جرعة تفاؤل فى مستشفى سرطان الأطفال

بطبعى أكره زيارة المستشفيات  ولا أحب الرائحة المنبعثة من غرف العمليات أو حتى المنبعثة  من غرف المرضى ، وأكتئب بشدة عندما تدعونى الظروف لزيارة مريض يمت لى بصلة قرابة أو صلة صداقة وأفعل ذلك وأنا متضررة وتحت ظروف قهرية لأنى لا أتحمل أن أرى أحداً يتألم أو فى حالة ضعف..

 أمر على مستشفى سرطان الأطفال 57357  بصفة دائمة وأنا ذاهبة لمقر عملى بالمجلة وكان يلفت نظرى دائما بناؤه المعمارى من الخارج والمبنى على طراز فريد وحديث.. وكنت أتمنى زيارته منذ سنوات لأراه أيضا من الداخل نظرا لما كنت أسمعه وأشاهده فى إعلانات التليفزيون  ومن الناس الذين زاروه أنه فريد من نوعه.. دخلت وأنا اشعر بقبضة قلب ولكن شيئا فشيئا بدأت هذه القبضة تزول لما رأيته منذ الوهلة الأولى لدخولى المكان، فمن البوابة الخارجية للمستشفى لفت نظرى النظافة الفائقة والنظام وسعدت جدا عندما رأيت  زجاجة كبيرة لسائل معقم ومطهر  معلقة على باب الدخول وبجوارها لافتة تطلب من الزائرين تعقيم أيديهم قبل الدخول.
بهو المستشفى الواسع وعلى الرغم من تواجد ناس كثيرة فيه من زائرين ومرضى وذويهم فإن  ما لفت نظرى أيضا هو الهدوء التام وهو عكس ما نراه فى باقى المستشفيات.. وكانت فرصة جيدة بالنسبة لى لأرى المتبرعين الذين يدخلون بهدوء، كل منهم يتبرع بما قدره الله عليه..شاهدت سيدة كبيرة فى السن أتت بمفردها تتكئ على عكاز تبرعت وخرجت فى هدوء.. امرأة أخرى عجوز طاعنة فى السن لا تقل عن الـ 80 عاما صممت أن تأتى بنفسها للتبرع ولم تكتف بإرسال المبلغ مع ابنتها!
 ثم رجلان متوسطا الحال يرتديان جلبابا بلديا ثم سيدة أنيقة تبرعت بمبلغ كبير جدا.. ورجل وبصحبة طفل.. ولكن ما لفت نظرى هو دخول رجل  وعرض التبرع بكرسى متحرك لكنه بحسب قوله مستعمل استخدام خفيف ،  ولكن فوجئت بأن طلبه قوبل بالرفض.. اندهشت لماذا هذا الرفض إلى أن جاء أحمد عبدالمنعم مسئول العلاقات العامة، وقال هؤلاء الأطفال مرضى بالسرطان ومناعتهم ضعيفة أو صفر.. إذا لماذا نعرض حياة أطفالنا للخطر؟؟
سألته عن التبرعات وما هو الحد الأدنى لها قال : نحن نقبل التبرع ابتداء من جنيه واحد وبدون حد أقصى بالطبع.. ويكون بإيصال وتكتب عليه صدقة جارية أو زكاة  أو فاعل خير ، وهذا بحسب رغبة المتبرع.. نقبل أيضا التبرعات العينية كالكراسى المتحركة أو أسرة.. أو أجهزة طيبة نحتاج إليها وبعضها يصل سعره إلى ملايين وغالبا ما تقوم جهة ما بالتبرع بها..
مررنا فى جولتنا على بنك الدم فسألته هل الدم متوافر لديكم أم تعانون عجزا فيه؟ أجاب: هو متوافر بوجه عام، ولكن فى بعض الأحيان القليلة يقل لدينا ولكن أبدا لم نصل إلى مرحلة العجز التام بفضل الله. ثم وصلنا للصيدلية وتحدثنا مع دكتور هانى رئيس قسم الصيدلية قال إن هذه الصيدلية أكبر صيدلية فى مستشفيات مصر لها دور كبير جدا فالصيدلى يرافق الطبيب للمرور فى حجرات المرضى ليشرفا على العلاج والصيدلى يكون له رأى مهم فى العلاج الذى يكتبه الطبيب ويأتى طلبة من الدول الأجنبية يتدربون فى هذا المكان ويتراوح عدد المتدربين فى العام الواحد ما بين 15 و 20 صيدليا كان آخرهم من إثيوبيا.•