الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مسابقات النجوم .. شـــو إعــلامى أم ســبوبـة؟!

مسابقات النجوم .. شـــو إعــلامى أم ســبوبـة؟!
مسابقات النجوم .. شـــو إعــلامى أم ســبوبـة؟!


 
ما أشبه الليلة بالبارحة تجتمع الجماهير الغفيرة كالعادة وتشتد المنافسة الحامية عبر الخطوط الساخنة والـ SMS وغيرها من وسائل الاتصال ليعتلى نجم جديد عرش البرامج التجارية ليذيع صيته ويملأ اسمه سماء الفن، لكن سرعان ما يختفى فور نزوله من فوق المنصة بعد أن تطفأ الأضواء وتتوقف عدسات المصورين ليصبح فى النهاية على مقاعد المستمعين، والسؤال هنا لماذا يحدث أن معظم المواهب الغنائية التى تخرجت من برامج المسابقات سواء ستار ميكر أو ستار أكاديمى أو آرب أيدول لم تحقق أى نجاح فنى يذكر أو يصنعوا لأنفسهم بصمة فى عالم الأغنية المصرية؟
 
«صباح الخير» التقت ببعض النجوم الذين شاركوا فى هذه المسابقات ليعرضوا وجهة نظرهم وكذلك صناع الأغنية .
 

 
 
فى البداية تقول الفنانة شاهيناز: هذه المسابقات أنشئت لعرض الموهبة فقط، ولكن المهم ما بعد ذلك، فعلى المتسابق أن يستثمرها فى التعاقد مع أى شركة ترعاه وإلا سيكون مصيره مثل العديد من المواهب التى ظهرت فى مسابقات سابقة ولا أحد يسمع عن أى نشاط لها حتى الآن، وهى عكس المسابقات العالمية التى تتبنى الموهبة من بدايتها ولا تتركها إلا بعد أن تتحول إلى نجمة، وهذا غير متوافر فى الوطن العربى .
 
∎ جيدة لكل الشباب الطموح
 
أما الشاعر عمرو قطامش الذى اشتهر بالشاعر الحلمنتيشى فيقول: بالتأكيد هى جيدة لكل الشباب الطموح فهى تقدم المواهب الشابة التى لا يهتم بها أحد فلولاها ما كان أحد اكتشف موهبتنا، وكذلك التعرف على الثقافات المختلفة من خلال تنوع المتسابقين، فضلا عن جو المسابقات الرائع، ورغم ذلك فلها عيوب أهمها أن القائمين عليها لا يعنيهم إلا جلب الأموال، فبرنامج مثل ( أرب إيدول) حصل على مدار ثلاثة شهور 600 مليون دولار من الشركات المعلنة، فهم يعرفونك بالجمهور فقط ويتركون أهم شىء وهو صناعة النجم، لذلك أخشى على الفنانة الصاعدة كارمن سليمان أن يكون مصيرها مثل العديد من النجوم الذين شاركوا فى المسابقات السابقة وأطلب منها أن تحاول استثمار موهبتها فى التعاقد مع شركة إنتاج ترعاها حتى تصنع منها نجمة بجد .
 

 
∎ لجان الاستماع بالإذاعة
 
أما صناع النجوم فلهم رأى آخر يؤكد الشاعر الكبير مصطفى الضمرانى مهمة الكشف عن الأصوات والمواهب الجديدة، والمشكلة التى تواجههم انصياعهم إلى تجار الكاسيت والفيديو كليب وهذه الشركات لا يهمها جمال الصوت ولا القدرة على التلحين والكتابة الشعرية بقدر ما يعنيهم ألوان الأغانى التى تخاطب الشارع خصوصا المحلات التجارية وسائقى الميكروباص ومحلات عصير القصب وأصحاب المقاهى البلدى وهى تحاول احتكارهم للحصول على العائد المادى وكثيرا ما يسقط العديد منهم فى الطريق من كثرتهم وبحثهم عن المادة فقط .
 
وقد ثبت بالتجربة أن هذه الأصوات عندما تتقدم لامتحانات الإذاعة معظمهم يسقط فى لجان الاستماع التى تضم كبار الملحنين ولازلت أذكر أن أحد المطربين الشبان الذى لمع اسمه من خلال العديد من الكليبات وحقق من خلالها مكاسب مالية ضخمة وعندما تقدم لاختبارات الإذاعة ومع شريط مسجل بصوته ليقدمه للجنة، ولكن طلب منه الموسيقار حلمى بكر أن يغنى بصوته وكانت النتيجة أن اللجنة بالإجماع أقرت أن صوته لا يصلح للغناء.

 
∎ تقدم المواهب ولا تصنع النجوم
 
أما الشاعر الغنائى بهاء الدين محمد فقال: متميزة لأنها قائمة على الصراع التنافسى بين النجوم لاختيار الأفضل فهى تقدم الموهبة على مستوى الوطن العربى، وهذا هو الدور المطلوب منها فقط وعلى النجم بعد ذلك أن يكمل مشواره فى اختيار مجموعة العمل التى تصنع منه نجما أهمها الأغانى التى تناسب صوته وإذا كان الغرض من إنشائها العائد المادى، فالعديد من البطولات الرياضية على مستوى العالم لا تخلو من الإعلانات والمهم أنها تقدم شيئا عجز الكثيرون عن تقديمه.
 
∎ شو إعلامى
 
أما الموسيقار محمد على سليمان فقال: أثبتت التجارب أن مثل هذه البرامج لا تقدم نتيجة إيجابية، خاصة بعد انتهائها بغلق الستار على هؤلاء النجوم لأن أهم شرط فى تقديم الموهبة الرعاية الكاملة ولكن ما يحدث بروباجندا وشو إعلامى الغرض منه الكسب المادى والموهبة الحقيقية بالصدفة كارمن سليمان وإن لم تكن فى حضن مجموعة من الفنانين سواء الكتاب أو الملحنين ليهتموا بها جيدا مع شركة إنتاج تتولاها فستكون مثل محمد عطية .
 
∎ سبوبة فقط
 
الموسيقار هانى مهنا قال: سبوبة تستغلها بعض الشركات للحصول على العائد المادى لأنها لا تصل إلى المستوى العالمى، حيث إن القائمين على برامج المسابقات العالمية قبل إنشائها يكونون متعاقدين مع شركات إنتاج كبرى لتسليم الصف الأول إلى النجومية من خلال تقديم كل الدعم لهم، وهذا يؤكد أنهم يتعاملون مع النجوم كصناعة وليس للاستفادة منهم وحتى الآن الوطن العربى لم ولن يصل إلى هذا المستوى، وللأسف لابد أن يكون للنقابة دور، ولكن انشغالها بالنواحى الاقتصادية يعوق النواحى الفنية .
 
∎ كل برنامج له أسلوبه
 
أما الموسيقار هانى شنودة فقال: ليست كل المسابقات جادة فكل برنامج له أسلوبه فى التعامل مع المواهب، فمنهم من يحتضن الموهبة حتى تصل إلى النجومية من خلال التعاقد على مشروع ألبوم أو فيلم أو أى عمل فنى آخر، وهو ما يجعل المسابقة ناجحة بكل المقاييس لأن الكثير من المواهب لا يعلمون مصيرهم بعد المسابقة وكل ما يهمهم أن يفوزوا على أمل أن تتعاقد معهم شركات لتتبناهم، وتحقق الحلم الذى طالما يحلم به وهناك برامج لا تتظر إلا إلى العائد المادى من وراء هذه السبوبة ونحن نطلق عليها مسابقات.
 
∎ نحتاج لجنة
 
 
وأخيرا الإعلامى وجدى الحكيم يقول حتى الآن جميع المسابقات تجارية لأنها لا تقدم موهبة جيدة للساحة الغنائية، لأنها اكتفت أن تستفيد منهم إعلانيا وتجاريا عن طريق المكالمات والـ (SMS) والصوت الجيد كارمن سليمان، وهى من اكتشاف الإذاعة المصرية، أما باقى الأصوات فلم يظهر منها أى شىء حيث التقييم لم يصدر من لجنة متخصصة لها قيمة وثقل فى قراراتها لأنها تعتمد على أبناء البلد والأقارب والعشائر والتعصب، ففى الزمن الماضى الذى كان يضم الأصوات الجديدة عمالقة الفن مثل محمد عبدالوهاب وسيد مكاوى وكمال الطويل، وهى الشهادة التى تكون على ظهر المتسابق، فضلا عن غياب قرارات التحكيم ذات القيمة مع الشو الإعلامى، لأن من المفترض أن من يقيم الأصوات لابد أن يكون ملحناً وليس مطرباً.