أمير المصرى: أنا تلميذ «سيلفستر ستالون»

حوار: مى الوزير
يسير الفنان الشاب أمير المصرى فى خطواته نحو حلمه بمثابرة وخطوات واثقة مستعينًا بموهبته وإصراره على النجاح، مؤخرًا عرض له فيلم In Camera فى مهرجان القاهرة السينمائى وينتظر عرض فيلم «giant» وهو خطوة مهمة جدًا فى مشواره، حيث يجسد فيه قصة حياة الملاكم البريطانى اليمنى الأصل نسيم حميد، بالإضافة إلى مشاركته فى مسلسل the crown وتجسيده لشخصية الملياردير الراحل محمد الفايد، يحدثنا عن هذه الأعمال وعن أحلامه وخططه وسعادته بخطواته فى السطور القادمة.
■ تجربة أخرى جديدة لك من خلال فيلم «giant» خطوة مهمة فى مشوار أمير المصرى.. كلمنى عنها؟
- هو تجربة كبيرة مهمة جدًا فى حياتى، وأشعر بالمسئولية الكبيرة تجاهها لأن هذه المرة الأولى التى أكون فيها بطلًا فى فيلم تجارى ضخم، ومن أجلها تعلمت الملاكمة، ولم يكن لدى فكرة عن ممارستها، كنت أحب متابعتها فقط وفى مصادفة غريبة وأنا أتابع ماتش بوكسينج جاءنى إيميل به سيناريو لأقرأه، وهو سيناريو لفيلم عن قصة حياة نسيم حميد الملاكم البريطانى اليمنى، ومن المفترض طرحه للعرض قريبًا، ولكننا نبحث عن عرضه فى مهرجانات أولًا قبل عرضه تجاريًا فى دور العرض.
■ وما صعوبات الإعداد لهذا الدور خاصة من الناحية البدنية؟
- كانت فترة صعبة كنت أتدرب 12 ساعة فى اليوم، فى بداية الأمر، أبدأ يومى فى السادسة صباحًا، الذهاب إلى الجيم للتمرين فى السابعة صباحًا وأخرج منه السابعة مساءً، وأتناول 5 وجبات على مدار اليوم.
■ الفيلم من إنتاج الشركة التى يملكها النجم العالمى سلفستر ستالون، وهو المنتج المنفذ، كيف كان تقييمك لتلك التجربة؟
- تجربة مهمة جدًا، لأن سلفستر ستالون هو الذى قدم فيلم «روكى» من قبل، ولأنه لا يدعم أى فيلم له علاقة بالملاكمة إلا من خلاله، وفكرة أنه يقوم بإنتاج giant فهذا معناه أنه وجد أنه عمل مهم جدًا، وهو شاهد الفيلم والمخرج أخبرنا بردود أفعاله وسعادته به.
■ شاهدنا فيلمك «In Camera» الذى شارك فى الدورة السابقة من مهرجان القاهرة السينمائى وتباينت ردود الفعل حول تأويل بعض المشاهد ذات الجانب السيكولوجى للبطل ومعاناته مع حاضره ورغبته فى تحقيق حلمه، كيف كان انطباعك عن العمل فور قراءته؟
- فى فيلم «In Camera» السيناريو هو الذى دفعنى للمشاركة فى هذا العمل، وهذه النوعية من الأفلام تجربة جديدة بالإضافة إلى أن مخرج الفيلم مخرج عالمى برغم صغر سنه وأعجبت به عندما شاهدت فيلمًا قصيرًا له، وكان قد شاهد فيلم «ليمبو».
فى البداية لم أفهم بعض التفاصيل إلى أن جمعتنا جلسات عمل مكثفة لتبادل الأفكار وفى الأخير استعنت بمعالجة تجاوزت الـ 200 صفحة بها صور عديدة ومنها صورة لمحمد على كلاى.
هذا النوع من الأدوار أعتبره استثمارًا فى نفسى، وفى خبراتى وليس مجرد عمل أقدمه ليحقق إيرادات فى السينما ولكنه فعلًا استثمار لخبرات ومحاولة لتقديم تجربة مختلفة، وأعتقد أنه كان مناسبًا جدًا للعرض فى مهرجان القاهرة السينمائى.
■ الشخصية التى قدمتها (كونراد) والتى خمن البعض أنها مجرد شخصية من وحى خيال البطل، هل كان هذا الانطباع مقصودًا من البداية؟
- هذه الانطباعات والتساؤلات لدى الجمهور أثناء المشاهدة. ما أردناه من البداية، وأن يقرر المتفرج من هو كونراد هل هو شخص حقيقى أم من وحى خيال البطل، أنا شاهدت «كونراد» جزء من شخصية البطل، الجزء الذى لا يستطيع أن يصل له وتمنى أن يكونه.
من الملاحظات التى تناقشت مع المخرج فيها أنه قال لى بالحرف «أريدك تكون الشخص الذى يكون فى أى مكان فهو يملأ المكان بجسمه وحركته ليوحى بانطباع أنه يفرض نفسه على صديقه البطل». إلى جانب بعض الإضافات واللافتات العفوية التى كانت وليدة التصوير، ففى أحد المشاهد كان من المفترض أن الممثل أمامى انتهى دوره، ولكن المخرج نقاش خالد طلب منى قبل التصوير أن أظهر غضبى، فأشرت للممثل أمامى أن يجلس بحركة يد فقط بعد أن كان يهم بالخروج، وكانت حركة اليد لها دلالة وكأنه دمية أحركها مثل عرائس الماريونيت وكانت هذه إضافة مهمة توضح سيطرة «كونراد» عليه.
■ وكيف كانت تحضيراتك لشخصية كونراد؟
- فترة التحضيرات قبل التصوير كنا نجلس سويًا «الممثلين» فى الفيلم ونحن مختلفون من خلفيات ثقافية مختلفة وجنسيات مختلفة ومعظمنا واجه نفس المشكلات ولكن بطرق مختلفة ومن هنا كان كل ممثل يروى ما يواجهه لنحدد ما نريد إيصاله للجمهور من الفيلم.

■ هذه اللمحة الفلسفية فى اختياراتك كما شاهدنا فى ليمبو، هل هذا ما تبحث عنه فى اختيارات أدوارك؟
- أنا أبحث دائمًا عن القصة والفكرة الجيدة والرسالة الواضحة هذا هو أهم ما أبحث عنه فى اختيار أعمالى، أسعى إلى طرح تساؤلات لدى المتفرج وتفسيرات مختلفة لدى كل شخص.
■ وهل حقق «ليمبو» هذه المعادلة خاصة أنه نجح بشكل تجارى أيضًا وحصد جوائز عديدة؟
- فيلم «ليمبو» كان تجاريًا وفى الوقت نفسه يحمل رسالة معينة وحقق نجاحًا كبيرًا فى دور العرض
السينمائى بالخارج وحصل على جوائز عديدة، وأسعى إلى البناء على هذا النجاح فى أعمالى المقبلة.
■ تجربة مهمة أخرى قدمت فيها شخصية حقيقية The crown كيف أعددت لها، وما هى مرجعيتك لتقديم شخصية محمد الفايد؟
- فريق العمل كان يبحث من فترة عن فنانين لتقديم شخصيتى دودى ومحمد الفايد، ومحمد الفايد فى مرحلة متأخرة، قمت بعمل أوديشن لمدة أربع ساعات مع المخرج، وبمساعدة (بولى) وهى متخصصة فى الحركة فى أهم الأعمال السينمائية وساعدتنى فى الحصول على مادة أرشيفية وليست مجرد فيديوهات من «اليوتيوب» ولكنها ذهبت إلى مكتبات فى لندن وحصلت على فيديوهات قديمة لمحمد الفايد لمشاهدته وهو يتحدث وكيف يتحدث إلى الجمهور، وكيف يتحدث إلى أولاده وطريقة ملابسه، وكيف هى حركاته وهو يتكلم وحركة يده.
■ أنت مررت بتجارب مختلفة منذ بدايتك إلى الآن وتشارك نجوم العالم فى الصناعة، ما التغيير الذى لمسته بنفسك حتى الآن؟
- أتمنى أن أكون تطورت بشكل ملحوظ، ونحن كبشر بشكل عام نتطور مع العمر، ولكن أعتقد أننى بشكل شخصى تعلمت الصبر، والرضا والتقبل وأشعر بالسعادة بما حققته، ولا أنتظر شيئًا أكثر من أن أحقق الخطوات التى أحلم بها خطوة خطوة بدون عجلة، ومتأكد أن القرار السليم سيأتى فى وقته وميعاده على عكس ما كنت من قبل، كنت أتعجل الأمور.
■ وما الشخصية التى جسدتها فى أعمالك وأثرت على حياتك الشخصية؟
- الشخصية التى قدمتها فى فيلم ليمبو «Limbo»، فوقت التصوير كنت وحدى وبدون شبكة اتصالات، تعلمت الصبر هناك فعلًا، كنت فى جزيرة وكانت الأجواء مُمطرة فى الرابعة فجرًا وسط الظلام فجأة بدأت أبكى بدون سبب، وقتها تذكرت أمى وإخوتى وأصدقائى فى مصر فتأثرت.
وأتذكر السائق الخاص بالتصوير، كان يحكى لى عن اشتياقه لزوجته التى لم يرها منذ شهور مضت، فتوقف بالسيارة وقال لى: اخرج للهواء فبعض الأحيان من الجيد استنشاق الورود، وطلب منى أن أكون هنا بفكرى كما أنا موجود بجسدى، وقتها أعدت النظر للأمور خاصة أننى اقوم بعمل مهم وأحبه وشعرت أننى كنت محظوظًا بالأجواء الطبيعية، ومن وقتها وأنا أفكر بتمهل وأنتظر الأشياء خطوة بخطوة.
■ وماذا عن مشاريعك الفترة القادمة؟
- أستعد للجزء الثانى من مسلسل أيرلندى، وسوف نبدأ تصوير مشاهده قريبًا جدًا.
■ هل خطواتك حتى الآن تجعلك تشعر بالرضا وتحقق الحلم الذى بدأت من أجله؟
- بكل تأكيد أنا سعيد بكل خطوة حتى الآن وأقوم بها باستمتاع.
وأتطلع أن يمثل كل دور أقدمه قيمة مضافة إلى مشوارى وخطوات مسيرتى الفنية، وأنا بطبعى لا أميل إلى العشوائية ولا المجاملة ولا التسرع فى اختياراتى.