فى الواقع رفض «مانويل جوزيه» مبدأ تخفيض راتبه أو تقليص جهازه المعاون مفضلاً الرحيل خاصة بعد أن وصله عدد من العروض الخليجية القادمة من الدورى القطرى بمبلغ يزيد عما يتقاضاه فى الأهلى إلى الضعف.
وقد اتخذ «مانويل جوزيه» قراره بعد غموض عودة النشاط الكروى فى مصر خاصة أن الحياة السياسية أصبحت تتصدر المشهد فى مصر وعدم التفكير فى الرياضة بالشكل الكافى دفع المسئولين للتراجع عن الاهتمام بنشاط كرة القدم .
وجاء قرار رحيل «جوزيه» بعد أن اجتمع مجلس إدارة الأهلى لتحديد مصيره بعد أن طالب مجلس الإدارة بالإجماع بضرورة تفهم جوزيه لوضع النادى الأهلى والأزمة المالية التى يمر بها وتعانى منها الكرة المصرية من أجل التنازل عن جزء من الراتب الضخم الذى يتقاضاه ولكن إصرار جوزيه على الحصول على راتبه بالكامل دفع مجلس الإدارة لاتخاذ قرار بعدم التجديد .
وكان لأزمة «المدير الفنى البرتغالى» مع حسام غالى قائد الفريق بالغ الأثر فى التعجيل بعدم التوافق ورحيل الخواجة البرتعالى نتيجة اقتناع مجلس إدارة الأهلى بسلامة موقف اللاعب وتعسف مانويل جوزيه فى استعمال حقه فى إيقاف اللاعب والمطالبة برحيله خاصة أن مباراة الملعب المالى كشفت عن خلل كبير فى وسط الملعب كان سيتفاداه المدير الفنى بإشراك حسام غالى فى المباراة لاسيما أن تحليل مجلس إدارة النادى للأزمة وإعتذار اللاعب لجوزيه كان كفيلاً بأن يتدارك المدير الفنى للأمر ولا يطالب برحيل اللاعب عن النادى .
ويعانى النادى الأهلى من أزمة مالية كبيرة بسبب توقف المباريات وعدم الحصول على أموال أو عائد مادى من عقد الرعاية البالغ 141 مليون جنيه الموقع مع وكالة الأهرام للدعاية والإعلان العام الماضى، أو المقابل المادى لبث المباريات ، كذلك فإن النادى لم يسدد بقية صفقة وليد سليمان .
كذلك فإن رواتب اللاعبين والجهاز الفنى كشفت عن تفاقم الأزمة المالية التى سيتأثر بها الأهلى مستقبلا بسبب الرواتب المرتفعة التى يدفعها الأهلى للاعبيه .
وعلى هذا الأساس فإن الاستعانة بحسام البدرى مديراً فنياً فى الفترة المقبلة جاء فى مكانه الصحيح خاصة أنه يتفهم طبيعة المرحلة التى يعيشها الأهلى فى ظل توقف النشاط المحلى لكرة القدم .
ومن ناحية آخرى جاء رحيل مانويل جوزيه ليفتح الطريق أمام قطاع كبير من اللاعبين الذين تم استبعادهم وأتخذ قرارا برحيلهم بداية من الموسم المقبل خاصة الذين فضل المدير الفنى إعارتهم لأندية أخرى أمثال محمود أبو السعود والمعتز بالله إينو وغيرهم.
وكان مجلس إدارة الأهلى حاول فى الفترة الماضية أن ينفذ طلبات مانويل جوزيه بإبعاد العناصر غير المرغوب فيها بناء على قراره إلا أن اقتناع لجنة الكرة بعدد من اللاعبين دفعها لمنح توصية بعدم التفريط فى أكثر من لاعب عن طريق بيعهم والاكتفاء بإعارتهم لحين عودتهم مرة أخرى للنادى.
وسيفكر الكثير من اللاعبين المقيدين فى قائمة الأهلى كثيرا فى مستقبلهم مع الأهلى عقب قرار رحيل جوزيه عن النادى لاسيما أن الأزمة المالية ستدفع إدارة النادى لعدم التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين فى الموسم المقبل وهو ما يفتح الطريق أمامهم كى يعودوا من جديد .