ماذا يحدث للطلبة؟.. أغرب عادات..المذاكرة والامتحانات

لميس سامى
ليه واحنا بنذاكر فى الغالب بنحتاج نسمع موسيقى أو نذاكر على أغانى «الست أم كلثوم»؟.. ليه فجأة الطالب وهو بيسترجع دروسه يكتشف أنه شاعر ويبدأ يكتب أبيات شعرية؟ ليه بيحلى لينا الرسم تحديدا على صفحات الملزمة أو الكتاب اللى بنذاكر فيه مواقف كتيرة متشابهة بتحدث لكل الطلبة أثناء مذاكرتهم قبل الامتحانات.. يا ترى إيه السبب؟
قررنا الاستعانة بالدكتور أحمد علام - دكتوراه فى التفكير الإبداعى - ليزيل الغموض وعلامات الاستفهام حول كل ما يحدث للطلبة أثناء المذاكرة قبل ليالى الامتحانات.
∎ إزاى تذاكر بشكل مختلف؟
يقول الدكتور أحمد علام: أغلب الطلبة بيستخدموا «دماغهم» استخدام خاطئ مثل «الفكهانى» غير المتعلم عندما نقوم بإعطائه جهاز كمبيوتر ولايستطيع استخدامه.. فالطلبة وجميع من يدرس حتى التخرج يظل «فكهانى» فى استخدام دماغة واستغلالها استغلال سليم لذلك بيتخرج مئات الطلبة بنفس المستوى وبنفس الأسلوب وبيلقوا نفس المصير وهى «القهوة» الكائنة فى نهاية شارع بيتهم.. ولذلك لابد أن يعمل الطالب على التفكير والمذاكرة واستخدام الدماغ بشكل مختلف وذلك عن طريق تنمية قدراتها واستعمالها.. فأغلب الطلبة يقومون باستعمال دماغهم قبل الامتحانات بشهر وهذا هو الفرق بينهم وبين الأول على دفعتهم أو على مدرستهم فالأول دائما بيستخدم دماغه وبيذاكر من أول العام الدراسى فحتى إذا لم يتذكر ما تم دراسته فى بداية العام بمجرد مراجعة الدروس مراجعة سريعة سيتذكرها بسهولة وبدون أى صعوبات وأداؤه للامتحان يكون مختلفاً تكون إجابته واضحة ومرسلة ومرتبة لذلك يحصل على درجات أعلى.. أما الطالب الذى يؤجل دراسته إلى ما قبل الامتحان بشهر ويكثف مجهوده لآخر وقت قد يحصل على النجاح ولكن لا يتفوق وأقرب مثال توضيحى على «دماغ» الإنسان هو السيارة.. فالسيارة دائمة الاستخدام يكون المحرك لها يعمل بكفاءة مثل الطالب الذى يستخدم عقله ودماغه من أول العام الدراسى «بيكون مزيت دماغه» ومن أول شرارة لاستذكار الدروس عقله يعمل بكفاءة.. وبالنسبة لمن لايستخدم دماغه مثله مثل العربية «المركونة» وبذلك عندما يأتى دور الدماغ لتشغيلها تكون بحاجة إلى «تزييت» وأحيانا إلى «زقة» ليستطيع إدخال المعلومات بها ولذلك يأخذ وقتاً فى المذاكرة والحفظ ويصاب بنسيان للمعلومات التى تم إدخالها فى فترة قصيرة أثناء الاجابة فى الامتحان فعندما يقرأ السؤال يتذكر شكل الصفحة والعمود الذى كانت به الإجابة أو الفقرة التى كانت فيها الإجابة ولكن الإجابة نفسها يتم نسيانها لأنه تعرض لها مرور الكرام وفى وقت قصير ولم تنتقل المعلومة للذاكرة طويلة المدى.. لذلك نصيحتى لكل الطلبة أن ينتهزوا فرصة تشغيل دماغهم ويستخدموها استخدامآ صحيحآ لأن ذلك شأنه تقوية الدماغ ونموها مثل التمارين التى تعمل على تقوية العضلات فالقراءة والمذاكرة والفنون تعمل على تقوية الذهن وتخلق الفرق بين إنسان يفكر بشكل إبداعى وآخر تقليدى ... لذلك نصيحتى use it or lose it أى استخدم عقلك أو اخسره.
∎ عادات متداولة أثناء المذاكرة
ويفسر الدكتور علام لماذا يمارس أغلب الطلبة نفس العادات مثل سماع الأغانى وقت المذاكرة أو الرسم على صفحات الكتب والمراجع قائلا: دماغ كل إنسان تتكون من فصين الفص اليمين والشمال وكل فص مسئول عن عدة أشياء فالفص اليمين مسئول عن الألوان والأرقام والخيال والفص الشمال مسئول عن الحروف والكلمات، المنطق والعمليات الحسابية.. بمعنى آخر الفص اليمين مسئول عن الفن و«المعيلة» والشمال مسئول عن المذاكرة و«البواخة».. فعندما يبدأ الطالب بالمذاكرة يستخدم الفص الشمال بصورة أكبر من الفص اليمين، ومن نعمة الله بالإنسان أنه يجعل الفص اليمين يعمل أثناء استهلاك الفص الشمال فى المذاكرة فتجد الطالب فجأة ممسكآ بقلمه ويبدأ برسم زهور وقلوب وشخصيات كرتونية أو يبدأ بحفظ المعادلة أو التعريف على شكل «رتم» ليقوم بغنائها.. وأحيانا بعدما يأكل الطالب ويذهب للمذاكرة بعد فترة قليلة يقوم ويذهب إلى الثلاجة ويفتحها ثم يغلقها بدون أن يأخذ منها شيئا وتفسير ذلك هو أن فصه اليمين جعله يتخيل أنه سيجد شيئا ما فى الثلاجة فذهب وفتحها ولم يجده.
∎ تمرين لتقوية الفص اليمين
ودلل دكتور علام كلامه قائلا: أفضل تمرين يمكن من خلاله اكتشاف أن الفصين يعملان معا وفى نفس الوقت هو تمرين جيد لتنمية الفص اليمين الذى يستخدم بصورة أقل من الفص الشمال هو كتابة الألوان بأسماء مختلفة ونطق اللون الذى تم الكتابة به وليس اللون الفعلى مثل كلمة «أحمر» تكتب باللون الأخضر وعند عرضها يتم قراءة اللون الذى كتب به وهو «الأخضر» وليس اللون الفعلى المكتوب بالحروف.. وأثناء إجراء هذا التمرين ستجد أن الفرد لا يستطيع الإجابة دائما بشكل صحيح لأن الفص الشمال يقرأ الكلمة فى البداية قبل إعطاء الفص اليمين الفرصة فى رؤية اللون ونطقه.
∎ إزاى تكون مبدع
كما قال دكتور علام: منذ بداية مولدنا ودائما الأهل والمجتمع يفضلون تنمية الفص الشمال المسئول عن التعليم والدراسة ولا يحاولون تنمية الجزء الإبداعى أو الفنى فى الفص اليمين.. وعلى الرغم أن الطفل يدخل المدرسة منذ 6 سنوات ويدرس 21 سنة فى المدرسة ومن ثم 4 سنوات جامعة إذا كان من الكليات النظرية يعنى مجمل سنوات عمره بعد التخرج 22 عامآ وفى خلال هذه الأعوام يستعمل ويستهدف فصاً واحداً فى الدماغ إلا أنه بعد هذا العمر يستطيع أن يكون مبدعاً ويخرج عن نطاق الروتين والتفكير النموذجى.. فالإبداع يعنى الخروج عن المألوف طالما الموقف لا يتطلب منى الالتزام بالقواعد والقوانين.. وفى الأغلب جميعنا مبدعون ولكن مازال هناك أشخاصا لم يكتشفوا إبداعهم ولكى تستطيع أن تكتشف ما إذا كنت مبدعآ أم لا فإذا وجدت صفة من الصفات الخمس المطروحة تقوم بها فتأكد أنك مبدع وتستطيع التفكير بشكل مختلف جذاب وإبداعى.. هل تحلم أحلام اليقظة؟ هل تقوم بخلط أكثر من أكلة أثناء الطعام؟.. هل تقوم بعمل مزج فى ألوان ملابسك؟ هل ترى مشهدآ وتظن أنك رأيته من قبل؟... هل أنت من الأشخاص كثيرى الأسئلة؟
فى الأغلب تجد داخل كل فرد منا صفة أو أكثر يقوم بها من ضمن هذه الأسئلة ولكن يبقى السؤال كيف أصبح مبدعآ بفكر مختلف ورؤية مختلفة؟ والإجابة هى تدريب المخ على عمل 5 أشياء وتجنب 4 أشياء حتى تعطى عقلك فرصة للإبداع من خلال التعرف على إمكانيات عقلك أكثر، ومن ضمن الأشياء التى يفضل تمرين الدماغ عليها الطلاقة فى الكلام، والمرونة فى تقبل الأفكار المختلفة والغريبة، الأصالة فى التفكير، التوسع فى الأفكار والشراكة فى التفكير.
أما الصفات التى لابد الابتعاد عنها لتدرب عقلك على الإبداع وتطلق لعنان الفكر التخيل هى: الابتعاد عن الإجابات النموذجية والمثالية والإجابة على غير المألوف، الابتعاد عن فكرة الالتزام بالقواعد والقوانين، الابتعاد عن استخدام كلمة مستحيل هذا غير عقلانى لأن التفكير بهذا المنطق يضع أقفالا على العقل، إلغاء فكرة إنك إنسان غير مبدع ولن تستطيع التفكير بإبداع.