شــوارع الأبطــال

ندي بهجت
أسماء شوارع مصر ليست مجرد أسماء عابرة تُطلق على شوارعنا حتى يسهل التنقل بينها، ولكن تحمل بين طياتها قصصاً ملهمة عن أبطال أثروا جميع نواحى الحياة فى مصر. وكان من نصيب بعض الشوارع أن يُطلق عليها أسماء أبطال الرياضة حتى يُخلدوا فى ذاكرة الأرض وذاكرة المصريين عندما تمشى أقدامهم فى شوارع أصحابها.
الشوارع حواديت كما يقول الشاعر الكبير صلاح جاهين. ولكل شارع حدوتة وحكاية. فشارع صالح سليم فى حى الدقى أطلق على شارع عكاشة سابقاً لأن المايسترو صالح سليم كان يسكن فيه. يعتبر صالح سليم من أعلام النادى الأهلى فهو الذى التحق بصفوف الناشئين بالنادى فى عام 1944 وظل يلعب فيه حتى عام 1967 وترأس النادى الأهلى فى عام 1980 حتى عام 2002 عندما توفى صاحب شعار «الأهلى فوق الجميع».
وفى الإسكندرية، أُطلق اسم السباح المصرى الشهير عبد اللطيف أبو هيف على اسم شارع وشاطئ هناك. السباح العالمى من مواليد محافظة الإسكندرية فى عام 1929 واستطاع أن يحقق العديد من الإنجازات على مدار مشواره الرياضى، من ضمنها الفوز بأكثر من عشرين سباقا دوليا والحصول على بطولة العالم فى السباحة خمس مرات ويُعد أهمها عبور بحر المانش ثلاث مرات محققاً رقماً قياسياً عالمياً فى عام 1953.
ومن ضمن الأبطال الذين خلدت أسماؤهم فى شوارعنا، المدرب العظيم محمود الجوهرى. أحد أكبر المدربين فى تاريخ الكرة المصرية ومن أبطال حرب أكتوبر. الجوهرى هو أول مدرب مصرى يتولى تدريب فريقى النادى الأهلى والزمالك، ونجح فى الفوز بأول بطولة أفريقية فى تاريخ النادى الأهلى وهى دورى أبطال أفريقيا عام 1982 ثم تولى تدريب المنتخب المصرى واستطاع الوصول به إلى كأس العالم عام 1990. ومن إنجازاته المدهشة كونه أول مدرب يفوز بالأمم الأفريقية كلاعب ومدرب حيث حصل على الكأس مع منتخب مصر عام 1957 وعام 1959 وكان هد اف البطولة.
أما اللاعب الكبير عبد الكريم صقر الشهير بساحر الكرة المصرية حيث كان يسجل أهدافا بمهارة عالية ويتألق ويبرز مهاراته الفائقة فهناك شارع باسمه فى العباسية.
أما البطل خضر التونى فقد أطلق اسمه على أحد شوارع القرية الأوليمبية فى ميونخ وعلى أحد الشوارع الرئيسية فى الإسكندرية وفى مدينة نصر فى القاهرة. التونى من مواليد 1916 وهو من أبطال رفع الأثقال فى مصر. وتصدر اسمه سجلات أبطال العالم الخالدين فى قائمة أعظم 50 بطلاً فى تاريخ رفع الأثقالً.
تمكن خضر من تحطيم الأرقام العالمية فى رفع الأثقال، وشارك فى دورة الألعاب الأوليمبية فى برلين عام 1936 وحصل على الميدالية الذهبية وفاز على بطل ألمانيا وقتها الذى كان يعقد عليه الزعيم النازى هتلر آمالاً كثيرة حتى يثبت تفوق الجنس الآرى. ولكنه عندما شاهد خضر أعجب به بشدة وطلب لقاءه فى المقصورة الرئيسية وصافحه وهنأه على فوزه المستحق وقال له «كم كنت أتمنى أن تكون ألمانياً وأريدك أن تعتبر ألمانيا وطنك». ومن الطريف أن الاتحاد الدولى لرفع الأثقال لم يعترف بالأرقام التى حققها التونى ظناً أن هناك خطأ فى الأرقام التى أرسلت إليهم، فلم يصدقوا أن هناك من رفع هذه الأثقال. والجدير بذكره، أنه أثناء مشاركة البطل خضر التونى فى دورة الألعاب الأوليمبية فى عام 1948 واستعداده للحصول على الميدالية الذهبية، أصيب بالتهاب فى الزائدة الدودية وأمر رئيس البعثة المصرية حينها بإدخاله المستشفى وإجراء جراحة عاجلة له، لكن فوجئ الجميع بخضر عندما وجدوه على ميزان الوزن مقرراً رفع الأثقال رغم سوء حالته واحتمالية انفجار الزائدة الدودية بسبب التحميل الزائد، ولكنه قرر المغامرة وحصل على المركز الرابع وسط دهشة الحاضرين.
ومن شوارع مصر الجديدة الشهيرة، شارع فريد سميكة. بطل الغطس المصرى من مواليد 1907 وأول مصرى يحصل على الميدالية الفضية أو البرونزية فى الألعاب الأوليمبية فى الغطس. وفى عام 1932 فاز سميكة ببطولة العالم فى الغطس. اعتزل فريد سميكة الغطس فى عام 1935 وعمل كمدرب لمنتخب مصر الأوليمبى فى الغطس. مثل سميكة فى بعض الأفلام السينمائية فى هوليوود كبديل لبطل أفلام طرزان، جونى ويسمولر.
وفى محافظة المنيا، تم مؤخراً إطلاق أسماء أربعة أبطال رياضيين من مواليد المحافظة على أربعة شوارع هناك تكريماً لهم ، وهم: حمادة صدقى المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بنادى سموحة، ومعتصم سالم مدافع فريق الإسماعيلى السابق ومدافع نادى سموحة الحالى، وأحمد رؤوف لاعب كرة القدم فى النادى الأهلى ولاعب المنتخب الوطنى، والنجم أحمد حسن لاعب نادى الأهلى والزمالك سابقاً وكابتن منتخب مصر السابق.
حسين حجازى أول كابتن للكرة المصرية وواحد من أوائل الرياضيين الأبطال الذين تم إطلاق أسمائهم على الشوارع، وذلك فى الشارع الذى يحمل اسمه بجوار مجلس الوزراء والمتفرع من شارع قصر العينى.. والطريف أن الشارع كان يقيم فيه كابتن مصر فى الخمسينيات وحتى وفاته.n