السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تماثيل رخام ع الترعة وأوبــرا!

تماثيل رخام ع الترعة  وأوبــرا!
تماثيل رخام ع الترعة وأوبــرا!


انفتحت طاقة أمل.
أصبح تحقيق الأحلام ممكنا، هكذا قلت لنفسى وأنا أتابع بعض لمحات مما يحدث فى مصر، وما يحدث فى «صباح الخير».. فالبشائر تدل على أننا وضعنا أقدامنا على بداية الطريق لتحقيق الأحلام المستحيلة يوم 25 يناير2011 وأن الشعب المصرى يكتب التاريخ كعادته، ويقوم بثورة تالية فى يونيو 2013 هذه معجزة.. هذا شعب يحقق الأحلام المستحيلة.


 ومع أن هناك أحلاما مستحيلة التحقيق راودتنى كثيرا، وشطحات خيال، كنت أمنى نفسى بها من سنوات طويلة طويلة، بعيدة بعيدة، إلا أن المستحيلات يمكن أن  تتحول لممكنات. هكذا شطح بى خيالى، وأنا فى حال ابتهاج ببشائر انفراج الكرب، وبدء تخطى العقبات، أمامنا مهام صعبة، فالأحلام لاتتحقق من تلقاء نفسها.. علينا أن نتخلص من عيوبنا التى تراكمت فى عهود الفساد والغباء والتبعية التى ثرنا عليها. علينا أن نضع خريطة طريق لأحلامنا وخططا مرحلية لتحقيقها.. «تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا».. كان حلما جميلا أطلقه فنان «صباح الخير» الرائع صلاح جاهين، من حقنا أن نواصل هذا الحلم الذى قد يبدو مستحيلا، حتى يأتى الوقت ونتمكن من تحقيقه، وسيأتى. ألم نكن نحلم بالثورة على دولة الفساد، وكان حلمنا هذا يبدو لنا ـ أحياناـ كحلم مستحيل؟!..  أحلام كثيرة نتطلع إلى تحقيقها، تبدو مستحيلة: العدالة.. الكرامة.. الحرية.. بدأنا والطريق طويل.
•  حدث يتجاوز الأحلام    
وبينما أحاول أن أستطلع ما يمكن أن يتحقق من أحلام مصرية وجدتنى أندهش وأنا أتابع أخبار حدث يتجاوز أحلام يقظتى..
كنت أحلم بأننى فى يوم ما سأركب سيارة وأقودها دون أن أجلس على مقعد القيادة!.. سيارة تقود نفسها بنفسها، حسب رغبتى وإرادتى، حسب ما أمليه عليها، أو ما أبرمجها عليه.. فطوال حياتى وجدت نفسى لا أحب، ولا أرغب، ولا أحاول تعلم قيادة السيارات. كنت مدللا دائما عندما يتعلق الأمر بوجود سيارة تحملنى من مكان إلى مكان، فكل من حولى يقودون سياراتهم، الأهل.. والأصدقاء.. والإخوة والأخوات.. وحتى الوالدة، رحمة الله عليها، كانت أحيانا ما تصحبنى فى سيارتها لتنقلنى من مكان إلى آخر لألحق بموعد أو ألبى نداء عمل.
وكان طبيعيا أن أتلقى السؤال:
ألا تفكر فى أن تكون لك سيارتك الخاصة؟
وكان جوابى الدائم هو أننى لا أحب قيادة السيارات. لا أعرف لماذا؟.. هل هى عقدة؟.. هل هناك واقعة ما فى حياتى.. فى طفولتى مثلا، فى العقل الباطن ربما، ترتب عليها عدم رغبتى فى تعلم قيادة السيارات؟.. هل توافر الأهل والأصدقاء والزملاء والتاكسيات حولى، هو السبب؟.. هل فوضى المرور هى السبب؟
• صلاح عبد الصبور.. والخوف
 أتذكر فى سنواتى الأولى فى «صباح الخير» أننى كنت أجرى تحقيقا صحفيا عن معرض القاهرة الصناعى الدولى، زرت خلاله جناح اليابان الذى ظهرت فيه لأول مرة سيارة «هوندا» الأنيقة الصغيرة. وأنها أعجبتنى، ووعدنى مدير الجناح اليابانى أن يدبر لى واحدة بتخفيض كبير. وما علىَّ سوى دفع ألف جنيه فقط، وبالتقسيط المريح !
لكننى نسيت أو ربما غاب عن ذهنى وقتها أنه ليس لدىَّ أى ميل لقيادة سيارة.. وطبعا لم يكن فى مقدورى دفع الثمن المخفض فراتبى وقتها لم يكن يزيد على 30 جنيها!.
أذكر أيضا أننى عرفت من الشاعر صلاح عبد الصبور وكان من الرعيل الأول من محررى «صباح الخير».. وجاء لزيارة المجلة بعد أن أصبح رئيسا لهيئة الكتاب، أنه يخاف من قيادة السيارات.
شريط الذكريات لا ينتهى، وحتى الآن لا أقود سيارة مع أننى أمتلك واحدة وأبدلها بجديدة كل عدة سنوات، منذ الثمانينيات، وتقودها زوجتى التى تعرف أن أحد أحلامى المستحيلة هو أن تكون هناك سيارة أركبها وأقودها دون قيادة.. سيارة بدون سائق!
• أكاد لا أصدق..
هل تصدقون أن حلمى المستحيل تحقق؟!..أكاد لا أصدق!
ستكون هناك بعد عدة شهور سيارة أجلس فيها وتمضى بى وفق رغبتى دون إن أقودها.. سيارة بلا مقعد قيادة.. فقط تعمل بالكمبيوتر والبرمجة، وبالأوامر الصوتية التى أصدرها لها.. أكاد لا أصدق ذلك.. لكن التقارير والصور وأشرطة الفيديو التى اطلعت عليها تؤكد أن الحلم أصبح حقيقة  ستتجسد خلال أربعة أو خمسة شهور.
ففى يناير القادم ستشهد العاصمة البريطانية لندن ظهور أول سيارة تسير فى شوارعها بدون سائق.. ستحدث هذه السيارة الثورة.. والحكاية هى أن هذه المعجزة تبنتها شركة جوجل .. وتشارك فى صنعها كبريات الشركات العالمية تويوتا.. بى إم دابليو.. فولفو.. جنرال موتورز وغيرها، سيارة بلا عجلة قيادة.. تعمل بتكنولوجيا إلكترونية عبر الأقمار الصناعية تساعد فى تحديد موقعها على خريطة إلكترونية. ومع أن راكبها سيكون داخلها، إلا أنها ستعتمد على نفسها تماماً مستخدمة المعلومات المتوافرة لها من خلال أجهزة حساسة تتولى رصد حركة الأجسام والمارة والسيارات الأخرى، ودائرة رادار ترصد المحيط الذى تسير فيه.
قلت لنفسى إن الأحلام المستحيلة.. أصبحت ممكنة. وهناك أحلام مصرية كانت معطلة أو مؤجلة أو مستحيلة، تتحقق الآن، بعد ثورة 30 يونيو، ليس أولها التخلص من كابوس جماعة الإرهاب والتكويش على السلطة باسم الدين وتسليم مصر «مفروشة» لمن يدفع أكثر. والعودة بنا إلى عصور الظلام. وليس آخرها وضع دستور يليق بمصر القرن الواحد والعشرين، وانتخاب رجل وطنى رئيسا.. وعندما يأتى الحديث عن إقامة نظام ديمقراطى مصرى.
أقول هذه حكاية آخرى.. ؟•