الأربعاء 12 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تفاصيل 9 وثائق مفرج عنها فى قضية إبستين

أرشيف «الفضيحة» فى واشنطن

ترامب برفقة إبستـين وصديقاته
ترامب برفقة إبستـين وصديقاته

كشفت الوثائق الأمريكية التي أُفرج عنها مؤخرًا سلسلة من الفضائح لمسئولين ورؤساء فى الولايات المتحدة الأمريكية على مدار نصف قرن وسط ضجة واسعة فى الرأى العام الأمريكي.



وكل من ورد اسمه فى الوثائق التى أفرج عنها الكونجرس الأمريكى أصبح محل إدانة، ومنهم أصحاب المناصب والثروات الذين هم شخصيات محورية فى أسطورة إبستين، ليصبح الكشف عن هذه الوثائق لحظة إسقاط الأقنعة، ما اعتبره البعض تحطيمًا لقبضة الدولة العميقة فى الولايات المتحدة، وأظهر كثيرًا من الحياة السرية لمن أصبحوا رموزًا الآن ومنهم الرئيس ترامب نفسه.

ولعشر سنوات، كان دونالد ترامب «أقرب صديق» للملياردير المتحرش بالأطفال جيفرى إبستين. حسب ما صرح به إبستين نفسه.

وكشفت الوثائق المفرج عنها عن العديد من الصور لدونالد ترامب وجيفرى إبستين وهما يحتفلان معًا، حاول ترامب خلالها التحرش بعارضة أزياء، بعد أن أحضرها إبستين الذى استغل مئات، وربما الآلاف من الضحايا، كما اعتدى على فتيات لا تتجاوز أعمارهن الحادية عشرة حسب ما ورد بالوثائق المنشورة.

 

ترامب وزوجته وإبستين وصديقته
ترامب وزوجته وإبستين وصديقته

 

الوثيقة الأولى

احتوت رسمًا ذا إيحاء جنسى بتوقيع منسوب لدونالد ج. ترامب، كانا مدرجين فى كتاب عيد ميلاد إبستين الخمسين عام 2003، بينما أصر ترامب على أنه لم يوقعه.

وحسب وصف صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، جاءت تفاصيل الرسم صورة لامرأة عارية مع كتابة كلمة «Donald» أسفل خصرها ضمن مجموعة من الوثائق التى تسلمتها لجنة الرقابة بالكونجرس الأمريكى من ورثة إبستين.

وزاد الرسم وكتاب عيد الميلاد من حدة الجدل الذى يحاول ترامب إخماده بشأن تعامل إدارته مع ملفات إبستين، وقرارها بعدم إصدارها بالكامل، وهى مسألة قسمت الجمهوريين ونفرت العديد من مؤيدى ترامب من اليمين المتطرف.

وسارع الديمقراطيون إلى استغلال الرسم لتجديد دعوتهم لإدارة ترامب بالكشف عن جميع ملفاتها المتعلقة بتحقيقها فى قضية الملياردير الراحل.

لكن عدة قطع من المراسلات الشخصية التى استعرضتها نيويورك تايمز ووقعها ترامب باسمه الأول فقط منذ عقود، أقرب إلى الفترة الزمنية لكتاب عيد الميلاد، بدت مشابهة بشكل ملحوظ للتوقيع على الرسمة محل المشكلة.

 

بيل كلينتون مع إبستين وصديقته ماكسويل
بيل كلينتون مع إبستين وصديقته ماكسويل

 

ويحاول قادة الجمهوريين منع مجلس النواب من التصويت على مشروع قانون يلزم وزارة العدل بالإفراج بسرعة وبشكل كامل عن وثائقها المتعلقة بإبستين.

الوثيقة الثانية

ضمن الكتاب مجموعة أخرى من الرسائل والصور الفوتوغرافية والرسومات من عشرات من معارف إبستين جُمعت فى ثلاثة مجلدات تمتد لأكثر من 200 صفحة وهو ما ورد فى ثانى الوثائق المفرج عنها، واحتوت بعض الرسائل على تمنيات عادية بعيد الميلاد، بينما يقدم البعض الآخر نافذة على دائرة ذكورية من الأثرياء المهووسين بالنساء، ضمت قصصًا ذات إيحاء أو إشارات فظة إلى شهوات إبستين الجنسية، وأوضح بعضها إلى أن أصدقاءه كانوا على علم بانخراطه فى سلوكيات غير لائقة منهم ترامب الذى قيل إنه سانده فيها.

الوثيقة الثالثة

الرسمة ليست وحدها دليل إدانة ترامب فى قضية إبستين بل ظهرت وثيقة أخرى ذُكر بها اسمه للمرة الثانية، وتم العثور على رسالة كُتبت بواسطة جويل باشكو، الرئيس السابق لكبرى شركات العقارات فى نيويورك، مرفق بها صورة شيك بقيمة 22,500 دولار، مع تعليق «مواهب مبكرة فى المال والنساء».

 

لورد ماندلسون فى حفلة لإبستين
لورد ماندلسون فى حفلة لإبستين

 

وتظهر الصورة إبستين وهو يبيع «امرأة فى وضع مخل» لترامب، حسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.

لكن هذه الوثائق كانت تأكيدًا صريحًا على كل ما دار مسبقًا من شبهات حول علاقة ترامب بإبستين، بدءًا من الصداقة التى جمعتهما فى التسعينيات وبداية الألفينات، وشراكاتهما فى أمور مشينة.

الوثيقة الرابعة

وتوالت فضائح كتاب «عيد ميلاد إبستين» والتى عبر عنها رسم كاريكاتوري لإبستين فى لوحة معنونة بعام 1983، وبها شاب يقدم مصاصة وبالونات لثلاث فتيات صغيرات إلى جانب رسم لإبستين وهو يتلقى تدليكًا من شقراوات عديدات، إحداهن لديها وشم بأحرف اسمه الأولى على جسدها وعبارة «يا له من بلد»، فى إشارة إلى مدى التدنى الأخلاقى فى تلك الحقبة بالولايات المتحدة ومدى الحماية التى تمتع بها إبستين لممارسة جرائمه فى استغلال القاصرات بدعم ورعاية من كبار رجال أمريكا فى ذلك الوقت.

الوثيقة الخامسة

تركة إبستين كانت محل جدل أيضًا بسبب وصيته التى ورد بها إدخالات من دفاتر عناوينه وقائمة اتصالاته؛ ومعلومات عن حساباته المصرفية والتى كشفت عن زبائن إبستين من صفوة المجتمع الأمريكى وأثرياء العالم منهم ترامب وهو ما يحاول البيت الأبيض التستر عليه، حسب صحيفة بى بى سى البريطانية.

الوثيقة السادسة

هى أهم الوثائق التى تناولتها لجنة الكونجرس الأمريكى، لما تضمنته من نسخة من اتفاقية عام 2007 حيث وافق المدعون على عدم مقاضاة إبستين بتهم اتحادية مرتبطة بتحقيق فى الإتجار الجنسى، ما يؤكد احتمالية تستر من حكومات سابقة على جرائم إبستين، ومعرفة عدد من الشخصيات العامة تفاصيل عن تلك الجرائم أو المشاركة بشكل غير مباشر فيها منهم كما يقول خبراء ترامب نفسه.

 

رسم منسوب لدونالد ترامب
رسم منسوب لدونالد ترامب

 

الوثيقة السابعة

وسط الظلال الداكنة لفضائح جيفرى إبستين، ظهر اسم الأمير أندرو دوق يورك، ابن الملكة إليزابيث الثانية، كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل، بعد أن كشفت الصحف البريطانية عن أكثر من 100 رسالة إلكترونية سرية منه قد تهز المملكة البريطانية بأكملها. 

من «ابقَ على اتصال، سنلعب المزيد قريبًا» إلى رسائل مشبوهة تتعلق بفيرجينيا جيوفرى، وتحتوى على تفاصيل محرجة توثق تواصله المباشر مع إبستين وشريكته جيسلين ماكسويل، وشبكات خفية من التواطؤ والتنسيق لاستغلال الفتيات، ما يمكن أن يكشف فيما بعد عن فضائح لم تر النور، وقد تفتح الباب لمزيد من التحقيقات الجنائية التى ربما تغير مجرى سيرة التاريخ الملكى البريطانى.

الوثيقة الثامنة

ظهر بهذه الوثيقة رسالة من امرأة مجهولة الهوية تقول إنها بفضل إبستين التقت بالأمير أندرو وبيل كلينتون وترامب، لكن حتى الآن تظل تفاصيل اللقاء محجوبة، فلا يعرف أحد كيف كان اللقاء وأين ولماذا تم بهذه الخصوصية.

وتضيف المرأة أنها «شاهدت الأجنحة الخاصة فى قصر باكنجهام» و«جلست على عرش ملكة إنجلترا»، فيما يوحى بأن أعمال الدعارة التى رتبها إبستين لأندرو ربما تكون قد وصلت لأحد أهم القصور الملكية فى بريطانيا.

ورتب إبستين لقاءات بين كلينتون وعدد من الفتيات الصغيرات حسب الوثيقة التى زعمت فيها جوانا سيوبيرج، إحدى ضحايا إبستين، أنه أخبرها فى إحدى المرات أن كلينتون «يحبهن صغيرات السن»، وفقًا لمجلة «بيبول» الأمريكية.

 

إبستين وترامب مع طفليه اريك وإيفانكا
إبستين وترامب مع طفليه اريك وإيفانكا

 

الوثيقة التاسعة

تضمنت رسالة يبدو أنها كُتبت من قبل الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، كان نصها عن «فضول إبستين الطفولى» و«رغبته فى إحداث تغيير»، ورغم رفض مكتب كلينتون الرد على طلب «بى بى سى» البريطانية للتعليق، أكدت لجنة الرقابة فى الكونجرس الأمريكى أن الرسالة المنشورة كتبها بيل كلينتون بخطه.

وثيقة أخرى أشارت إلى علاقة لورد بيتر ماندلسون، السفير البريطانى الحالى لدى الولايات المتحدة، بإبستين، حيث وصفه إبستين بـ«أعز أصدقائى» وأرفق بها عدة صور لهما، إلى جانب صورة للورد ماندلسون مع امرأتين، وجهاهما محجوبان، حيث كتب عن لقائه بأصدقاء إبستين المثيرين للاهتمام.

وقال متحدث رسمى باسم اللورد ماندلسون إنه أوضح منذ فترة طويلة أنه يأسف بشدة لتعرفه على إبستين.

من هو إبستين؟

هو أحد أثرياء نيويورك صاحب شركة فاينانشيال تراست كومبانى المسئولة عن إدارة ثروات المليارديرات، والمعروف بعلاقاته القوية برجال الأعمال والسياسيين والفنانين.

ولاحقته تهم الاستغلال الجنسى للقاصرات منذ التسعينيات، ونشرت الصحف الأمريكية عنه شبهات استدراج فتيات (بعضهن 14 و15 سنة) إلى منازله فى نيويورك وفلوريدا، حيث كان يوظّف فتيات أكبر سنًا لتجنيد أخريات، حيث تعرضت ضحاياه للتحرش والاعتداء مقابل أموال أو وعود بالعمل، ومتورط فى أعمال مشبوهة وتجارة جنس.

وتوسعت شبكة إبستين لتقديم الفتيات القاصرات لمعارفه ونخبة المجتمع، وشملت الاتهامات استغلال جزيرته فى الكاريبى كمكان لممارسة أنشطة مشبوهة بحضور كثير من رموز وأثرياء الولايات المتحدة.

وسُجل أول بلاغ رسمى ضد إبستين الذى انتحر عام 2019، فى فلوريدا عام 2005، واتهمته النيابة الفيدرالية باستغلال 36 ضحية من القاصرات، ولكنه حصل على صفقة قضائية مخففة سمحت له بقضاء 13 شهرًا فقط فى السجن.

واعتبرت تلك الصفقة «فضيحة قضائية» لأنها حمت شركاءه من المحاكمة، وفى عام 2019 أُعيد فتح التحقيق معه بتهم الاتجار الجنسى بالقُصر، لكنه وُجد ميتًا فى زنزانته، وسط تكهنات حول انتحاره أو مقتله.