الإثنين 19 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الرياضة المصرية تتحدث عن نفسها

الرياضة المصرية تتحدث عن نفسها
الرياضة المصرية تتحدث عن نفسها


تلعب الرياضة دورا خطيرا فى حياة الشعوب والأوطان، بما لها من تأثير بدنى واجتماعى وإنسانى وترفيهى، كما يلعب التنافس الحر الشريف بما له من تأثير على النفوس دورا كبيرا فى النفس البشرية.. كما أنها أحد أهم روافد الترويح وصناعة البهجة لدى ملايين البشر على وجه الخصوص لحظة الانتصار..
وفى مصر تحديدًا لدينا خمسون لعبة رياضية، لكل منها اتحاد رياضى يُدير السياسة العامة فيها ويخطط لمستقبلها وينظم البطولات ويعد الأبطال ويشارك فى البطولات الخارجية، والأهم أن لكثير من هذه الرياضات تاريخا مشرفا من الإنجازات والبطولات على مدار سنوات طويلة منذ تأسيس وتنظيم أروقة الرياضة فى مصر مطلع القرن العشرين وتحديدًا عام 1903 الذى شهد تأسيس الاتحاد الرياضى المختلط بالإسكندرية، والذى جمع تحت رايته العديد من الألعاب الرياضية التى ظهر فيها تفوق أبناء مصر بعد سنوات من الممارسة والانتشار فكان لابد من انضواء هؤلاء الأبطال تحت راية اتحاد أو «كونفيدرالية» لإدارة     شئون هذه الألعاب التى انتشرت.
وكان قد سبق تأسيس هذا الاتحاد إشهار العديد من الأندية التى تُمارس فى ساحتها تلك الألعاب ومن أبرزها الجزيرة.. والتوفيقية.. والأندية الخاصة وأندية الجاليات الأجنبية التى تعيش فى مصر.
ومن ثم توالت الاتحادات الرياضية المصرية فى التأسيس والتطور وكان من أقدمها اتحاد التجديف تأسس سنة 1907 ثم ألعاب القوى والسباحة والدراجات فى سنة 1910 وهو العام الذى شهد تأسيس اللجنة الأوليمبية المصرية لرعاية هذه الاتحادات وتوالى انتشار الألعاب وعظمت جهود الاتحادات والقائمين عليها فى التنظيم، ومثلت الألعاب الفردية الشرارة الأولى لمصر فى التواجد الدولى والعالمى على يد الأبطال وكان فى الطليعة بطل مصر فى السلاح أحمد حسنين الذى تواجد فى الدورة الأوليمبية الخاصة باستوكهولم سنة 1912، وكانت هى الإطلالة الأولى والوحيدة للرياضة المصرية على العالم حينذاك وكان حدث أيما حدث، وفى سنة 1920 حيث أقيمت الأوليمبياد السابعة فى أنفرس ببلجيكا بعد إلغاء الدورة السادسة والتى كان مقررًا إقامتها فى برلين 1916 بسبب الحرب العالمية الأولى، خلال منافسات أنفرس عاود أحمد حسنين المشاركة فى المحفل الأوليمبى، ولكن خلال هذه المناسبة اصطحب معه بعض المتنافسين المصريين فى الألعاب الأخرى مثل ألعاب القوى التى شاركت بلاعبين: على محجوب ومحمد السيد والجمباز الذى شارك بالجندى.. فالمصارعة الرومانية.. فرفع الأثقال، وكان لابد من مشاركة كرة القدم.
ولكن..
لماذا الاتكاء على المشاركة الأوليمبية.. أذكر أنها كانت بمثابة بطولات العالم وأوروبا وآسيا لأنها أول بطولة أو دورة كبرى يتم تنظيمها.
عفوًا على هذه الإطالة التى أريد التأكيد من خلالها على دور الرياضة فى الحياة والواقع الإنسانى والتى شغلت حيزًا كبيرًا من الحياة المصرية منذ ممارستها قديمًا وصولاً للعصر الحديث والذى لا يعرفه الكثيرون إن طغيان شهرة ودور كرة القدم حديث العهد بأروقة الرياضة المصرية التى اشتهر نجومها على حساب الأبطال وتحديدًا منذ تولى المشير عبدالحكيم عامر رئاسة اتحاد الكرة، إنما قبل ذلك كان نجوم الألعاب الفردية وأبطالها هم من فى الصورة وتعالت شهرة بعضهم وارتفعت لعنان السماء فى رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة والاسكواش والتنس والجمباز والغطس وكرة الماء والبلياردو والسباحة، وغير ذلك وتفوق نجومها وأبطالها على كل نجوم الكرة واهتمت الدولة والمسئولون والجماهير بهؤلاء الأبطال والذين لم يخذلوا هؤلاء «المتابعين» ولا الجماهير فتوالت انجازاتهم، ولكن مع طغيان وجبروت كرة القدم وزحف الجماهير نحوها وتراجع الإعلام والضوء عن أبطال الألعاب الفردية، والذين تواروا بالظل رغم عدم غياب انجازاتهم وحتى امتلأت الصفحات والشاشات بلاعبى الكرة وأحداثها ونحن لا ننكر عليهم ذلك ولكن للآخرين من الأبطال مساحات يجب أن يحصلوا عليها وبعض الحقوق الضائعة التى ضيعها الإعلام الذى لا يرى سوى بعين كرة القدم، ولكن هناك عينا أخرى ناضجة تبحث عن المختبئ.. وصاحب الإنجاز الحق.. نحن لسنا فى مقارنة مع المشهور والشاهير ولكن قررنا الوقوف بجانب من هم فى الظل وتلك مغامرة قررنا خوضها وإعطاءً لبعض حق مهضوم، رحلة مدعومة خاصة عدد اللاعبين واللاعبات الممارسين.. والبطولات والأندية ومستقبل تلك الألعاب وطموح أبطالها وأبرز هؤلاء الأبطال، وخضنا فى المسكوت عنه فى ساحة تلك الألعاب، ولعلها رحلة تكون بمثابة صرخة من هؤلاء الأبطال نحو المسئولين عن الرياضة وليس عن الكرة فقط، نحن لسنا فى معرض المقارنة، ولكن قررنا الانحياز لهؤلاء الأبطال الذين هم فى الظل وهذه بداية يعقبها خطوات أكثر حماسة لهؤلاء الأبطال الذين سنفتح لهم صفحاتنا لإنجازاتهم أو مشاكلهم أو بطولاتهم. نحاول أن نكون صوتهم المسموع، ومساحة البوح الخاصة بهم.. كل من يحقق إنجازا فى الألعاب الفردية، أو الإخوة متحدى الإعاقة، أو ذوى الإمكانيات الخاصة، أو أى كيان رياضى ينافس بشرف واحترام ووطنية وسوف ننحاز له، سوف نرفع له القبعة!n


 أدهم شرارة

رئيس الاتحاد الدولى لتنس الطاولة المصرى المولد والنشأة والجنسية والحاصل على الجنسية الكندية يتولى رئاسة الاتحاد الدولى لتنس الطاولة منذ عام 1999 وحتى الآن مازال يحتفظ بجنسيته المصرية رغم أربعين عاماً قضاها شرارة فى كندا، لكنها لم تنسه وطنه الأم مصر وهو واحد من أكبر الداعمين للاتحاد المصرى للعبة.
شرارة مواليد 24 مارس 1935 وهو أحد لاعبى وأبطال نادى المعادى السابقين.n