الإثنين 14 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«الثُـلاثـى» يتقـدم علـى كريـــم وحلمى وياسمين

«الثُـلاثـى» يتقـدم علـى كريـــم  وحلمى وياسمين
«الثُـلاثـى» يتقـدم علـى كريـــم وحلمى وياسمين


أعتقد أن فيلم «الحرب العالمية الثالثة» هو الأول الذى  غير من منظومة وهم «نجم الشباك»، فمنذ أول يوم لعرضه جماهيرياً والأمر محسوم لصالحه - رغم أن أبطاله لاينتمون لنجوم شباك التذاكر- وهذا راجع للثلاثى  هشام وشيكو وفهمى  الذين اختاروا منذ بدايتهم الخروج من نمطية ما يُقدم سينمائياً، وبالنظر لأعمالهم سنجد أغلبها يدور فى  عالم الخيال والفانتازيا الكوميدية ومن خلالها بدأت علاقاتهم بالجمهور تزداد تدريجياً ووصلت الثقة المُتبادلة بينهم إلى  حد منح أولوية المُشاهدة لفيلمهم «الحرب العالمية الثالثة» رغم وجود فيلم لأحمد حلمى  فى  نفس التوقيت.

 ويبدو أن أفيشات  أفلام «صنع فى  مصر» لأحمد حلمى  و«جوازة ميري» لياسمين عبدالعزيز والدعاية السمعية السيئة للفيلمين لم تحمس الجمهور لمشاهدتهما، مما دفع أصحاب بعض السينمات لرفع فيلمهما، وزيادة نُسخ فيلم «الحرب العالمية الثالثة» نظراً لكمية الكوميديا الموجودة به، وطبيعى  أن  جمهور العيد يسعى  لها بعد موسم درامى  رمضانى  دسم، وقد تكون إيرادات أفلامهم الثلاثة الأولى  - «ورقة شفرة» و«سمير وشهير وبهير» و«بنات العم» - لم تصل لإيرادات فيلم «الحرب العالمية الثالثة» لكنهم استطاعوا بناء علاقة جيدة مع الجمهور الباحث عن كوميديا مُختلفة، وبموهبتهم استطاعوا زيادة جماهيريتهم، وظهر ذلك بشكل واضح فى  شباك التذاكر.
 حق الاقتباس
 وإذا تركنا الإيرادات جانبا وتحدثنا عن الفيلم نفسه سنجد أن صُناعه حسموا أمر اقتباسهم لفيلم «الحرب العالمية الثالثة» من الفيلم الأجنبى  «ليلة فى  المتحف» للمُمثل «بن ستيلر» انتاج 2006، فقد أشاروا ببداية تيتر فيلمهم إلى  أنه يشبهه جداً جداً، وزادوا على  ذلك وصرحوا «وليه» مايبقاش فيلمنا  شبه فيلم متحف الشمع «لإسماعيل ياسين» الذى  تم إنتاجه فى  الخمسينات،فى  إشارة ذكية منهم لاحتمال اقتباس صُناع  فيلم «ليلة فى  المتحف»  من فيلم إسماعيل ياسين.
  «الاقتباس» حق مشروع فى  السينما العالمية، وما يُعنى  الجمهور هو كيفية الاقتباس وتوظيفه بما يتلاءم مع طبيعة جمهور الفيلم نفسه، وبالنسبة لنا نعتبر الاقتباس السينمائى  من أفلام أجنبية يعيبه عدم الإشارة لة فى  التيتترات وغياب الجو المصرى  عن الفيلم المُقتبس، وبالنظر لتاريخ السينما المصرية منذ الثلاثينات وحتى  وقتنا هذا سنجد أن لدينا ما يتعدى  المائتى  فيلم بعضها نجح فى  الخروج من أجواء الفيلم الأجنبى   الذى  تم الاقتباس منه وأخذ الإطار العام منه فقط أو الفكرة .والبعض الآخر فشل فى  الأمر ونقل الأحداث والمواقف من الأفلام الأجنبية بإخلاص شديد دون بذل مجهود فى   إظهار البصمة المصرية على  العمل ككل، ويعتبر «الحرب العالمية الثالثة» من الأفلام المُقتبسة والتى  نجحت فى  التخلص من النكهة الأجنبية.
 دعوة للضحك
إذا أردت أن تضحك من قلبك وعدم التفكير أنصحك بدخول فيلم «الحرب العالمية الثالثة» بشرط  التأكد من صفاء نيتك والبُعد عن «نظرية المؤامرة» التى  يفكر بها هواة الزج باسم سُمعة مصر وتشويه رموزها إلى  آخر ادعاءات أصحاب هذه النظرية، فنحن شعب ابن نكتة يعشق الضحك ويجيد صناعتة ولايجد من ينافسة بأى  مجتمع آخر، والمُفترض أن هذا الأمر يدعو للفخر ويجب على  من  يُسئ الظن بصُناع الفيلم واتهامهم بالباطل  الوعى  بأننا أمام فيلم خيالى  «فانتازيا» قائم على  الافتراض ونوعيته تفرض علينا عدم الدخول  فى  مُناقشات عقيمة.
 شخصيات الفيلم
 خميس «أحمد فهمي» هو أحد الأبطال الرئيسيين بالفيلم المفروض أنه شاب فاشل تافه دائما يتسبب فى  إحداث مشاكل لوالده محمود الجندى  تاجر الأدوات الصحية. الصدفة تدفعه لدخول متحف شمع لتبدأ رحلته مع رموز وشخصيات شهيرة رحلوا عن عالمنا مثل «توت عنخ آمون» و«أحمدعرابي» و«محمد علي» وشخصية «علاء الدين» صاحب أسطورة المصباح السحرى  و«أُم كلثوم» و«صلاح الدين الأيوبي»  و«رأفت الهجان» و«أبوالهول» وفوق البيعة «هتلر» علاء مرسى  و«ميكى  ماوس» ومارلين مونرو التى  جسدتها «بوسي» وبوب مارلى  «يوسف عيد» والفيس برسلى  «أحمد السلكاوي».
مصرى  جداً
   ومن خلال الفانتازيا السينمائية يفترض مؤلف الفيلم أن الحياة تدب فى  أرواح التماثيل من منتصف الليل وحتى  صباح اليوم التالى  لنراها أمامنا شخصيات حقيقية، ولكل منها سمة أغفلها التاريخ من وجهة نظر صُناع الفيلم فـ «أبوالهول» مُرتشٍ وضيع على  استعداد لإفشاء الأسرار مٌقابل سيجارة، و«توت عنخ آمون» الذى  جسده «شيكو» تُسيطر علية التفاهة و«يتعاطى  المُخدرات» ونفس الشئ «محمد علي»  الذى  جسد شخصيتة «بيومى  فؤاد» و«أحمد عرابي» يظهر معه خميس «أحمد فهمي» فى  صورة «سيلفي» واضعا علامة قرنين بيدية خلفه فتقلل من هيبته كزعيم وطني، و«ميكى  ماوس» سارح فى  كباريهات أمريكا مع الحسناوات، ويحاول إغراء القادم من حواديت ألف ليلة علاء الدين «هشام ماجد»، بالذهاب لأمريكا حتى  يحقق ما لم يحققه فى  مصر.
بداية الصراع الذى  اختارة صُناع الفيلم كضرورة حتمية فى  أفلامنا   هو، وجود طرفى  الخير والشر وكان يُمثل فريق الأشرار  هويدا «أنعام سالوسة» والمُفترض أنها شخصية شريرة حقيقية لاتنتمى  لعالم التماثيل تتواطأ مع أحد التماثيل الشمعية  الشريرة «هتلر» الذى  يُجسده  علاء مُرسى  لإبادة العالم  ومعهما «ريا» و«سكينة» و«أبولهب» ليكونوا فى  مواجهة مع قوى  الخير المُتمثل فى  «خميس» و«أحمد عرابي» و«توت عنخ آمون» و«محمدعلي» ومعهم علاء الدين. ورفاقهم من التماثيل الخيرة ليُحسم الصراع لصالح قوى  الخير ومنعهم لمُخطط تدمير العالم.
مؤلفا الفيلم مصطفى  صقر ومحمد عز الدين ومعهما المخرج أحمد الجندى  أخذونا على  مدار ساعتين من الضحك، ويحسب لهم عدم السماح لمنتج الفيلم أحمد السبكى   بفرض خلطته السبكية بأى  شكل بدرجة تجعلك تشعر أن الفيلم ليس من إنتاجه، وثانيا حرصهم على  خروج الفيلم  بروح مصرية خالصة وظهر ذلك فى  الأفيهات والمواقف والتى  جعلتنا ننسى  أنه مُقتبس من أفلام أخرىد.n